وما علينا هو أن ننفض عن عقولنا هذه الغمامة و الضغوطات الحياتية لاستيعاب ما يحاك لنا من مؤامرة لا يستهدف بها شخصا ولكن الانسانية جمعاء .
أنت قريب و على بُعد مسافة ليس ببعيده قد تسمح لك بأن تكون هنا وسط المختارون تجلس على دائرة المعارف الماسونية ، إذ بصالة الطقوس تُشعل الشموع وتدرك الحقائق، كهذا ينتهى العرض بمخيلتى .
الجميع لا يعلم سر الضجة التي اُثارت على خلفية أذعة هذا المسلسل، هو من أعمال منصة العرض نتفيلكس، ولكنه ليس الوحيد فهناك العديد من المسلسلات يتم عرضها على خلفية هذه المنصة، وهو الأمر الذى يُثير الريبه وراء هذا الأنتشار السريع، الكبير منا و الصغير قد شاهدة، رُغم احتوئه على بعض الثغرات الغير أخلاقية و التي يُعتقد بأن نتفليكس تتعمد زرعها بين طيات الأحداث وبتكرارها تكسب شريعة للمشاهد بأن الأمر أصبح عادياً بعد أن تخللت كل حواجز الحياء وتلك ما يعرف عنها بمنهاجية إباحة الإباحة .
ربما لن نكون بصدد تحليل أو نقد درامي للقصة فهذا لا يُعد مراجعة درامية، و إنما سنكون بصدد عدة محاور كرؤية مختلفة للمشاهد و هى رؤية لما وراء الطبيعي، علماً بأن أحداث المسلسل الفعليه تبدأ من بدء اللعبة وستنتهى بأنتهائها، ومن هنا دعنا نسلط الضوء على الجوانب التالية ..
أولاً - الرجل المُسن
ثانياً – الرجل المُقنع
ثالثاً – الرجال ذو الملابس الحمراء والأقنعة بأختلاف رسومتها الهندسية بين مثلث ومربع ودائرة
رابعاً – الكرة المعلقة بسقف قاعة نوم اللاعبين
خامساً – الألعاب والتحديات التي تقوم عليها فكرة المسلسل
سادساً – الشخصيات المهمة
سابعاً – المشهد الأخير
1 - نرى أن اللعبة مع بدايتها من خلال المسلسل لم تكن مُستحدثة ولكن مر بها الكثير من اللاعبين وتعرضوا لنفس الممارسات و التحديات التى شاهدناها تُعرض أمامنا، وفى كل مرة و على حسب ما تم إستنتاجه من الحوار أن (الرجل المُسن) يقوم باللعب فى كل مرة، وهنا نجد الرمز الأول للأبادية فى العقل المدبر الذي يتحكم فى كل التفاصيل ويحرك مجريات الأمور وفق أهوائه من باب التسليه، وربما الوصول بها ( أى تلك الخطط ) إلى غاية و هدف محدد .
يأخذ فى الأعتبار بأن الرجل المسن قد توفى بالحلقة الآخيرة ولكن ترُى هل مات فعلا ؟!
2 - لا يخُفى عليك أن من يترآس أمر ما قد لا يظهر للعامة بنفسه ولكنه ربما يظهر للمختارين وهنا أنت أمام أحد خدامه، و الخادم يمُهد السُبل ويتدير الشئون لسير مجريات الأمور فى الإطار المحدد له.
3 - الرجال ذو الملابس الحمراء اللون عند رؤيتك للترتيب الذى تدور به اللعبة من خلال النظام الذى يحرص عليه هؤلاء وكأن الأمر يشبه نظام عسكري يدار تحت ضوابط بالاضافة إلى الترتيب الهندسي كرتبة، المربع يقود كل من الدائرة و المثلث، وهى رمزية لفكرة التدرج أو الترتيب المُتبع فى أدوار الأعضاء الذين يقبل عضويتهم لتلك المنظمة السرية، و ربما يرمز اللون هنا لنفس العباءه التى كان يرتدونها أثناء طقوسهم بالمحافل الماسونية، بشر وهبوا حياتهم لخدمة هذا الشخص الخفى، يراقبون من حولهم بعين واحدة تتمثل فى مربع او مثلث أو حتى دائرة .
4 - الكرة المعلقة أعلى سقف القاعة الخاصة بمَبيت اللاعبين و الذى لا يصادف أن تكون على شكل خنزير، يُنظر لها على أنها تمثل شمس هذا العالم التى تخطف الأنظار وحلقة التحكم فى الحراك الاقتصادي، بمعنى أنهم المتحكمين فى إيدولوجية حركة العالم على كافة الاصعده اقتصاديا، بدأت فارغه و من خلال التعاملات فى التربح الغير انساني بالمتاجرة بالبشر، لا أعتقد أن الأمر يبدوا خلاف ذلك تتزايد الأموال مع كل وفاة، يُدركون منذ زمن أن الإنسان يمثل كنزاً ولكنهم يضعوك فى المناخ الذى تُحكر فيه من نفسك وما انسب من الأموال يُتخذ مُثير لرغبات النفس كى تُعرب عن ما تكنه، فحين تتحارب النفوس يكون للطرف المُشعل لها كل الاستفادة .
5 - هل فكرت واجل بين طيات عقلك أن ترى التحديات من منظور آخر، إن هذه التحديات تمُثل الواقع الذى نعيش فيه على أرض الدنيا بالفعل، فكل هذه الالعاب تجسد البيئة التى أصبحت مُصتنعه بالكامل وما يمثلها القاعات المختلفة المصممة للاعب، و التى تحاكى جغرافية حياتنا اليومية، و بين اثارة الحروب دولياً، أو الحروب الطائفية داخل المجتماعات، و إلى كلا الأمرين توفير السلاح اللازم لكل الأطراف.. نشر الفيروسات المتعمد و المصادفة العجيبة إيجاد علاج لها، جعل المجتماعات تتكون من آشباه بشر مُستهلك نفسياً و جسدياً و عقلياً لكل ما يُوجه له، و بالتالى ومن خلال عميلة الأختبارات المتتالية تلك تتم عملية أختيار الأشخاص الصالحين للأستمرار وصولاً إلى ما يُسمى بالمجتمع العالمى الواحد، فقط من لديه القدرة على التحمل و التفكير بالشكل الصحيح عقلياً و جسمانياً سيكون لدية الفرصة دائماً المرور من كل تلك العقابات المصتنعة وفرصة للحياة .
6 - سأحاول أن أطلعك بحقيقة الأمر في هذا الصدد و لكن من خلال شقين، من جهه الأقنعة وما ترمز له من فكرة السرية، و أيضاً أختيار بعض الأقنعة ذات القرون وقد تعبر عن رمزية (( بافوميت )) .. ويظهر في الحوار الذى يدور بين الشخصيات المهمة، استخدام الكلمات التي تعبر عن مدى استهانتهم بالجنس البشرى أقل منهم في النفوذ والسلطة و السطو الاقتصادى، وأن كافة الأمور تُدار برغبتهم، ناهيك عن الأشارة بأن تلك نسخة للعبة من نُسخ متتعددة بالكثير من البُلدان، وهذا ما يؤكد فرضية العمل الدرامي بتوضيح أن ما يحدث مثال لما تدار به المنهجية الماسونية على مستوى العالم، منذ وقت التبشر بها إلى أن أصبح الأمر واضحاً جالياً أمام العالم أجمع ولكنه ربما بعد فوات الآوان !!
7 - أننا الآن بصدد المشهد الأخير، أمراً يُلفت الأنتباه بأن تعيد التدبر من جديد في كل الأحداث التي مرت أمامك سريعاً ولكنك ستكون شاهدتها بالفعل كما سلف الذكر و فات الآوان .. إن كنت تستطيع أن تعيد بعض المشاهد الدرامية بسهوله، هو ما لا قد يتوفر لك بحياتك الطبيعية، لأنك بشكل أو بآخر ستكون في غفله من تراكمات الحياة .
ومن حيث بدئنا سننتهي بهذا المنظر المطل علينا بداخل قاعة المبيت وقد تم دعوة اللاعبين الثلاثة على الطعام كأحتفال بالوصول إلى المرحلة ما قبل النهائية، وهنا نجد أنفسنا أمام ما يفتح على العقل الكثير من الأفكار التى تجعلنا نقول كيف أمامنا كل تلك الأمور ولم نلاحظ.
طاولة الطعام التى تم وضعها على شكل مثلث، كل ضلع له وضع عمود مذهب يعتليه شموع، وضعت الطاولة المثلثه الشكل على دائرة كبيرة ذات أرضية للونين.. الأبيض و الأسود، المشهد المطل علينا يوضح لنا بكل ثقة الشكل الذى يكون عليه المحفل الماسونى.
ثم تنتقل بنا زاوية الكاميرا عن عين اللاعب 456 و الذى سوف يربح فى التحدي الآخير إذ تجوب عينه حوائط القاعة، فيجد رسومات رمزية تمثل التحديات التى قاموا بها من بداية اللعبة، و هو الأمر المُثير للدهشة إذ أن أمعن أى منهم بالحوائط لاستنبط بأنها تُشير إلى التحديات التى سوف يقومون بها .
وفى إشارة إلى ذلك بأن كل التفصيل التى نمر بها مخطط لها مسبقا أن تحدث فى سياق محدد وما علينا هو أن ننفض عن عقولنا هذه الغمامة و الضغوطات الحياتية لاستيعاب ما يحاك لنا من مؤامرة لا يستهدف بها شخصا ولكن الانسانية جمعاء .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات