أحمد خالد توفيق فراج، طبيب وأديب ومترجم مصري، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بالعراب.

أحمد خالد توفيق.. حين توقف القلب النابض

--------------------------------------

أكتب اليوم عن الطبيب، والكاتب، والمُترجم، وقبل كل ذلك، أكتب عن الأب الروحي (العراب) لجيل بأكمله، تربى على كلماته، وتفتحت أعينه على عوالم لم يكن قط يدرك أنها ستشكل جزءًا من تاريخه وفكره. الرجل الذي أخذ على عاتقه عبء كبير، لم نكن نعلم عنه شيء، فقد أختار هذا الرجل فئة عمرية محددة – فئة الشباب – وقرر أن يكتب لهم وعنهم، والأهم أن يجعلهم يقرأون. تربيت أنا وغيري على كتاباته وترجماته حتى شببنا عن الطوق، وكبرنا ونسينا الحمل الذي يثقل كاهله، ثم أفقنا ذات يوم على خبر رحيله.رحل بينما كنا نفكر تُرى ما عمله القادم؟ لم نكن ندرك أن قلبه النابض بالحياة، لم يعد يحتمل كل هذا الهراء المحيط بنا، وأنه حين منحنا كتاباته، منحنا معها جزءًا كبيرًا من ذلك القلب، الذي لم يتوقف يومًا عن حبنا والاهتمام بنا. كتب الكثير عنه، ولا عجب في ذلك، فنحن أبنائه وبداخل كل منا شيء يحمله تجاه العراب، لي أخوة وأخوات في كل الدول العربية، نرتبط جميعًا بانتمائنا إلى أب ومعلم واحد "أحمد خالد توفيق".


لم أجد بعد رحيله كلمات مناسبة تليق به، ولكنه كان جرحي النازف، كانت المرة الأولى التي أشعر فيها أن جزءًا مني رحل بلا عودة، فتوقف قلمي عاجزًا لا يجد من الكلمات ما يليق بهذا الرجل، واليوم بينما أدون سيرته الذاتية كأحد المترجمين الذين يشرفنا انضمامهم إلى "موسوعة المترجمين العرب"، والتي نعمل جاهدين على أن تضم كافة المترجمين العرب منذ البداية وحتى يومنا هذا، وجدت نهرًا من الذكريات ينفجر في وجهي، كل رواية وكل كتاب، بل وكل كلمة تخص العراب، هي جزء من طفولتي ومراهقتي وشبابي، فانسابت الدموع ببطء، ليست دموع حزن بل دموع انتفاضة من سبات عميق. تذكرت كم طبيب يدين له بالفضل؟ كم كاتب يدين له بالفضل؟ كم مُترجم؟ كم أب؟ كم أم؟


أحمد خالد توفيق، رحل بجسده فقط، ولكنه قسم قلبه علينا جميعًا، نحن أبنائه، نحن القلب النابض الذي يكمل مسيرته، ونحن من نحمل الإرث. سنظل نردد اسمه وما علمنا إياه. لا يمكنني أن أنهي هذه الكلمات دون أن أشكر جميع من ساهم في تخليد ذكرى هذا الرجل، من جمعوا أعماله ونشروها، ومن نقلوا علمه إلى الآخرين، إلى هؤلاء أقول إننا سنظل أبنائه شئنا أم أبينا، رحم الله الأب، والطبيب، والكاتب، والمترجم، والإنسان.


تحية شكر وتقدير إلى كل من ساهم في تكريم هذا الرجل، إلى من لا أعرفهم، ولا يعرفون عني شيء؛ ولكننا اجتمعنا على حبه.


ويمكنكم الاطلاع على صفحته الخاصة على موقع "موسوعة المترجمين العرب"

http://torjomanpedia.com/profile.aspx?id=10747


#موسوعة_المترجمين_العرب

#Arab_Translators_Encyclopedia

#Torjomanpedia

#أحمد_خالد_توفيق

#العراب


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أكيد كل فرد منا يحمل جزءًا من قلبه العظيم، وقطعة من عقله المميز، وقليل من روحه العطرة.. رحمه الله رحمة واسعة.. سعدت بتعليقك أختي لأنك أثبتي أننا في كل مكان ندين له بالفضل ونذكر .. دمتِ بخير

نحن جميعًا مدينون لهذا الرجل، ولكنّه لم يمت، من يكتب يظل خالدًا في كلماته...

إقرأ المزيد من تدوينات رشا الغيطاني

تدوينات ذات صلة