ما الذي يحركنا لتشكيل المعاني و المشاعر في عقولنا ؟

لقد اعتدنا علي المشاعر السلبية بدلا من الإيجابية في بعض المواقف حيث أن الخبرات السابقة قد حفرت الي الحد الذي بُنىَ عليها الخبرات الجديدة أو المتوقعة. بناءً علي بعض الملاحظات، يميل الاطفال الصغار لتفسير المعاني الإيجابية مستندين علي المعاني السلبية. فعند تفسير كلمة " ملاك" مثلاً، تُفهم كلمة وفقاً للمعني المضاد لها و هي كلمة "شيطان " و ليس عن طريق الوصف أو استخدام الصور. استحضار الصورة المضادة اسهل و اسرع من بناء صورة حقيقية عن ماهية الكلمة الأصلية. علاوة علي ذلك، يقوم الاطفال بترجمة المشاعر الإيجابية بناءً علي المشاعر السلبية التي عاهدوا من قبل. فترجمة مشاعر كالانتماء أو الامان لا يتحقق إلا إذا تم الإشارة إلي العزلة أو الخوف أولا. بالإضافة إلى ذلك ، كلمة "صادق" يتم استيعابها بصورة أفضل إذا قيل " شخص لا يكذب" مقارنة بي " شخص يقول الحقيقة". بناءً علي تلك الملاحظات، يمكننا القول أن التجارب التي نخشى حدوثها أو نهابها هي التي تُحفر في الذاكرة و بناء عليها يتم تفسير القيم الجديدة وفقاً الي ما تم تشكيله مسبقاً و من ثم استطلاع المعني المراد تعلمه. في تلك الحالة، نحتاج الي بذل الجهد و الوصف المفسر و الدقيق للمشاعر و المعاني التي لا يمكن الوصول إليها علي الرغم من ممارستها بالفعل في الحياة اليومية بصور مختلفة. فيمكن القول أن هذه الممارسة ما هي إلا نتيجة لسلوك مجتمعي الذي يروج للخوف كسلاح لتحكم في الأفعال الغير مرغوب فيها بصورة مباشرة أو غير مباشر. لذا يُثار المعني السلبي أولا لاستيعاب المعني الإيجابي. لذا هل نحن نتشكل وفقاً لسياسة الخوف أم الترغيب؟!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فاطمة طارق

تدوينات ذات صلة