ما الفخ الذي وقع فيه الكاتب؟ هل هناك علاقة بين جودة العمل وعدد صفحاته؟ هل عنوان واحد للكتاب لا يكفي؟

في البداية، أود أن أشير إلى أمرين في غاية الأهمية، الأول: أن عين القارئ المترجم ترى أمور قد تغفل عنها عين القارئ العادي، وذلك بحكم التخصص، والاحتكاك بنصوص عربية وأجنبية. الثاني: أن موضوع الكتاب هو ما دفعني إلى اقتنائه، حيث إنني من المهتمين بالأمثال والحكم المصرية بشكل عام.


كتاب "على رأي المثل" أو كما ورد في صفحاته الأولى:

أشهر الأمثال الشعبية العامية المصرية ومقابلها الإنجليزي

The most common Egyptian proverbs and their English equivalents

هذا جعلني أتساءل هل وجود أكثر من عنوان للكتاب يرجع إلى بعض الأمور التجارية؟ "على رأي المثل" اسم تجاري بحت من شأنه جذب شريحة أكبر من القراء، وذلك على خلاف " أشهر الأمثال الشعبية العامية المصرية ومقابلها الإنجليزي" فهو اسم أكاديمي يجذب شريحة أقل بالتأكيد.


الكاتب أكاديمي ومترجم مصري، يعد هذا كتابه الأول؛ وهذا يجعل الخطأ وتداركه في طبعات قادمة مقبولًا إلى حد ما. لا أنكر أن مهنة الكاتب شاقة وصعبة؛ ولكنها دفعتني إلى توقع مستوى معين للمحتوى. الصفحات الأولى ترشدك إلى كيفية استخدام الكتاب. الكتاب مقسم إلى موضوعات، وتحت كل موضوع المثل بالعامية المصرية ثم شرح له "بالعربية" وأخيرًا ترجمته. وهذا خروج عن الشكل التقليدي لمثل هذه النوعية من الكتب. كان يمكن التجاوز عن هذا الأمر لولا أنه ترتب على هذا الشكل عملية تكرار مخيفة لأجزاء كثيرة من المحتوى. لماذا لم يلجأ الكاتب إلى الشكل التقليدي "الجدول"؟ والتأكد من أن المثل الإنجليزي وما يقابله من معان متعددة في العامية المصرية مذكورين مرة واحدة دون حشو.


نقطة أخرى أثارت دهشتي، في بعض الأمثال كُتب "ليس لها مقابل في الإنجليزية"، رغم أن هناك جزء مخصص في نهاية الكتاب لترجمتها، مما يعني أن المترجم بذل مجهودًا في ترجمتها. هذه النقطة تثير استياء القارئ بشكل عام ونتج عنها بعض الصفحات المتتالية لا فائدة منها.


في النهاية، أرى أن الطبعات التالية تحتاج إلى تغيير في شكل وعرض المحتوى. قد يرى القارئ العادي الكتاب خفيفًا ومسليًا، وهذه طبيعة "الأمثال والحكم العامية القديمة"؛ لكن القارئ المتخصص "المترجم" لن يعجبه هذا الأمر.


القاهرة

16 يوليو 2022



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رشا الغيطاني

تدوينات ذات صلة