تمسكوا بآباءكم جدا فلاشي يدوم سوى ذكريات بين أرفف الذاكرة

لطالما كنت طفلتك المدللة، لا أخجل من أن اقفز على أحضانك كلما رأيتك، دائما أحصل على تعليقات من أخوتي واخواتي: ألن تكبري يوما!!! أصبحت أم لأبطال وما زلتي تلك الطفلة التي تزعج أبينا كلما رأته!! لا تهمني التعليقات لطالما هذا أبي، هو ليس مجرد أب، هو صديقي هو أخي هو أماني. دائما أفتعل المشاكل بين أخوتي وأختبئ بين أحضانه ويحوطني بيديه اللتان بدأتا ترتجفان من تقدم العمر، ولكني كنت أصر دائما الاختباء بين يديه.

سافر كثيرا لدول الخليج في السبعينيات لكي يؤمن لنا حياة رفاهية. أستمتع حينما أجلس بقربه ويحكي لنا مغامراته في دول الخليج، عندما كان جزءا من بناء السكة الحديدة في السعودية وبناء البنية التحتية في الكويت، يتحدث بكل فخر ونحن نستمع له بكل فخر، يحكي القصص مرارا وتكرارا، لا يمل من سردها كل مرة ولا نمل من أن تستمع لها بكل شوق وحب في كل مرة يحيكها لنا، أبي رجل رومانسي للغاية لا يخجل من التغزل بأمي أمامنا ويدندن لها، تعلمت منه البوح بمشاعري اتجاه من أحب ولا أكتمها لأنهم تستحقون سماع مثل هذا الكلام والمدح.

مرة السنوات وكبر أولادي وكبر أبي وعظم حبة في قلبي، بدأت أربي أولادي على نهج أبي، في منزل ملئ بالحب والدفئ، قوب صافية أمان دائم حرية تعبير محترمه، لكن لاشي يدوم. رحل أبي.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خواطر عابرة

تدوينات ذات صلة