ونحن علي أعتاب عام جديد هل يكفي أن نلعن 2020 ونهلل ونحتفل بقدوم 2021 ؟

علي الرغم أنني لست مولعة بالبدايات وفي نفس الوقت لا أمقت نهايات الأعوام ولا أتأثر كثيرا بجنائزية ديسمبر واحتفالية يناير . فانني هذا العام أجد نفسي أود الكتابة عن نهاية هذا العام بالذات فالعام الحالي 2020 نال من السب واللعن ما لم ينله عام آخر .

أري أغلبنا في مثل هذا الوقت من كل عام يودع العام الراحل باللعنات وأنه كان عام ثقيل ويعدد مساوئه وأحداثه المؤلمة والمآسي والكوارث التي حدثت له فيه ولو دققنا النظر سنجد أن كل الأعوام يموت فيها أعزاء ونفقد فيها أقارب وأحباب وتحدث فيها إخفاقات وخيبات فلا يخلو عام من الأحداث الحزينة وهذا هو طبع الحياة .

لا أري أحدا يقول الحمد لله لقد مر عام وأنا بصحة جيدة وسط أبنائي الذين نجحوا في مدارسهم أعمل عملا شريفا يوفر لي حياة كريمة وأعيش وسط أهلي وأحبائي بمنزل يحسدني عليه من يعيشون في الخيام في قارس البرد استمتع بوقتي في الاجازات وأؤدي فرائضي وواجباتي الدينية فهذه نعم لابد أن نستشعرها وندركها ونسعد بها ونحمد الله عليها .

هانحن نودع عاما من أعمارنا فهل ياتُري سيكون شاهدا لنا أم علينا ... ماذا فعلنا فيه ؟ مالذي أودعناه من أعمال يجب أن نحاسِب أنفسنا عليها قبل أن نحاسَب ؟ ما الذي تحقق وما الذي أخفقنا فيه ؟

عملا بحديث سيد الخلق سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم "

( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك )

تمر الأيام والسنون وتصبح ذكريات بعضها مفرح والآخر مؤلم ومحزن .. نحقق علي مدار حياتنا نجاحات بعضها مُرضي وبعضها يكون أكثر من المتوقع وأغلبها يأتي مخيبا للآمال سواء علي المستوي الشخصي أو العام وهنا يجب أن نتعلم من أخطائنا ولانكررها بل ونتعلم كيف نحيا الحياة ونتقبلها بحلوها ومرها ولا نعيشها فقط مجرد يوما واحدا متكرر.

فالنهايات نحن من نحدد الزمن المناسب لنحرر فيه سطورها الأخيرة ، هي ظاهرة ذهنية قبل كل شئ فهي تحدث في دواخلنا قبل أن نعلنها إلي العالم الخارجي سواء كانت نهاية علاقات انسانية أو علاقات عمل أو أعمال أو مهام غير أنه ليست النهاية دائما مدعاة للحزن فهناك نهاية تنبثق منها بذور بداية أجمل كما تطل البراعم في الشتاء بعد السقوط الخريفي اليابس لتزهر في الربيع .

بل والبدايات أيضا نحن من نصنعها ونؤثثها في أذهاننا بالكثير من الآمال والتوقعات ونحن من نقرر أي شهر يناسب بزوغ ومولد أحلامنا التي تستحق أن نفتح لها صفحة جديدة في دفتر العمر لكي تتحقق وتصبح واقعا ملموسا وكلما نضجت ثمرة حلمنا أمامنا ازدادنا تعلقا وشغفا بها .

دع كل ما حدث العام الراحل يمضي وابدأ عامك الجديد بروح متفائلة وثابة .

فليكن ديسمبر مناسبة لذهاب كل شئ لا يشبهنا والشهر الذي يشهد وداع إخفاقاتنا وأحزاننا وتلك الوجوه التي ماعدنا نعرفها ولا نود رؤيتها ولتجرفها أمطاره وسيوله إلي واد سحيق لا قرار له .

هيا نستقبل العام الجديد بروح تريد أن تفعل شيئا جديدا ولو صغيرا ، تحقق انجازا ولو محدودا ، تصنع شيئا مبهجا يضيئ الباقي من حياتنا

أتمني لكم نهاية بيضاء بلون ثلوج الشتاء .... وعاما قادما مشرقا ملونا برونق ألوان الربيع .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات علا خضيرOla Khodeir

تدوينات ذات صلة