عندما تترك مقعدك دون أي علامة أو إشارة تدُل على وجودك هنا، حتمًا سيُشغل مقعدك! حينها لن تعود تذكرتك ذات أهميّة تُذكر! قطارات كُثر تسير ولا تنتظر.

-

-


تمنّت أن تتّخِذ من القمر وجهة

إن غاب قليلًا عن ذهنها

تُقلّب عينيها يمنة ويسره

لكنّها فتاة صامدة شامخة

تُشبه في وقوفها السماء

متجذّرة دون أبواب ولا أعمدة

لا تميل أو تنحني

تكوّم بين يديها سرابا

ترقص بلا موسيقى

تُتَمتِم بكلمات لا معنى لها

لا تعلم ماذا تريد!

ولا تريد ما تعلم!

وإن علمت لاتعمل!

وإن عملت لا تشعر

أضاعت طريقًا مُزهرا

بمحض إرادتها

اختارت البقاء بعيدًا

لعلّها بذلك تجد سلوتها

خلف الظلال وبين الأشجار

ترثي روحًا قد أنهكتها

كثرة الالتفات والتجبُّر

بقيت وحدها جافلة منتظرة

نسيت أين وضعت تذكرتها

وحين تذكّرت،

عادت راكضة . .

لاهثة

باكية

مُنكسره

ولكن هيهات

لا نسيان يُغتفر

ولا عربة تنتظر

كان قد غادر القطار.



ملاحظة:

في ذاكرتها ثقوبًا سوداء تنخرُ بلا وجهة!

لا رَفّ يحملها وتحمله، تتوكّأ على بضع مشاعر بالية لا تُغنِ ولا تُسمن من الجوع،

لا حيلة لها سوى الرَّكض حافية!



٢٦ فبراير ٢٠٢٢

٢:١٢ صباحًا

بتوقيت السعودية



GHADA HASAN

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات GHADA HASAN

تدوينات ذات صلة