غرائز الإنسان هى نقطة تحول فى مسار الحياة و التفكير ما بين اليقظة أو الغفلة
أتصور أنه لا يمكن شمل الخوف كتعريف مرضي فى مضمون ذات صفات محددة ، و ذلك لأنه ربما ناجم عن أمور ومناخات مختلفة تُحيط بالشخص وبناء عليه يصدر منه كرد فعل تصرفات فى ظاهرها سلبية تتسم بالحيطة و الحذر من المغامرة فى أتخاذ أي خطوة للأمام، فرُبما أجتهاديًا نُعرف الخوف على أنه تحفيز العقل و الجسم إتجاه أحداث معينة أو كائنات ما، ينتقل هذا الشعور من مؤثرات خارجية نحو أعماق دواخلنا يفقدنا الاحساس بالأمان، ومن هنا يمكن أن نضع أعيُننا صوب بذرة الظهور لشجرة الخوف، بعدم التوزان بين المساحة العاقلة فى تدبر الأمور و المساحة النفسية فى إستيعاب حجم تلك الموضوعات و التعامل على مستوى الحدث .
أن المخاوف أوهام ذات ظلال شبحيه، تُروى بماء الهواجس العكر، فيُعتم على العقل صفاء فكره و على القلب طمأنينة هدوئه ، فيحرمنا من محاولة رؤية مدى إمكانية التعامل مع الأمور بسلاسة أكثر، و يفصلنا عن أرض الواقع داخل فقعات شفافة ذات رؤية ضبابية غير واضحة، فتبدأ بالتعامل معه بتشتت وقلق وبذلك أنت تروى شجرته الزائفه، فتكبر و تكبر إلى أن تراها عظيمة شاهقة الإرتفاع، ولكن يا عزيزي الأمر ينطوى دائمًا على خُدعة، فى الحقيقة أنت من أدخل الريبة بنفسك لا الخوف فأنتقل بك من النطاق الخارجى إلى عالمك الداخلى الخفي، فيبدأ بالوسوسه عن عدم إمكانيتك تخطى بعض الأمور مثلاً، ومع الوقت هو يُفقدك ثقتك نحو نفسك ومن ثم ثقتك في من حولك، وفى كل مرة ينجح فى زعزعة أستقرارك النفسي هو بالفعل يربح أرضاً جديدة إلى أن يسيطر عليك بالكامل و تسير جملة أفعالك مُسيرة عن غير إرادتك .
الأمر قد لا يتعلق بفكرة ما إن كان الخوف له اثراً سئ أو إيجابي، أكثر من أنه علينا النظر لهذه الحالة الشعورية على أنها بالفعل غريزة خُلقت فى كل الكائنات و بالطبع بأختلاف معيارها و المسببات التى تؤدى إليها، لأنها نسبيه من شخص لآخر، ولكن فى عموم الأمر دعنا نقول أن الخوف غريزة قد تحمل آثراً أيجابياً إذا كان الشعور به متوازن يخرج فى شكل طبيعي، يجعلك حذراً قبل أى خطوة لتعيد التفكير بها مراراً لتصل إلى النهج الصحيح، ولكن قد يكون له آثراً سلبياً بالشكل الذى ذكرناه سلفاً، بالمُبالغة فى ردود الفعل و تقدير مستوى الواقعة للتعامل معها، ولكن تَرَيَّثَ لآن الخوف أفراز شعورى سريع جداً كرد فعل إتجاه حدث ما، مما يعنى سرعة التشتت وعدم إتاحه فرصة للتدبر ما قد يوقعك بعيداً عن المسار الذي كنت سوف تسلكه ما إن تعاملت بحكمه .
أعتقد أنه لا يمكن تجنب الشعور بالخوف ولكن الفكرة تنطوى على مدى إمكانية التعامل معه، إذ ما أستطعنا تحليل مسببات الخوف و تفصيل الواقع الذى حُصرنا فيه بتدبر، سنجد أنفسنا نتخطى كل حواجزه بسلاسة حتى نَمُر بسلام منه، دون أى إنتكاسه خلال مرحلة العبور .
وحتى لا نخلط بين شعورين الخوف و القلق، فأتصور عن أجتهاد بأن القلق هو الوسواس الذى كنا نتحدث عنه، كما أنه الإنتكاسة التى تُراودنا خلال مراحل العبور من مخاوفنا، فكلما حاولت أن تجتاز هذا الممر و تضع يدك ممسكاً بحافة الخروج، يقوم بجذبك مرة أخرى، يغرز فى روحك المُلتأمه تواً براثِنُ، تشوه عليك نفسك الحالمة برؤية نور السلام الداخلى .
يُقال على لسان المناضل " نيلسون مانديلا " ( أن الشجاعة لا تعني غياب الخوف، بل الإنتصار عليه )
تَجرد تمام التَجرد من أنكارك للشعور بالخوف كغريزة طبيعية مُرشَده، و أسقط عن ذهنك بأنه وصف يُلصق بك العار، تعايش بكافة تفاصيلك الفكرية و الجسدية معه، كى تتعرف عليه عن قرب وحينها ستكون قادر على الوصول إلى صحوة الإنسان بداخلك، و كن دائماً أنت مصدر الثقة لذاتك ولا تعبر مخاوفك من خلال تقنعك بنوافذ الآخرين، أنظر للحياة من خلال نافذتك الخاصة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات