أحيانا نتمنى الفقدان .. لكننا نتناسى عواقبه إلى أن يحدث حقا .. عندها نتمنى أن يعود الزمن بنا إلى ما قبل الفقدان

عزيزي

كيف حالك؟

هل لك أن تسمعني

هل يسمح لك وقتك أن تعود لبعض الوقت كي تسمع بعضا من أحاديثي التي صارت تشبه بعضها

أحاديثي التي يغلب عليها الصمت

الصمت الذي لم يكن إلا خياري الوحيد

الصمت صديقي الدائم

صديقي الذي فرض ذاته علي لأني لم أجرؤ على رفضه

بل لأنني لم أتجرأ يوما على تضاده

لم أجرؤ يوما على الحديث إليك

لقد مر وقت طويل على زمن الخذلان هذا

كلٌ منا مضى في طريقه

أنت اخترت أن تبتعد كثيرا

أما أنا فاخترت أن ابتعد أكثر لكن الخيار هذا ليس متاح لمن هم مثلي

لعلك تسأل

من هم الذين مثلي ؟؟

اقصد هؤلاء الذين فرض الصمت ذاته عليهم

كم أود اليوم أن أخبرك أنني أحبك

أنني أشتاقك

أن هناك شيء ما بداخلي يتلهف لرؤيتك

لسماع صوتك

أن هناك رغبة مجنونة بداخلي للكتابة اليك حتى أشعر بألم روحي وهي تبكيك...

لكن لا شيء

لا شيء أبدا

تكاد الحروف تنزع من أصابعي نزعا وهي تنسج ها هنا ...

كيف حدث هذا....

أنا التي كنت ذات يوم إذا ما ذكرتك كتبت قصيدة ... وإذا رأيتك كنت أكثر أيامي سعيدة

أنا التي كنت ذات يوم أبكي ليال طويلة

أنا ذاتها تلك التي لطالما افترشت الوسائد المالحة

فأين ذهبت تلك الانسانة التي تملك المشاعر ...

متى اصبحت هكذا بليدة المشاعر...

متى اصبح فقدانك أمرا عاديا

وحبك شيئا مضى .. وفقط مضى...

كيف تتسرب ملامحك الآن من ذاكرتي ...

كيف لا أتذكر شيء...

لقد نسيت كيف أحببتك...

يا للخسارة...

في الماضي كنت أتكئ على هذا الحب

وبكل الأحوال

مهما كانت أيامي مظلمة أو منيرة .. حالكة أم مضيئة ... تعيسة أم سعيدة...

كنت اليك أعود وأحتمي بك وفيك ومنك ومن خيبتك

كنت استظل بالحروف من دموعي ... كنت الجأ للأوراق البيضاء علّها تحمل عني شيئا من عبئي الذي اثقلتَه ..

الآن ماذا.. ؟؟

هل فقدتك حقا الآن ...

كيف سأستعيدك ..

هل لك أن تتخيل أن أكبر أحلامي ذات يوم كان أن يمر يوم دون أن أفكر بك فيه... وأن تخلو حياتي منك .. وأن يعود قلبي فارغا منك ...

ان هذا كله قد حدث وتحقق هذا الحلم

لكنني لم أكن اتخيل أن يتاخر تحقيقه لهذا الوقت ولم أكن اتخيل أن تعلقي بك كل هذه السنين سيجعل أمر فقدانك الحقيقي مرا لهذه الدرجة ...

لم يخلو قلبي منك فقط..

وحياتي لم تخل منك فقط...

أنا مع فقدانك فقدت كل شيء..




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مبدعه استمري

إقرأ المزيد من تدوينات رسائل أمل وألم

تدوينات ذات صلة