أنها معركة جديدة للبشرية ولكن هى ليست البقاء للأقوى كما كنا نظن دائمًا !!

أسفًا على عُمرًا عشنا نُمجد أنفُسنا لماضي ليس لنا، ونفخر بسواعد حاضر مُصطنع ومستقبل بات غير واضح الملامح، لماذا أصبحنا مِسوخًا باهته تتسارع نحو سراب المجد وحلم الثراء السريع، فَهوت نُفوسنا فى وحل التطور و التكنولوجيا.. فسقطت عنا هوياتنا وما تحويه من ثقافة تَجُر فى ذيلها عادات وتقاليد .

هون عليك.. ربما لم يفت الأوان بعد هذا ما إن أستيقظت، فلابد من أفاقه عن كل تلك المتاهات التى فقدت جزء من نفسك فى كل متاهه فيها.. ووصلت فى النهاية إلى اللاشئ بعيد جدًا عن نفسك التى خُلقت عليها، تُهرول شرقًا وغربًا فى كل الإتجاهات تحاول أن تستوعب ما يَدور حولك، تُحاول أن ترى نفسك بوضوح تستجمع أجزاءُك المُفتته ولكنك أستنفذت كل الفرص .

ستظل تُهرول نحو السراب حتى تفنىَ و إلى أن تصل حيثُ الفناء، سيتم أستغلالك جيدًا لا تتصور أنك لا تعنى شيئًا وتُنكِر من ذاتك، أنت تُعد تِرس فى سلسلة كبيرة من التروس المترابطة و المُحركة لهذا العالم لك دورًا مهماً قد لا يتوقف عليها حركة التروس الآخرى ولكن بالتأكيد سيصنع إتجاها مُغاير بِعُطله .

و الخطر الحقيقي هو أن لا يكون لديك القدرة على فَهم ما تتعامل معه فى نفسك فتضل بحياتك لسوء السبيل، ولكنهم يدركون حقيقتك وماهية دورك وكيفية الإستفاده منك بالشكل الذى يُسخرك لأتمام مسعاهم ومصالحهم وفى النهاية ( السيطرة على العالم ) .

ليس أستعمارًا كسابق العهد و أنتزاع الأرض أحتلالاً، ولكن بات الأمر أسهل كثيرًا، لِما يجلبون لأنفسهم عناء كل تلك الفوضى بينما يُمكن إنْتِزاع عقلك وأحتلاله.. وأن كان ما تحمله الأرض لا يملك نفسه فكيف يملك أرضه !! .

أن كل ما يُبث أمامك على شاشتك أيًا ما كانت و التى أصبحت هى نافذتك على العالم تَطُل منها على حياة مُختلفة و غالبًا ما تكون مُزيفة لا تَمدّ للواقع الفعلى بِصله، عالم مليئ بالجمود الشعورى و النفسي، و الكثير من الأقنعة وبين زحام كل تلك الأقنعة يطلون عليك من عالمهم السفلي، يصارعون أفكارك ومبادئك ومعتقداتك، الأمر فى مُجملة ما هو إلا عملية برمجة لتسييرك نحو ما هو محدد، منزوع عنك الإرادة فى التعقل أو الأختيار بين الفعل أو اللافعل حتى و أن تلاعبت بك نفسك مصورة أنك المتحكم، هى سموم تحقن بها أجسادنا كل منا على أختلاف عمره و ثقافته و دينة، لا تَعجب لديهم سيناريوهات عديدة تتناسب مع الجميع .

الأمر ينطوى على خدعة دائمًا فلا تنسي أن جنته نار وناره جنه، وبذلك وبنفس الكيفية تُبث السموم بمزج الكثير من الصور المُزيفة بصورة حقيقة فيختلط الأمر عليك ومع مرور الوقت وأستمرار سماعك لنفس الكلمات بنفس المنهجية فتصبح أُذنك لا تسمع غير ما يتُلي عليك، وأكثر فأكثر تصبح تلك الأفكار هى مرجعيتك فى تكوين أفكارك ومبادئ تسييرك للحياة المستقبلية، وهكذا تصبح أداه مُحركه طوعًا بين أيديهم وقد فقدت نفسك الحقيقة، ومفاتيح خلافتك على الأرض .

فلا تتصور أنك مُحصن ضدّ ذلك بعلمك أو ثقافتك مهما بلغت براعتها، لانه بين ما تفعله تم سرد القصة عنك ولكنها بقلمك ولسانك، فراجع نفسك أن كنت رجل ذو منصب فى أى من و ظائف الدنيا، أى وظيفة تعد منصة إلقاء على الكثيرين من المتلقيين عنك، فربما تجد السُم الذى تم زرعة فى العسل.. ويكون أمامك فرصة ترويض هذا الشبح الذى يسعى لإلتهام العالم بوحشية الاستهلاك العقلى، وأمتصاص دماء البشرية وأضعاف شوكتهم لإحياء خلوده هو .

أنها معركة جديدة للبشرية ولكن هى ليست البقاء للأقوى كما كنا نظن دائمًا، و لكنها على ما يبدوا معركة البقاء للأفضل و التأقلم مع كل العقبات المصتنعة وليس من فعل الطبيعة الأم، ولكنه أنتقاء وفق معايير وحسابات خاصة .

أنه المليار الذهبي هكذا يطلق عليها وما هى إلا فكرة مكملة لما يسعون إليه منذ عقود غابرة، فبعد أن يتم نهب ثروات العالم بيد شعوبها دون علم فى غفلتهم تحت شعارات ومسميات رنانه مثل الوطنية و الوحدة و الانسانية، تتم المرحلة التالية فى أستقطاب الأجناس المميزة و التى مرت بالعديد من مراحل الأختبار الوهمية المظهر، ما بين حروبًا مفتعله وأوبئة مصنعه وأفكارًا مسمومة تزرع فى عقول الأجيال لإنشاء أجيالاً مًسيره التفكير لا مُخيره فى أمرها من شئ، يراوضها أحلام الثراء و الشهرة وسريعًا ما تهوى نفوسهم فى دائرة الظلام .

وتستمر الحلقة فى الدوران حتى نصل إلى مُبتغاهم فى نظرية المليار الذهبي.. مليار يكفية من ثروات الأرض التى باتت محدودة كى يعيش فى رفهيته المعهودة .

ليس ذلك فحسب ولكنه مليار يُسهل فكرة النظام العالمي الموحد .. نظام تحكمة المادة لا دين و لا قومية ولا هوية وربما لا إنسانية .

لذلك لن يكون ما نعيش فيه حاليًا من فترة وبائية هى نهاية المطاف ربما ستتغير المصطلحات العلمية وربما الطرق ولكنها كلها تقودنا إلى مصير مُظلم .. يكون فيه الإنسان ضحية لأخيه الإنسان .

ولكن التساؤل الذى يطرح نفسه أن كانت هذه الحركات مُنذ بُزوغ فجرها يُعرف أنها سرية ولا ندرى عنها الكثير، فما سر نشر هذه المصطلحات و التشدق بها ليلاً ونهارًا بين العديد من نوافذ العرض مثل المليار الذهبى .. نظام عالمى موحد .. أو حتى الماسونية !!

أن كان الأمر يضفى عليه طابع السرية و الحرص أن يُعرف عنه إلا إذا كان الغرض من ذلك هو تعود العقول على سماع مثل تلك الكلمات حتى انه مع الوقت تكون قد أكتسبت شرعية فى التعامل على أرض الواقع .. شرعية تسمح من خلالها التحكم فى عقول هذا المليار الذي سيسهل من مسألة حُكمة وفق معايير ومقدرات مختلفة لصالحهم .

أن كل ما أعرف عنه الآن أن الإنسانية فى خطر كبير فيما نسير إليه من مصير مجهول ( نفق مظلم ) لن ينيره إلا إذا حكمت عقلك فى ما تفعل، كلً على أختلاف موقعه ( كترس ) فى هذا المحرك الكبير .

حتى و أن صادفتك كلماتى تلك التى تقرئها الآن بين يديك فتدبر فيها.. وفكر فيما يؤتيك عقلك، فربما أكون أنا أيضًا مُستخدم لترويج ما لا أسعى له، وينطوى بين حقيقة كلماتى بعضًا من الزيف المُضلل !!


Mohamed Salah

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mohamed Salah

تدوينات ذات صلة