الصمت, أحد كنوز الطبيعة المجانية.. نحن ننفصل عن ذواتنا فقط لأننا لا نصمت, اصمت لكن تعلم أولا كيف تصمت..
اكتشفت أني عندما أكون وحدي صامتة, تضاء داخلي حكمة وكلمات من الحق, أسمع روحي تتحدث.. إن هذا لا يحدث إلا إذا أذنت لها, لذلك هذا قليل ما يحدث, لأنك دائما مشغولا بعمل ما أو عقلك يفكر طوال الوقت..
الصمت والسكون إلى الروح يجعلك تسمع كلماتها, يعطي لها فرصة لتتحدث إليك, إسمع لها, هي تملك الحقيقة, بل هي المصدر الوحيد للحقيقة..
إن ما بين الصمت والروح علاقة حميمة, فإن الروح تعشق الصمت لذا ممارسة تمرينات التأمل تقدم لك هذه الفرصة الثمينة, أن تنصت لروحك..
مارس الصمت, إذا فرحت اصمت, وإذا تألمت اصمت, وإذا شعرت بالضجر والملل اصمت أيضا, أيا كان ما تشعر به اصمت وانصت له, وتأمله وغوص فيه حتى تصل لعمقه, فأنت بذلك تستدعي روحك لتفضي إليك بأسرارها...
حس بمشاعرك لأقصى حد, اترك نفسك بين يدي روحك, دعها تتسع بداخلك, لأن الروح بطبيعتها لا محدودة, ولا يمكنها التقلص, أنت إن لم تنصت لها صامتا , أنت بذلك تجبرها على الانكماش, أنت روحك وروحك أنت, اسمح لها بالاتساع حتى تتسع أنت, ذلك الاتساع سيمنحك شعور عال بالنشوة التي لم تختبرها من قبل..
الاتساع سيجعلك تتجاوز أوهام الأنا القاصر التي ترهق عقلك ليلا ونهارا, وتلهيك عن الإنصات لروحك الثمينة, التي لديها الكثير والكثير من الدرر التي تريد أن تهديها إليك بكل سرور, وتنتظر منك أن تنصت إليها وتستقبل الحكمة الكامنة فيها..
في الختام, أقولك لك كعادتي, تنفس بعمق, حس جدا بمشاعرك, غوص في أعماقها بقدر المستطاع , قدرها أيا كان نوعها, فرح أو ألم, واصمت , قدر الصمت, وغوص فيه ودع انتباهك لمشاعرك وليس لأفكارك حتى تصل بذلك لروحك, انصت إليها, وخذ ما تقوله لك دون نقاش, فكل ما يأتي منها حق, وحكمة وعين البصيرة الناطقة دون كلمات....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات