السن مجرد رقم ... الشباب شباب القلب .... ربيع العمر أم خريف العمر ؟ السطور القادمة ترد علي هذه المقولات


نهايــــــة .. أم بدايــــــة ؟! بقلم / عـــــلا خضيــــــــر

هل بنهاية الحياة العملية للفرد تنتهي حياته أو تنتهي أهميته عند المحيطين به ؟ فيصبح شيخا يجلس في البيت يصلي ويقرأ القرآن وينتظر الموت .

نعم هذه هي الحقيقة في مجتمعنا طالما وصل الرجل إلي سن الستين اعتُبِر " شيخا " وأصبحت المرأة "حاجة" مع احترامي لللقبين اللذين يحملان الاحترام والتوقير إلا أنهما يختزلان كل ما في الانسان من مؤهلات وخبرة وحكمة ومشاعر وغيره الكثير فقط في مظهره وعمره وتجاعيده وشعره الأبيض .

نستفيق علي النداء غير المتوقع ... ( يا حاجة ) نعم كبرت ولكني مازلت طبيبة أو مهندسة أو معلمة فنخبئ حزننا بداخلنا ونتأمل بسرعة شريط ذكرياتنا بحلوه ومره .. يا الله هل مرت السنون بهذه السرعة وأصبحتُ " حاجة " ؟!! نعم لقد كبرنا وأنهينا رحلة العمل علي خير وحان وقت الراحة فلماذا الحزن إذن ؟

رغم أننا في هذا الوقت يجب أن نفرح لتحررنا من قيود والتزامات ومسئوليات العمل اليومي بداية من الاستيقاظ المبكر والالتزام بالمواعيد والتعامل مع ضغوط العمل التي نواجهها رغم ضغوطنا الحياتية الأخري .

علي الرغم أننا سنتحرر من قيود كبلتنا طوال ما لا يقل عن خمسة وثلاثين عاما من العمل والملل والمسئولية والروتين اليومي لكننا نحزن عندما نترك العمل لبلوغ سن التقاعد "ونطلع علي المعاش " هذه الجملة التي أكرهها ولا أعرف لها معني إلي أين " نطلع " ؟ وما معني المعاش ؟؟

لا أعرف الحقيقة ما المقصود بها ومن أين جاءت ؟

لماذا لا نبدأ حياة جديدة بعيدة عن الالتزامات وضغوط العمل التي تخلصنا منها والحمد لله ونحن في كامل صحتنا ولياقتنا الذهنية والجسدية ؟

لماذا نخلد للراحة والاسترخاء وصولا للكسل الذي يمنعنا حتي من الخروج من المنزل ؟

تعالوا معي نضع خطة عمل ما بعد الستين خطة للعمل علي أنفسنا فقد كنا طوال حياتنا نعمل من أجل الآخرين . آن الأوان أن نعمل من أجلنا .

- لا تخلد للراحة والنوم والخمول ولكن اذهب للنادي صباحا وليكن مرتين أو ثلاث في الأسبوع قم بالمشي السريع أو الهرولة في الممشي مع بعض التمارين الخفيفة حتي تحافظ علي عضلاتك ومفاصلك ولياقتك البدنية .

- سافر ... من المؤكد أن هناك العديد من الأماكن داخل بلدك لم تزرها قم برحلات داخلية لتري معالم بلدك ومدنها التي لم ترها من قبل سافر واستمتع بوقتك وإن كان لديك المال سافر للخارج لأداء العمرة كلما سمحت الظروف أو لأي بلد كنت ترغب في زيارتها وكنت تؤجل نظرا لمشاغلك وأعباءك التي لا تنتهي ولكنها انتهت الآن .

- قم بأي نشاط خيري تطوعي مع إحدي الجمعيات الخيرية الكثيرة حتي تشغل وقتك في عمل مفيد ومن ثم تكون لك علاقات اجتماعية جديدة مع آخرين لهم نفس الظروف المشابهة لك .

- قم بالالتحاق بأي دار لتحفيظ القرآن وابدأ بتعلم أحكام تلاوة القرآن بالشكل الصحيح وحفظ ما تيسر لك من كتاب الله حيث كنت لا تجد الوقت لذلك وتؤجله فحان وقته الآن .

- قم بتسوق أشياءك بنفسك ولاتجعل أحد يفعل ذلك عنك فأنت ستجد متعة في اختيار المحبب إليك وشرائه بنفسك وستجد أنك كنت تفتقد متعة التسوق .

- خذ شريكة حياتك أو شريك حياتِك واذهبا إلي الغداء أو العشاء خارج المنزل في أحد المطاعم المفضلة لديكم من وقت لآخر لقضاء أمسية جميلة وكسر الملل

- أيقظ هواياتك التي وأدتها يوم دخلت دوامة العمل فلا وقت فراغ يسمح بالقراءة أو الرسم أو الخياطة أو الموسيقي أو الزراعة أو الصيد هيا انزل انتقي كتبك المفضلة واشتري الألوان واللوحات والفرش وانفضي الغبار عن ماكينة الخياطة التي اشتاقت هي الأخري للمسات يديك عليها لحياكة أرق وأجمل قطع الملابس استمع إلي موسيقاك المحببة أو العب آلتك المفضلة ازرع بعض النباتات المزهرة الجميلة واعتني بها ستشغل حيز كبير من وقتك وستبعث البهجة والسعادة في أركان منزلك .

باختصار افعل كل ما كنت تؤجله لضيق الوقت وانشغالك ومسئولياتك . نفذ كل الخطط المرجأة للاستمتاع والاستكشاف وعش حياة هادئة مريحة .

لا تسمع لمن يحبطك ويقول لك بأن العمر قد مضي وأن القادم أقصر بكثير من الماضي ... لا عش حياتك ولا تفكر في عمرك فالعمر بيد الله ولن يزيد إن عشت في ترقب ودعة واستسلام ولن ينقص إن استمتعت بيومك مع من تحب وما تحب .

فلماذا لا يكون تقاعدك رائعا ؟!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الحياة ليست نموذج واحد.....المهم ان يفعل شيئا جديدا.....ما كان يود ان يفعله و لا يجد وقتا لذلك ..بما لا يتعارض بمقنضيات سنه و لا ينسى انه اوشك على لقاء ربه....فيكثر الذكر و الطاعة و الصدقات و لا يبخل بالخبرة و النصيحة لمن يحتاجهادون الحاح......و خلقه فى هذه المرحله هو الصبر

يجب علينا ان نضع خطة بسيطة للاستفادة من هذه الفترة و الا نستسلم للاكتئاب او الروتين اليومي

إقرأ المزيد من تدوينات علا خضيرOla Khodeir

تدوينات ذات صلة