أولى حكايات الحكيم عن أسطورة برج بابل واللغات المصطنعة

يُحكى أنه في سالف العصر والأوان

بعيدًا عن القرى والمدن والعمران

عاش رجل حكيم ترجمان

بفنون الكتابة خبير

وعلمه غزيز وفير

قرر ذات يوم أن يغزو عالم السرد والحكايات

وأن يأسرنا بسحر وجمال العبارات

فتجمعنا حوله ننصت بالساعات


وكانت هذه أولى الحكايات


ذات يوم سألنا الحكيم: ماذا تعرفون عن أسطورة برج بابل؟ وما علاقتها بعلم الترجمة؟سألته في اندهاش وتعجب: وما علاقة الأساطير بعلم الترجمة؟ وهل تمتزج الأسطورة بالعلم؟أبتسم الحكيم، وقال في هدوء: أجلسي وأنصتي جيدًا لهذه الحكاية:


يُحكى أن أهل الأرض كانوا جميعًا يتحدثون لغة واحدة وكلام واحد، حتى جاء يومًا قال أحدهم: تعالوا نبن لنا جميعًا مدينة وبرجًا يصل إلى السماء، ونقم لنا اسمًا فلا نتشتت، وحين رأى الله صنيعهم – الذي يتنافى مع قصده من انتشارهم لإعمار الأرض – بلبل ألسنتهم، فكفوا عن العمل وتفرقوا في أرجاء الأرض.


ثم ظهرت الترجمة ردًا على بلبلة الألسنة، واختلاف اللغات بين البشر، في محاولة لاستعادة وحدة البشر.


قلت له: إن قصة برج بابل موجودة بأكثر من رواية، ولكنها تظل أسطورة لا تأثير لها على حاضرنا ومستقبلنا، وأن كلماتك أيها الحكيم لا تعدو أن تكون من قبيل الحكايات الخيالية وغرضها الوحيد التسلية.


بنفس الابتسامة الهادئة، وبكل ثقة واجهني قائلًا: وماذا لو قلت لكِ أن فكرة إعادة توحيد اللغة بين البشر ظهرت من جديد، ألم تسمعي عن ما يسمى "اللغات المصطنعة"


قلت له: وما اللغات المصطنعة؟


قال لي: هي لغات من صنع البشر، ولعل أشهرها لغة الإسبرانتو، ورغم عدم أصالة هذه اللغات إلا أن الكثير أعتمدها ولاقت اهتمام منتجى الأفلام وأصبحوا يولدون لغات خاصة في حالات معينة مثل لغة "كلينجون" في أفلام ستار تريك ولغة ال "دوثراكي في سلسلة جيم أوف ثرونز ولغة نافي في أفاتار، والتي يُقال إنها جميعا لغات مصطنعة.


هنا توقف الحكيم عن الحديث، ففهمنا أن علينا الآن تركه والرحيل، ولكننا حتمًا سنعود لننهل من علمه المزيد والمزيد.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

يسعدني رأيك كثيرًا أستاذ طارق، وهي اجتهادات بسيطة لا تقارن بجهد وعلم العظماء. أتمنى لك كل التوفيق أستاذي العزيز

إقرأ المزيد من تدوينات رشا الغيطاني

تدوينات ذات صلة