استثمر بعض المشاعر، وابحث عن قوتك الخارقة وابدأ في إعطاء جزء من قلبك...
أخبرتني إنسانة جميلة، سوزان، أن كل شخص منا لديه قوة خارقة، هذا صحيح، كل واحد منا لديه قوة خارقة، قد تكون التعاطف، الرحمة، العطاء، الحب، القبول، وما إلى ذلك، شيء متصل بذاتك الحقيقية، في اللحظة التي تضيء فيها وعيك ستكتشف قوتك الخارقة وتفهم نفسك بشكل أفضل.
لقد مررت برحلة جميلة داخل نفسي لاكتشاف قوتي الخارقة، لقد بدأت، دون وعي، منذ عصور، والآن أعرف لماذا تصرفت في مواقف معينة بالطريقة التي تصرفت بها. أدركت أن ما يحكم أسلوب حياتي هو قيمي الأصيلة، كما سماها مدربي، آمن، أعتمد دائمًا على الصدق والكرامة والتسامح والحرية والعطاء والحب.
تعلمت أنه عندما أعطي، لن أتوقع أن أسترد أي شيء، لأن العطاء هي إحدى قيمي الأصيلة. أنا لا أندم على ما أعطيته، حتى لا ألوم الناس إذا لم يفهموا عطائي أيضاً، أنا أعطي لأنني أشعر بالرضا وأجعل الآخرين يشعرون بالرضا، أحاول دائمًا، وأبذل قصارى جهدي لجعل الآخرين يشعرون بالرضا. أيضاً، أتفهم عندما لا يقبل الناس عطائي، لأن الحرية والقبول هي من قيمي الأصيلة الأخرى.
تعلمت أنني بحاجة لأن أغفر لأعيش بسلام، وأن أسامح نفسي وأغفر للآخرين. لقد استغرقت وقتًا طويلاً لأتعلم مسامحة نفسي، جزء من تلك الرحلة يتعلق بنضجي الروحي، وهذه قصة أخرى. كان علي أن أتعلم كيف أتصالح مع نفسي، وأقبل نفسي، وأقدر نقاط ضعفي وأطورها أو أتعايش معها، تعلمت أن ما مررت به من قبل كان ضروريًا لخلق جزء من شخصيتي المكتسبة، حيث نطور قيمنا من خلال الخبرة والممارسة.
تعلمت أن أفهم الآخرين وأقبلهم كما هم، إذا اخترت التعامل مع شخص ما، فأنا أختاره كما هو، ولا أغيره أو حتى أفكر في ذلك، أفضل أن أجد نقطة في الوسط حيث يمكننا الإلتقاء بعلاقة ناضجة وصحية. عندما قبلت الآخرين كما هم، بدأت في مسامحتهم أكثر، وبدأت أفهم غضبهم، وإحباطهم، ومخاوفهم، وآمالهم، وأحلامهم، وشغفهم، وقلقهم، وأكثر من ذلك، أفهم نفسي. كما تقول قيمي الصوفية بأننا جميعًا مرايا لبعضنا البعض، فإن ما تراه في الآخر هو فقط انعكاس لذاتك. أنا أسامح الآخرين حتى أسامح نفسي أكثر.
أنا أحب دون قيد أو شرط، كإنسان عادي، مؤكد أنني أحب أن أكون محبوبة وأشعر بمشاعر الحب في كل مكان من حولي، ومع ذلك، لا أتوقع المقابل لهذا الحب، أحب لأن الحب هو قيمة الله الأعلى وقد سخرني لها. أنا دائما أمنح جزءاً من قلبي للآخرين. أتذكر أحد معارفي القدامى أخبرني بأنه "لأنكي تحبين من قلبك بنقاء، الناس يحبونك أيضاً، ويسعدهم وجودك والبقاء حولك، ومن لا يحبك، لا يكرهك، سيكون محايدًا" أقدر حقًا ما قاله، رغم أن العبد الضعيف لا يملك نقيراً، وكله بمحبة الله وفضله، والذي أعطاني إشارة إلى أن الآخرين يشعرون حقًا بصدق محبتي أنهم يتفاعلون معي دائماً من أعماقهم.
إنها رحلة جميلة تلك التي ستقوم بها داخل نفسك لتضيء وعيك وتكتشف قوتك الخارقة، أنت ربما تعيش بها ومعها ولا تعرف أنها قوتك الخارقة.
استثمر بعض المشاعر، وابحث عن قوتك الخارقة وابدأ في إعطاء جزء من قلبك ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات