عادات المحبة الرمضانية ، هي عادات لإظهار المحبة في شهرِ رمضانِ الكريم ببعضِ الأفعالِ المستحبة عن رسولنا الكريم .

بعدَ السلامِ و مرحبًا ، و لأكونَ أوّلُ المهنئينَ بقدومِ شهرِ رمضانَ الكريم .. فكلّ عامٍ و أنتمّ بخيرٍ و كلّ عامٍ و أنتم بصحة و عافية ، تتمتعون بكلّ ماتملكونَ ، و حفظَ لكم أحبابكم من كل سوء و مكروه.

أعتقدُ أنّي من أوائِلِ المهنئينَ الآن ، و هذا يفتح لي مجالًا لأُفشي لكمْ عادةً رمضانية ، مُتأصلة في بيتنا و نشأتُ عليها ثمّ تتوارثُها عائلتنا أبًّاعن جد.

في كلّ عامٍ و كلّ ليلةٍ يتلوها أولُّ أيامِ الشهرِ المُباركِ ، قد رأيتُ والداي منذُ صغرّي يُهنؤن الكبيرَ و الصغيرَ بقدومِ الشهرِ المبارك ..، يُهاتفون أحبابهم ليلةَ الصيامِ، و يُحادثونَ من جعلت مشاغل الدنيا بيننا و بينهم أمدًا بعيدًا ، و لكنّ تلكَ المُهاتفة تُعيدُ الروح كما لم تكن ، تؤصل المحبة و تفتح الطريقَ للقلوبِ على سجادةٍ حمراء زاهية ، أن اِدخلوا القلوبَ بلا اِستئذان ..

لذا أنا اليومَ بعدما كبرتُ في بيتٍ يُقدّس المباركة و الاحتفال بقدوم الشهرِ الكريمِ ، فعادةً في هذه الليلة ِ المُباركة و حينَ تنجلّي رؤية الهلال ويؤذنُّ المؤذن أنّ أهلًا برمضانِ ، بعد الحمدِ أن بلغنّا اللهُ هذا الشهرِ الكريم ، يأتي دورُ نشر الفرحِ و السرور و إظهارهِ و هي من السنن المستحبّة عن الرسول صلى اللهِ عليه و سلم .

فأهاتفُ من أُحبُّ ، و أُخبرهم بكلّ حبٍّ كم منّ الله علينا أنّ جعلنا آمنينَ حتى هذا اليومَ ، ثمّ تهنئةً بقدومِ هذا الضيفِ المنتظر ، و طلبًا لبعضِ الدعواتِ التي قد تكون سببًا في تفريج همي و فكّ كربتي .

أُهاتفُ جميعَ أحبابي و من سكنوا قلبي ، و أيضًا من غادروه عسى أن يعودَ الودّ يومًا بتلك الأفعال الصغيرة ، أو أن يلينَ القلب ببعضِ الروابط الصغيرة المُتبقية ..


قدْ لا تكونُ مكالمةً تستغرقُ العديدَ من الدقائق فقط ، و لكنّها آصلُ للمحبة ، و تجعلُكّ تبكي من فرطِ الفرحة أن يتذكرّك أحدُهم بتلك الليالي العظيمة بالفرحة .

صدقني إن كانت الفرحة التي ستدخلُها على قلبِ مسلمٍ بتلك َ الكلماتِ ، فأضعافُها ستطرقُ باب قلبِك ، أعدكَ عزيزي.

أعتقدُ دائِمًا أنّ تلك الدقائق بإمكانها أن تخرجَ حزينًا من حزنه لبعضِ الوَقتِ ، أن تُشاركَ فرحة قلبِك مع بعضِ أحبابكَ تُكبّر الفرحة بل و تبارك فيها ..

نحنُ في زمانٍ ابتلانا الله بالجفاءِ ، بل و قد قُسِمَ لنا من الوباءِ نصيب ، ما قتلَ السعادة بداخلنا ، و أماتَ روح المشاركةِ بالأفراح و أشهرُالرحمة ..

فإن حال الزمانُ بينَك و بينَ أحبابك ، و إن ضاقت علينا الدنيا بأنّ لا نحتفلَ بشهر النفحاتِ بينَ من نحبّ و نُحرمُ عناقهم و وجودهم ، فأرجوكم لا تنسوا مهاتفة أحبابكم و مشاركة الفرحة معهم ..

لن تُكلفُكَ مثل تلك الدقائق شيئًا و لكن زرعُ الأثرِ و السعادةِ في القلوب لا يُشترى و لا يُثّمن..


هاتفوا الجميع و أخبروهم الحمدُ للهِ على وجودِكَ معنا هذا العام ، تمنوا لهم رمضان مليئًا بالطاعاتِ و العتق من النيران ، أخبروهم كم تحبونهم ، فنحنُ نستغل و ننتهز فرصة مثل تلكَ لنخبرَ الجميع أنّ كم نحن نحبهم و ممتنون لوجودهم في مثلِ تلك الأوقات ..

اتخذوا نية إدخال السرور على قلب مسلم ، و اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم و هديه الشريف في اظهار السرور و التهنئة بقدوم شهر رمضان ، و نية الكلمة الطيبة صدقة ..

حتى أصحابَ الهموم لنخرجهم لدقائق من همومهم و آلامهم ، لتتذكرَ من تستطيع منهم بمهاتفةٍ صغيرة ، تُخبرهم "كلّ عام و أنت بخير" ..،فتلكَ الكلماتُ قادرة لتوطيدِ المحبة و زرع السعادة و انتشالِ الكآبة و لو لبضعِ دقائق ..


بإمكانك تجربةُ هذه العادة في هذه السنة و أتمنى أن توافوني بالنتائج .

كلّ عامُ و أنتم بخيرِ ، بلغنا الله رمضان بصحة و عافية ،أحبابي.

مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

👏👏👏👏👏أحسنتي الكتابه

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة