بعد كل هذا التفكير ، ما قد تستنتجه أنك الآن على الجانب الآخر من النفس، أنه الجانب المظلم ، ليس من الكثيرين يعلموا طريقة للعودة
لا أعلم لماذا أصبحت ملامح الحياة ضبابية إلى هذا الحد، الذى جعلنى لا أرى شيئاً مطلقاً سوى أن أسلط نظرى نحو الأمام دون أن ألتفت، أبحث فى ماهية الأشياء عن منفذ ألتقط منه فقط أنفاسي .
لقد صُبت علينا لعنات الحياة الماضية، ومستقبل ذات رؤية غير واضحة فلا أنت تُدرك مَن أنت ولا مَن بجِواَرك، مشوش الفكر .. مُغمَم العينين، على آثر من سبقوا فأنت النسخة المشوهة لكل شيئاً جميل قد مضى.
لا طعم للحياة تسارعت الأزمنة فتلاشت الأوقات الرائعة و الذكرى التى ترسم على الوجوه الأبتسامة ما أن تتذكرها، ولا رائحة تفوح عن البيوت العامرة سوى روائح الخبث والحقد و النميمة، لا صوت يعلو فوق صوت الصرخات و العيون الدامعة، لم يعُد شئ كالسابق .
تسير الوجوه الشاحبة تُتمتم فى محاولة أن تجد الخلاص لنفسها دون جدوى، مكبلة العنق، تتلاهى فى أستمالة الرآس مجذوبة بين تلك التطبيقات الممسوخة، بأباحة المحظور، و أكتساب شرعية جديدة عرفية لكل ثوابت الدين و العرف التى نشأنا عليها، وكأن فى ذلك مهرب من كل عبثيات الحياة المستجدة .
تعيشُ حياتكَ الباهتة المتكررة النمط، علقت قدمك بعنق الزجاجة، لم تعد تجتذب روحك الوان الورود المبهرة ولا سماء الصيف الصافية، لا جديد فى عناوين الأخبار، لم يعد يمثل لك فارقاً ما إن كانت الأرض مسطحة أم كروية .. هل حقاً يسكن الرمادييون جوف الأرض !! .. (بالبنط العريض ) متحور جديد لفيرس كوفيد، شخصاً ألقى بنفسه على قضبان القطار منتحراً ، حروباً ونزاعات، لا شئ يثير ذهنك الساكن !!
و حقاً قد لا تُدرك فى أى أيديولوجيةٍ تجد المخرج، كيف تُسقط عن نفسك كل هذا التشوش، وتزيح عن كاهلك ضباب تراكم و عشش بين خلايا عقلك، يدمره تدريجياً .. يشوه ملامح الحياة ويفقد حواسك الإدراك، أن كل ما يهم أن تسير على هذا الخط المحدد لك دون أن تلتفت يميناً أو يساراً، آله متحركة بطريقة ديناميكية بثت فيها أفكار بأشكال غير مباشرة لتجردك من إنسانيتك، تجردك من أن تستمع باللحظات الفرحة أو أن تتذوق لها طعماً مميزاً رُبما تتذكرة .
بعد كل هذا التفكير ، ما قد تستنتجه أنك الآن على الجانب الآخر من النفس، أنه الجانب المظلم ، ليس من الكثيرين يعلموا طريقة للعودة، الأمر لا يتعلق بدى إيمانك، كما لا يتعلق بماهية معتقداتك أو أساليب فكرك .
أن التعامل مع ميتافيزيقا الأشياء يجعلنا فى مواجهة صعبة، فقط نقف أمام الكثير من علامات الإستفهام دون أن نجد المخرج بإجابة واحدة منطقية تجعلنا مستقرين على أرض صلبة نستطيع منها أن ننطلق إلى مستقبل ذات ملامح واضحة .
نستخلص إذاً .. أن الضبابية مقصودة !! .. أن إنعدام الشعور بالوقت و الأحداث مقصود !!
أن تظل كونك شبيه بالإنسان تدور كترس بين مجموعة هائلة من التروس دون أن تحيد هنا أو هناك أو حتى تشرد بفكرك بشكلاً إفتراضي مقصود !!
فإلى متى سأظل ألملم شتات أمرى، أفرك عيني فى محاولات يائسة أن أزيح عن هذا الضباب وتلك الومضات الضوئية ذات الأجسام الطافية، أجمع أجزائى المكسورة .. و أحاول مجدداً أن أستعيد نفسي دون جدوى، إلى متى سنظل غرباء عن أنفسنا أحياء بلا حياة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات