نحن لا نحتاج أن نندم على شئ, فقط كن مسؤولا عن اختياراتك وقناعاتك التي تشكل حياتك
كل الأحداث كائنة بالفعل، الجيدة وغير الجيدة، بمعنى أنها خلقت في "الغيب" والغيب في نظري، هو المكان والزمان المحجوب عنا لم تصل له حواسنا البشرية بعد وهذا الزمان والمكان المحجوب كائن فيه جميع الأحداث بالفعل، لاشئ يخلق من جديد، كل شئ خلق وتم على أكمل وجه، كل شئ بمعنى الكلمة، أي الأحداث التى ستحدث غدا، وبعد الغد وبعد سنوات، هي موجودة بالفعل، بنفس التسلسل الذي تحدث به، موجودة الآن في الحاضر، ليس في الماضي، ولا في المستقبل، فالماضي والمستقبل أزمنة وهمية، لا وجود لها، لأنه لا يوجد إلا "الآن"، اتعلم شئ؟ تلك الأحداث الموجودة بالفعل يتحدد وقت وقوعها حسب استدعاء الإنسان لها، وأظن أن بعضها لا يقع للإنسان رغم وجودها أساس في الخلق، وهذا الكلام غير متناقض، لأنها مخلوقة ولكن معلقة وهنا نفهم سر إرادة الإنسان، الله خلق عدد لا نهائي من الأحداث وخلق للإنسان إرداة ليختار منها وتظل الأحداث معلقة في هذا المكان المسمي بالغيب إلى أن يختار منها الإنسان لنفسه بمخض إرادته، لذلك في وعينا شئ اسمه " الدعاء يغير القدر" فالدعاء يحمل نية، أي اختيار، أي إرادة انسانية، قد تعلق حدث ما وتستدعي آخر،
ولكن كيف للماضي أن يكون وهم، بين أيدينا كتب التاريخ التي تحكي عن الماضي، نعم لكن هذه الكتب بين يدينا الآن، ومن كتبها بيديه، كتبها في زمن بالنسبة إليه كان "الآن" أيضا، حتى عندما فكر أن هناك من سيقرأ ما كتبه في المستقبل، كانت فكرته حاضره في عقله "الآن"، مستحيل أنه كان في المستقبل لأن المستقبل بالنسبة له لم يكن موجودا أصلا، وإن كتب التاريخ والمعابد والحضارات الآتية من أزمنة مضت تبرهن على أنه ليس هناك ماضي ولا مستقبل، كيف؟ بدليل أننا لو تعمقنا في سبب وجودها سنجد أنها تسعي لتوحيد الأزمنة في زمن واحد اسمه "الآن"، فعاش هؤلاء من بنوها في حاضرهم وتركوا لنا الحضارة لنعيشها نحن "الآن" في حاضرنا، ومن سيأتي بعدنا في زمن نسميه المستقبل، سيجدون حضارتنا وحضارة من سبقونا سيشهدوها في زمن الحاضر، حاضرهم وآنهم، المستقبل كلمة في عقلنا نربطها بزمن آت, والحقيقة أنه زمن وهمي، ليس له وجود, أنت الآن حاضرا إسأل نفسك, أين الماضي؟ الإجابة أنه ليس له وجود, وأسأل أيضا أين المستقبل؟ الإجابة أنه ليس هناك أثر ولا وجود للمستقبل, لأن القادم, الذي نسميه مستقبل عندما يأتي ويثبت وجوده سيكون حينها "الآن" فالزمن واحد منذ الأزل وإلي الأبد هو "الآن"
وهذه القناعة هي السر التي تجعل الإنسان يعيش أجود أنواع الحياة، مالكا لكل ثانية من عمره، لا تتجاذبه أزمنه غريبه ليس لها وجود...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات