" إنه أقدم مخادع منذ خلقت السماوات والأرض ، وليس كل ما يبهرنا يستحق أن ننظر له من الأساس..

مساء ليلة شتوية هادئة العواصف، يمكننا القول إنها ليلة من منتصف شهر سبتمبر قد أجتثت من وقتها و غرست ف أواخر شهر يناير،


خرجت وحيداً كعادتي من منزلي ، وبيدي هاتفي الشاومي ذو اللون الأسود القاتم اللذي يخفيه جراب ازرق جميل عالاقل بالنسبه لي.


واليد الأخرى مفتاح سيارتي، قدتها في عجاله وأثناء سيري لمحت ضوء ابيض يملأ الأرض الظلماء في الحي الثالث.

بالفعل ضوء القمر الجميل المبهج اللذي يشبه كشافات الرادار العسكري الروسي ف معسكرات الجيش الحر.


ركنت سياراتى عالفور ، و ترجلت من السياره لإلتقاط صور لهذا البدر الساطع ف سماء الدنيا.

للأسف الشديد موبايلي كاميرته سيئة نسبياً لالتقاط مثل هذه الصور الجميلة من الطبيعة.

لا يهم، انا اسف يا عم القمر، ولكن وقفت اتأمل في ضوءه للحظات، لأ ادري إلى الآن كم وقفت متثمر هكذا.


جال بخاطري عبارات عظيمة نتداولها جميعا،

"الدنيا مليانة نجوم بس انتي قمري يا حبيبتي "

" الليل وسماه ونجومه و قمره وانت وانا.."

" خليك قمر وسط السما"

" قمر اربعتاشر"

" خليك زي القمر مهما كانت الدنيا سودا"

" ايه يا قمر الكلام على ايه ؟!"


كم أنت عظيم ايها القمر !، تضيء الأرض والسماء..


ولكني فجأة تذكرت يوما ما درس العلوم في المرحلة الأبتدائية والتي كان ينص على أن القمر جسم معتم!

يا إلهي معتم، القمر معتم

القمر الذي يضيء السماوات والأرض معتم، معتم أو بالأحرى مظلم!


انه أقدم مخادع منذ خلق السماوات والأرض، انه يخدعنا بنوره اللذي يسرقه من الشمس،

حقيقي الشمس هي الأصل وهي المصدر نهاراً تضيء مباشرة و بالليل ترسل ضوءها للقمر فيعكسه إلينا نحن المتوهمون بأنه أجمل شئ ف الحياة

و نحكي له ونفضفض له و نحب بعض به، عظيم القمر.


فهو مخادع من الدرجه الاولى مخادع وصل لما أراد و مازال مستمراً في إبهارنا بشئ لا يملكه من الأساس!!


علمت وقتها أن الانبهار بالأشياء أو الأشخاص لا يجب أن يأخذ أكبر من حجمه وعلينا معرفة حقيقة الأشياء جيدا حتى لا نصبح ضحية سهلة للمخادعين.


ف ليس كل ما يبهرنا، يستحق أن ننظر له من الأساس..


عظيم يا قمر حتى وانت مخادع، جعلتني أقف أقتبس منك قليل من الحكمة التي لازلت أبحث عنها في كل الأشياء التي خلقها الله رب العالمين.


وأثناء تفكيري هذا، لا يسعني القول اني لا أدري بنفسي إلا وأنا مفزوع أشد فزع حين أقترب منى فى خلسة ذلك الكلب من ضهري و قام بالعواء فجأه، ربما قد إنقطع خلفي ..


اذا في محاوله للهروب منه قفزت في سيارتي و قمت بتشغيل الماتور و طلعت طلعه أمريكاني نستني شكل القمر وانبهرت بكفاءة السياره...


الآن، أقف عند ميكانيكي السيارات اللذي يحاول تصليح محرك السيارة.

أقف منبهرا بحرفيته في تصليح السيارات...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد ممدوح

تدوينات ذات صلة