لماذا هناك مجتمعات متطورة حضاريا وقيميا وإنسانية وأخرى غارقة في جحيمها؟ الإجابة هنا

العلم سينقذنا والمعرفة وحدها من ستكون السبيل في انتشالنا من الجحيم.

التحرر من الخرافات والثقافة الفاسدة هو ما سيساعدنا بالنهوض بأنفسنا يوما.

أن تبدأ الشعوب بالالتفات نحو تطوير العلوم والفنون، أن تبدا بتحديث مناهج البحث والتجريب والتقنية، والآداب، وأنماط التعليم والتثقيف والتقويم والتوجيه.

أن تتاح حرية التفكير والنقد والاختيار ، أن نسمح للنخبة المتميزين في تفكيرهم وعقولهم ومواهبهم بتولي مناصب أخذ القرار.

هذه هي النقطة المفصلية بين أمم وأخرى، هذا ما يميز الشعوب عن بعضها فجعلت شعوبا حيوية مبدعة ارتقت بحالها إلى مستويات عليا من التقدم والتطور، والقدرة على إيجاد حلول للتحديات، وبين شعوب أخرى هالكة، خاملة، محنطة، راكدة، معاكسة للتطور البشري، معاكسة للحضارة والإنسانية.

وهذا تماما ما يجعل الأولى تصنف في أعلى الهرم التراتبي، بعقلها وإبداعها ونشاطها وحيويتها، لتتحرر من الظلمات وتشق طريقها نحو النور والتقدم، أنهم رجحت العقل على الوهم، والفكر والتحليل والمنطق على الخرافات.

أنها أعلت كلمة القيم الإنسانية، وقامت بانقلاب على طرق تفكيرها، وأنماط عيشها، فابتكرت واخترعت وطورت نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حتى أصبح لها صوت مدوي في المحافل الدولية،

يسمع إليها حين تتكلم، ويخشى من غضبها.

أما الشعوب الخاملة، الفاقدة لأي حركة علمية، نقدية، فكرية، إبداعية أو نهضة فلسفية، فتعيش في جحيم لا ينتهي.

انتشار للفوضى، بؤس، استسلام للضعف والتحديات اليومية، غرق في الخرافات والضحالة القيمية، تفشي للأفعال الشيطانية واحتقار للإنسان، ظروف حياتية مريضة، دون بذل جهد لتغيير الأوضاع الكارثية، فبقيت عقول هذه المجتمعات راكدة، وأصبح هناك غياب تام لأي حركة تفكير وإبداع، وما عادت هذه الشعوب قادرة على ابتكار أي أثر له قيمة علمية أو فنية أو تقنية.

والشعوب الميتة، عليها بالبدء الآن بتغيير من ثقافتها وفكرها، ودحر كل ما يؤخر بتطورها، أن تعود هناك نضهة حقيقية، فلسفية إبداعية فكرية نقدية، أن يكون هناك تماسك اجتماعي وسياسي متين، لعلها في مئة عام قادمة تستطيع البدء بتهيئ أجواء من الاستقرار النفسي، وقدرة على البدء بالاستثمار بالطاقة الإبداعية والقدرات الابتكارية ، لعلها تتدارك الحضيض الذي تغرق به وتستطيع اللحاق بالتطور الحضاري، والإنسانية.





ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة