وعلى ماذا اتفقنا يا قلبي؟ رجوتك مراراً ألا تعود، رجوتك أن تغلق بابك، فلِمَ جعلت من بابك خشباً؟

كل يوم عندما استيقظ، أتفاجأ بأني لا زلت على قيد الحياة، بأن رئتاي لا زالتا تمتلأن أكسجين مرة أخرى، بعد ليلة طويلة من النشيج مثل كل ليلة، وحتى إن لم تبكِ عيناي، فيكفي أن بكاء القلب أكثر إيلاماً.

رغم المسافات إلا أن قلبي عنيد وعقلي يقف عاجزاً لا يعلم ماذا يفعل، حتى عقلي يشفق على قلبي، عقلي الذي لا يمر يوم إلا ويعاتب قلبي على نبضاته.

عِشتُ عمري لا أؤمن بالمعجزات في زمننا حتى أصبحت أتمنى أن تحدث معجزة لتجعل قلبي يطمئن، وكيف له أن يطمئن وهو بعيد أشد البُعد عن راحته؟ كيف له أن يضخ دماً غير ممزوج بالقهر وهو يكره وظيفته؟

رغم أني اعتدت على الألم إلا أنه لم يعتاد ولن يعتاد ولو بعد خمسين زمناً، في كل اتفاق بيننا يخون هو العهد، في كل عتاب أعاتبه يتكابر هو قائلاً :"لِمَ تعاتبيني وهذه هي وظيفتي؟"، وظيفتك أن تضخ دماً لا أن تنبض لشخصٍ لن تراه إلا في أحلامك!

يُقال إذا فسد العقل فسد الجسد، وأقول إذا فسد القلب فسد الجسد، القلب أقوى من العقل مهما حاول الإنسان أن يغلب عقله على قلبه، سينتصر القلب آخر الليل.

إذا أنَّ القلب، تعب الجسد من الحنين، وحتى إن انتصر العقل في المعركة، فما إن يحل الليل وآخره وسينهزم في حرب التفكير ودوامة الاشتياق، فالمشاعر ليست مقصورة على القلب فقط، إن أحبّ العقل فليس هناك قوة لا في الأرض ولا السماء قادرة أن تُنسيه ما يتمنى أن ينساه.

وها أنا انهزم في كلتا المعركتين، أقف من بعيد أراقب ما يحدث بين قلبي وعقلي، أرى كل واحد منهما يزرع السيف وسط الآخر ولا يتألم أحد إلا أنا، أراقبها وهما يتعاركان ولن يتوقفا إلا بقتيل بينهما، ولا قتيل إلا أنا.

حاولت كثيراً إيقاف المعركة بينهما، حاولت أن أقف بينهما ولكن في كل مرة أحاول الوقوف سيف الحنين يبتر قدماي، ضوء عقلي بدأ بالانطفاء إلا نار قلبي فستبقى مُشتعلة.

ومع ذلك سأبقى أدعو الله بقلبٍ إن صار بائساً لا يقسو، وإن عاث به الزمن لا يتغير، قلب ينبض صبراً وأملاً، فاللهم قلبي وما فيه.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

هل انت مدين؟ هل تم رفض قرض من البنك؟ أم أنك بحاجة إلى قرض لسداد الفواتير؟ لا داعي للقلق بعد الآن ، مساعدتك تأتي الآن ، Tracy Finance Firm هي شركة إقراض للقروض تقدم جميع أنواع القروض للأفراد والشركات التي تحتاج إلى قرض بسعر فائدة منخفض 2٪ اتصل بنا عبر البريد الإلكتروني:
[email protected] أو أرسل لنا رسالة على الواتس اب:
Whatsapp: +918448747044

شكرًا

إقرأ المزيد من تدوينات هــلا بـدر لقــان

تدوينات ذات صلة