الشعب مش هيتغير و العيب ف الشعب و أهو الأطفال قليلة الأدب هم دول المستقبل
أولاً : لكم منى الشكر يا من تابعتم أجزائى السابقة فى صمت ..
و الشكر موصول لمن قمت بذكر أساميهم فى ذلك النص .
أتمنى العودة للأجزاء السابقة لربط الأحداث و من ثم دعونا نتذكر معا عبدالله الشيخ / صلاح الدين القوصى ، كتاب " أصول الوصول " ، موقع العبد ، خلق الارواح ، العوالم الخمسة من حولنا ، عمو المتصوف ، سيادة اللواء ..
عمو المتصوف : ان شاء الله نتقابل يا محمد ف القاهرة عشان أعرفك عن حاجات كتير ف الروحانيات و خاصة اهديك نسخه من كتاب "اصول الوصول" اللى هيفيدك ، خد رقمى خليه معاك .
انا : ان شاء الله و انا لا زلت خائفا ،، سجلت الرقم و سألته فكرنى باسم حضرتك ؟ !!
رد المتصوف : انا اللواء ... مدير سابق ف مركز المعلومات بالقوات المسلحة و الإدارة اللوجستيه
انا : بكل رحابه صدر و فى طيات نفسى و ب سرى قلت " أحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه "
هل هذا الرجل لواء عسكرى حقا ؟ هل تلك الطائره هى شعار رسمى ؟ هل ذاك المشيب دليل على عمر قد فنا فى مركز المعلومات بالقوات المسلحه ؟ و ان كان حقا لواء ! كيف يملك تلك العقلية الدينية المتأصله ؟ كيف جعلنى اظنه رجل صوفى ؟ كيف هو من منتظمى الحضور و التواجد فى تلك الحضرات الروحانيه ؟
من هذا ؟! لم اعرف بعد .
معلش يا فندم هو لما حضرتك لواء قوات مسلحة ايه علاقتك بكل الحاجات دى و الحضرات و الموالد ؟
سؤال كان يصارعنى من الداخل ، كم وددت ان أطرحه هذا السؤال !
علٍٍى أفهم علٍٍى أستريح ذهنيا
هذا السؤال ظل بداخلى كـ نسر برى وضع فى قفص غصبا ، لا يطيق تلك الجدران يكاد يحطمها بحثا عن الراحة بحثا عن الطمأنينه بحثا عن الطيران ..
سكن الحوار بيننا و ألتزم هو الصمت حتى غفل للحظات
انا مازلت اقرأ كتابى و عقلى منشغلا عن ما اقرئه لا اعلم لا ارى ما انطقه ...
خمس ساعات ولم نصل الى محطة الجيزه ، " حسبى الله و نعم الوكيل " كم من بئس يحل بى !!
أستيقذ اللواء ,,, من غفلته سائلا : اين نحن ؟ اجبته لم نصل بعد للجيزه . رد : دى والله قلة أدب .
من الخلف و فى اخر عربية القطار ، فتح الباب و بعد ثوان ظهر فتى او دعونى اكتب ما رأيت ، ظهر طفل -لم يتجاوز العاشره من عمره - بائع يحمل على عاتقييه "صنيه ممتئله بالسندوتشات " و كالعاده يسوق لمنتجه مرددا " يلا اللى عاوز فول طعميه اوته " " اى سندوتش ب 2 جنيه " و هكذا يكرر .. حتى وصل لجملته الاخيره هاتفا
" الريس اللى جوعكم و انا اللى هشبعكم "
لم يكررها حتى قاطعه صوت اللواء : احترم نفسك يابنى انت بلاش قلة أدب
الطفل البائع : عاوز ايه انت ، انا مغلطش ف حد من اللى راكبين
سيادة اللواء : انت قليل الادب ياد بقولك احترم نفسك اسمه سيادة الريس
الطفل البائع : لم يتلفظ * نظره مستاءه * كأنه يقول ف سره : ده عند *** هناك . و أكمل خارجا من الباب الاخر " اللى عاوز سندوتش فول طعميه اوته بالفللفل " .
اكمل اللواء حديثه مع بعض الركاب : الشعب مش هيتغير و العيب ف الشعب و أهو الاطفال قليلة الأدب هم دول المستقبل و يرد أحدهم مش هنتغير و مش عارف ايه..
