تعلموا العربية وتحدثونها واعتزوا بها فأمانة الحفاظ عليها بل وتطوير مفرداتها أمانة في أعناقنا

لغتنا الجميلة بقلم / عُلا خضير

لغتنا العربية المفتري عليها من أبنائها والغير مقدرة علي الاطلاق من الجميع .

منذ الصغر تسعي الأمهات إلي تعليم أبنائهن اللغات الأجنبية وهذا شئ حسن لو لم يكن علي حساب اللغة العربية ولكن للأسف يتم التعامل معها دوما علي أنها أدني من اللغات الأخري فتجد مثلا الأم تحاول أن تلقن إبنها أسماء الأشياء والألوان والأرقام باللغة الانجليزية أو الفرنسية منذ بداية تعلم الكلام قبل أن ينطق الطفل العربية أصلا فهي حريصة أن يتعلم أن القطة اسمها cat قبل أن يعرف أن اسمها قطة وهي تحشر بدون داعي الكلمات الانجليزية عندما تتحدث معه لكي تصبح كلاس class " أصل العربي بيئة " .

نجد شباب اليوم لا يكتبون العربية بحروفها الأبجدية المعروفة ولكنهم يكتبونها بالحروف الانجليزية بل ويستبدلون الحروف العربية التي ليس لها مقابل في الانجليزية بالأرقام ويرجعون ذلك إلي السرعة والسهولة والمرونة في كتابة الحروف الانجليزية مقارنة بالعربية .

تعالوا نري ما الحال الذي وصلت إليه اللغة العربية علي أيدينا :

أولا : انتشرت الروايات والكتب التي تُكتب بالعامية فنجد أن أغلب الاصدارات الحالية بكل أسف بالعامية الكل يستسهل ... حتي كتب التنمية البشرية والصحة النفسية وغيرها من الكتب التي يكتبها أكاديميون وأطباء أجدها بالعامية وحجتهم في ذلك "نريد أن نصل للقارئ العادي" فبدلا من أن ترتفع بالقارئ وتنمي لغته تهبط أنت باللغة ، أين مفرداتك اللغوية وأسلوبك الذي تتفرد به دون سائر الكُتاب عندما تكتب " معلش ومعرفش وبأه وإزاي " وتستخدم الألفاظ السوقية المتداولة في الشوارع . أين الابداع في ذلك ؟؟

ثانيا : الأخطاء الاملائية في الجرائد والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي وحتي في الأوراق الرسمية حدث ولا حرج فأنت لا تجد أي خريج جامعة حاليا يستطيع أن يكتب خمسة سطور عربية صحيحة دون أخطاء فالكل لا يفرق بين الزين والذال والقاف والكاف والتاء المفتوحة والمربوطة والمد والهمزات وطبعا لن أتحدث عن الاعراب أو التشكيل فهذا درب من دروب المستحيل .

ثالثا : العربية المسموعة والمرئية كارثة أخري لايوجد مذيع أو قارئ نشرة علي قنواتنا المصرية ينطق الحروف النطق الصحيح ومخارج الألفاظ لديه سليمة فلا تشكيل للحروف أصلا بل كل الحروف والكلمات ساكنة حتي يأمن الوقوع في أخطاء الاعراب التي ستكشفه فالأسلم الالتزام بالسكون . طبعا لن أذكر مذيعات البرامج العادية لأنهن خارج حسبة اللغة أصلا .

وما يستفزني فعلا من يتفاخر " أصلي ما بعرفش أكتب عربي " ... أنت عربي شئت أم أبيت وهنا لديّ سؤال هل يسعي أي شخص أمريكي أو انجليزي أن يكتب مثلا طلب تعيين في وظيفة او بطاقة تعارف ويوقع عليها باللغة العربية ؟ بالطبع لا .... لماذا نحن نكتب بالانجليزية ونوقع بالانجليزية من باب الوجاهة والرقي ولا نخجل من أنفسنا ؟؟!!

تتهمون اللغة العربية إفتراءً بالصعوبة والتعقيد وتارة أخري بالعجز عن استيعاب العلوم والتكنولوجيا ومسايرة العصرفهاهي اللغة العربية ترد منذ بدايات القرن الماضي علي لسان الشاعر / حافظ إبراهيم في قصيدته " اللغة العربية تتحدث عن نفسها " :

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ

وهذا محض إفتراء أنتم لم تحبوها ولم تدرسوها بجد مثلما تسعون لدراسة اللغات الأجنبية .

اللغة ترتفع مكانتها وتسمو بين اللغات حين يعتز يها أهلها ويتحدثون بها ويعلمونها لأبنائهم فتظل خالدة علي مدار الزمان .

سأذكركم ببعض حقائق عن اللغة العربية تجعلكم تفتخرون بها وتتحدثونها بكل ثقة وحب ولا تخجلون منها

- اللغة العربية واحدة من اللغات السامية القديمة والتي اندثر أغلبها ولكنها أكثرهم تحدثا فيتحدثها حوالي 500 مليون نسمة تقريبا حول العالم كلغة أم ومثل هذا العدد يتحدثونها كلغة ثانية من المسلمين غير العرب

- هي لغة مقدسة لأنها لغة القرآن ، لغة الوحي والرسالة المحمدية

" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " ( سورة النحل الآية 103 )

- عمرها قديم لا أحد علي وجه التحديد يعلمه فهي لغة العرب في شبه الجزيرة العربية ويقال أنها لغة قريش ويقال أنها أقدم من العرب أنفسهم فهي لغة آدم في الجنة .

- هي لغة من اللغات الست المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة

- هي لغة فضفاضة واسعة المدي والبيان تتميز بالفصاحة والترادف وكثرة المفردات بل وتتميز بتعدد علوم اللغة ذاتها بداية من النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي حتي تصل إلي الاشتقاق والترادف والتضاد والخط العربي .

تحدثوا لغتكم بفخر ودون خجل ، علموها لأبنائكم باهتمام كاهتمامكم بتعليمهم اللغات الأجنبية ، حافظوا علي هويتكم العربية فالمتربصون بأمتنا كُثُر والقادم لا يعلمه إلا الله .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عندما أرى غير الناطقين بالعربية وهم يبذلون جهداً لتعلمها كي يستطيعوا قراءة القرآن أدرك النعمة التي أنعم الله علينا بها … سبحان الله

إقرأ المزيد من تدوينات علا خضيرOla Khodeir

تدوينات ذات صلة