عليك تسمية الأشياء بأسمائها قالوا، يوم سيء يعني يوم سيء، و لم أفهم ذلك.
قلبتها لأسفل، مططتُ جانبها، حتى أنني أجبرتها على أن توليني ظهرها لأرسم على سواده بالألوان، زرتُ كل حبال غسيل الحي و جمّعتُ عنها المنفوش و المزركش، البرّاق من القماش، حتى أنني أخذتُ أشرطة غير متماثلة و كورتها و كورتها حتى أجمّع أكثر، قلتُ عنها مخلوق كالمخلوقات أبيض فيه سواد و سواد لا يخلو من نقطة بيضاء، قالوا سيئة، فصرخت، و كورت الأشرطة و المناديل، عرفتُ أنها غير قابلة للاستخدام، شتمت، خفت، و نفيتُ عنها كل اتهام، كنت أكت الغبار حتى عن ثوبها، لطالما كرهت أن أقول عن الأيام السيئة أنها سيئة، قلت خير مؤجل، هدية لم تصل، فرح كسول، حضن مدخر، قلت هذا الألم مستحيلٌ ألم خالص و إلا تصلبت أطرافنا حد الموت، شتمتُ، ليست سيئة مدافعاً عنها، أحمق يمسح البارود عن وجه عدوّه، و في يوم شمسه فاترة تموج بالمعدة و بلا لمعة، سكت، لم أعد أركل اسمها عنها، همست ”سيء“ و لم أقوى على نسبه للوقت بعد، ثقل رأسي على الوسادة في قلب النهار، فكرت كيف سآتي بالألوان لأشخط بها صفحة الحقيقة و أنا لا أقوى على حمل جمجمتي الخاصة، سال خط ساخن، حدد الوجه بشكل قطريّ، رائحته قديمة، أظنه من حديقة بأرجوحة صفراء قبل تسعة أعوام، كيف تفرق دمعة عن دمعة أميالاً و مدناً وهي من ذات العين، سائل سحري متسلط على قدرة اليد أو ماء عابر تزيحه أنملة، بكيت، قلت بصوت أعرفه ”يوم سيء“ دخلت الشمس، جففت وجهي، جففت السقيع إلى برد محتمل، و عدت لأدافع عن جودة الأيام، جميلةٌ هي الأيام.
-مرمر.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أحببتُ البداية التي تنسج خيوطًا من خيال طفولتنا النقية، وأعجبتني النهاية (وعدت لأدافع عن جودة الأيام، جميلةٌ هي الأيام.)
وأؤيد ما قالته أفنان في التعليق.
قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ؛ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهْرُ، بيَدِي الأمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهارَ.
الأيام من اللّٰه السيء من أيدينا، من أيدي البشر.