حقيقةً لم انتبه لما يقولون ، كأنى اعرف كل ما يتفوهون به من قبل ، بالفعل أعرفه جيدا
لاحق ذلك البائع الصغير ، بائع شاب يحمل خواتم و يهتف انها نحاسيه و اى خاتم بـخمس جنيهات فقط
اوقفه اللواء و اخذ يتفرج و يتحسس و يقيس احدهم
اشترى منه 4 خواتم نحاسيه ليضعها جانب اخوتها التى اثبتت لى انها لم تكن فضه من البدايه .
قام بدفع عشرون جنيه للشاب و اعطاه ورقة مما تحمل على وجهها صورة الشيخ / صلاح الدين القوصى ..
الساعه الثالثة عصرا - وصل القطار محطة مصر - وصلت السلحفاء لرصيف المحطه بعد صراع مع قضبان الطريق ، بعد معاناه مع اشعة الشمس ..
انا : يا دين امى اخيرا ، يا قطر ابن كلب . اخيرا ..
عمو اللواء : حمدلله على السلامه يا محمد ، معاك رقمى ابقى خلينى اشوفك سلام
انا : حاضر سلام :)
فى وسط الطريق اثناء السفر كان هناك رائحة " جبن " تفوح و تعطر عربية القطار مما ادى الى امتعاض بعض الركاب
و حينما سأل احدهم عن صاحبها لم يتفوه احد و ساد الصمت .
ما ابهرنى حين نزولى من القطار و جدت عم اللواء كان يحمل ذلك الشوال !! بالفعل كان هو صاحب تلك الجبنه التى كادت تسبب اختناق لبعض السادة الركاب ..
لم اهتم لشأنه بل قلت فى سرى " اخ يابن التيت .... "
وصلت لمدينة نصر - اول عباس - شقة صديقى
أكلنا معاً و ارتحت على سرير صديقى -شادى علاء- قليلا ..
تلقيت بعض المكالمات من اصدقائى سكان القاهره ، و اتفقت معهم على النزول ليلا لقضاء السهره معا ..
-جاسر سامى و محمد لطفى -
خرجنا معا و اثناء جلوسنا بالسياره و نحن ف الطريق للمركز الدولى للبولينج - شارع صلاح سالم -، قمت بطرح تلك القصه التى قد عشت احداثها منذ 6 ساعات قبل وصولى محطة رمسيس
رد لطفى : اها فعلا ابويا - عقيد سابق ف الجيش - كان بيقولى ان ظباط كتير من دفعته كانو بيطلعوا معاش و يتجهوا لتلك الافكار الصوفيه و الحضرات و الخ
انا : اها يبقى فعلا الراجل ده لواء مش بيحور .. * لا زال داخل صراع ما علاقة هذا ب ذاك *
جاسر : ايه ده الله ، انا اديلى فتره جامده مهتم بالصوفيات و عاوز اعرف عنهم كتير ، الموضوع ده جامد على فكره
انا : اها يعم بس بردو فى تعصب اوى و حاجات غير عقلانيه
جاسر : مهو احسن شئ هو انهم بيعرفوا بروحهم و قلوبهم
انا : ربما . ربما هناك مزيد ربما هذا الرجل بدايه لشئ اخر ..
و فى لحظه نسينا كل هذا و كاننا لم نتحدث ، حينما حازت السياره
سياره تقودها فتاه و قد ارتفع صوت الكاسيت و هى تتلفظ و تردد خلف الأغانى الأجنبية . اما نحن فقد التفت نظرنا لها . و كدنا ان نملأ باقى مقاعد سيارتها ....
عندما رجعت للبيت ليلا و انا على سريرى دار فى راسى حوار ، بالطبع يخص سيادة اللواء .
يااااه هو ازاى لواء ف الجيش ؟ و ازاى متصوف كده ؟ و ازاى بيحضر الحضره باستمرار ؟
طب هو مهتم اوى يالشيخ صلاح الدين القوصى ليه كده ؟
طب ايه حكاية كتاب أصول الوصول ده ؟
و يا ترى كل ده كان سببه كتاب / الله ف الاسلام للدكتور مصطفى محمود !
طب ده انا اول مره ف حياتى اجيب كتاب لمصطفى محمود و اقراه !
اكيد فى سبب ؟ اكيد فى حاجه اكبر من كده ؟ اكيد فى نتيجه !!
غلبنى النوم ، كأن روحى قد التفتت عنى ف عالم الملكوت كما اخبرنى المتصوف سيادة اللواء ، و الحمد لله انها عادت تنظر لى من جديد ..
حتى حدث ما دفعنى لكتابة كل هذا القصه ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات