البَحثُ عَن الهَويَّة لَا الهِوَايَة بَينَ أجنَاسٍ مِنَ البَشرِ ومَن يَهوى الرِمَايَة؛
قَد مَضَى مِن الدَّهر مَا مَضَى ومِنَ العُمرِ مَا إرتَضَى، إلتَهَبت فِيه الِبدايَات وعَسى أنْ تُصِيب السَّلامَة كُلَّ النِهايَات، إنتَهَت وإنتَبهَت مِنهُ مَجموعَة أحَاسِيس فِي قلبِ إنسانٍ ضَعِيف، إنسَانٌ كَمَا أنَا وهِي؛ زمَانٌ كزمَانٍ هُوَ وهِي، لا نِفَاق، لا شِقَاق ولا عَدوّ مِنَ الرِفَاق، فقَط أعيشُها كمَا هِي، أرغبُهَا بِذَاتِهَا هِي، الحَياة هِي، ولِرُبَّمَا هِيَ، كَما وصَفتُهَا هِي، قَابلتُهَا هِي، حَلِمتُ بِها هِي، حَقِيقة كحقِيقتُها هِي، أتَسائَل بَعد هَذا الكَمّ الهَائِل مِنْ هِي؛ مَنْ هِيَ؟ أهِي مُصادَفةٌ أمْ قَدرٌ مِن الأقدَار هِي؟ أهِيَ لحَظةٌ وعابِرةٌ هِي؟ أكَان إكتِسَاحاً مُبَاحاً أم جُلُّهَا مَجموعَة أبيَاتٍ تَكتُبهَا الأشعَار عَنهَا هِي؟
فَهُنَــــاك؛ كَمَا هُنَا، لَا دِفَاع يَترصّد ولا حتَّى نَوايا هُجوم، فقَط؛ هوَ الإشتِيَاق يا أمِيرَتي، حِياداً وحِيَادِيَّاً وأُحَادِيَّاً أقِفُ أمَامَك وجَبروتك كمَلِكةٌ مِن البَشر، ليسَت مَلِكة كَتِلك مِمَّن يَتَربّعُ عَلى العُروش، مَلاكُكِ كَمَلِكَة مِن مَلائِكة الإنسِ عَلى الأرض، أي مَلاكـــاً، حِنطيّة سَمراء رُغماً عَن جِينَاتُكِ الشّقرَاء، جميلة أنتِ ِبتَواضُعكِ، بِإبتِسَامتُكِ، بِنظراتُكِ، بِحنكتُكِ، بِخُطَطُكِ، بِمَكرُكِ، بِغضبُكِ، بطِيبُكِ وطِيبَتُكِ، أنتِ هِيَ وهِيَ أنتِ، أنتِ كَما أنتِ وهِي كمَا هِي، أنتِ؛ مَن يُضيفُ مَذاقاً للحَياة، أنتِ؛ مَن يَلِيق بِها كَلِماتُ الأغنُيَات، أنتِ؛ مِن ذوقِ الأمنِيَات، أنتِ؛ حَقِيقيةٌ لَا خَيال مِن الخَيالات، أنتِ؛ مَن يَستحِق أن يُطلَق عليهَا العَظِيم مِن المُسمّيَات.
أعلَمُ جيِّداً أنَّ هُنَاك مَا يُسمَّى بِالـ "الغَرام"، بِالحَقِيقة ليسَ بالمَنام، هِيَ أحدَاثٌ يَا أمِيرَتي تَملئها ذِكريَاتُ الأيّام، أمَا زلتِ تذكُرِين العَذب مِن الكَلام؟ بِالنِسبَةِ لِي؛ فَالذِكريات مُخزّنة لديّ كمَا تُخزّن الإبل فِي السَنام، قد أحتَفل مَع نَفسِي بِالرّغمِ مِن وجودُكِ لا الإنعِدام، سَواء فِي قُربك أو بُعدُك عن الأحلاَم، هِيَ الأيّام وحُكمُهَا لَا حُكم الحَاخَامِ والإِمَام، أمَسافة تَفصِلُني أم فَصِيلةٌ مِن الأنعَام؟ سَأتشَاطرُ هذِه الكَلمات مَعكِ دونَ تَرجمَةً أو حتَّى تَعقِيداً فِي السَّلام.
هَا هُنَا لُبّ الرِوايَات والحِكَايات، هِيَ البِدَايات بِلا نِهَايَات، هِي خَالِصةٌ بِلا خُرَافَات، خُلاصَتُها وخِيَارُهَا مِنَ العِبَارَات، هِي؛ كُلّ الشِعَارات، هي؛ زَمنٌ وأزمَانٌ وكُل المُلهيَات، هُنَا؛ لَا يَكفي التَلمِيح ولاَ تَكفِي الإشَاعَات، فأنَا؛ بَسيطٌ مِن البَساطة وخَالِي مِن الآفات، وأمَّا أنتِ؛ مَن فِي قَلبي وسبَّب لِي كُلّ هذِه الآهَات، آيَاتٌ آيَات، أكتُب لكِ وكأنَّ كلِمَاتِي للشّعرِ أبيَات، زَمنُنا زمنُ الإبراهِيميَّات لَا العزى واللاّت.
وأمَّا الدهر؛ فهُو تِلك المُدة مِن الحَياة والمَبات، أو بالأقرب النحوي مِن الدُنيَا كُلّها والسَبات، مَوعِدي مَعكِ هو يَوم شَبَات، ويَا للشَّبَات شبَات، قَلّ الزمَان وتَقابَلت السيّئات مع الحسَنات، هِي بينِي وبينَك بِكافّة المَسَارات، فالخَلق حُكم الرب وحدَه ربُّ الخيرَات، هوَ مَن يكتُب القُربَ بينَ القلوبِ دفعَات دفعَات، هي ليسَت بِسحراً ولا مِن الخيَالات، لربّما ظلمني البَشر ولا حِيلَة لِي بِتلك الحزمَات، فأنا؛ مَخلوقٌ ضعيفٌ عَلى بركة ربّ الراحَةِ والرّاحات، لنْ ولمْ يكمُن إيمَاني بِتلك الخرَافات، بَل؛ آمنت بالربّ وبِقدرِه وقُدرَتِه على كلّ الحَاجَات، خِتَامُهَا مِسكٌ لأنّنِي أُحبّك يَا أمِيرة الأمِيرَات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات