هل أخبروك في اللحظاتٍ الصعبة أن تتماسك؟أخبروني بذلك أيضاً، لكني لم أستطع أن أقسى على نفسي أكثر مما مررتُ به، فتألمتً حيناً حتى تماسكتُ وتعلمتُ لاحقاً.


حينما تمر بصعوبةٍ ما، أو أزمةٍ ما، سيخبرك الجميع عادةً أن تطوي الصفحة وتبدأ من جديد،

سيحفزونك لتمضي قدماً، لتكفكف دموعك، وترسم ابتسامةً تقنعُ بها دماغك أنك بخير لتنطلق مرةً أخرى.


.أظنُّ أنك أصبحت بعد قرائتك للعديد من أفكاري تعرفُ أني سأخبرك بشيء آخر، شيءٍ ربما ما قالهُ أقربُ الناس لك لخوفهم عليك.


بكل وضوحٍ وصراحة سأخبركَ أن: "تعيش حزنك".

عش حزنك فيما لو فقدت عزيزاً، لا تتظاهر بالقوة بعد رحيله فالعشرةُ والذكريات الجميلة لا تُنسى بسهولة.

عش حزنك فيما لو خذلك صديقك، فجرح الثقة مؤلم بعد أن قررت أنه يستحق الدخول إلى حياتك وتبين أنه لم يكن كذلك.

عش حزنك فيما لو تعرضتَ لمرضٍ، وذقت الألم دون مقدمات، وأصبحت أمنيتك فقط أن تغفو بسلامٍ دون آلامٍ تقضُّ مضجعك.

عش حزنك فيما لو فشلتَ بمشروعك، بامتحانك، بخطةٍ لم تسر كما خططت لها، فالبدء من جديدٍ منهكٌ لا يمكنني نكران ذلك.

عش حزنك فيما لو هُجرتَ من وطنك، فيما لو اغُتصبت ذكرياتُ طفولتك ودمرت تحت وطئةِ انفجار قذيفةٍ ما، أو صاروخٍ ما كنت تعرف اسمه وصفاته قبل أن تدير الحرب رحاها.

عش حزنك فيما لو ضاقت عليكَ الأرض بما رحبت، وتيقنتَ أن الدنيا مليئةٌ بالأوجاع وأن قلبك اكتفى من كثرة الهموم والعوائق في طريقك.


أخبرني الآن كيف تشعرُ بعد أن قلتُ لك أنَّ شعورك بالحزنِ مشروع؟ ها...أحسن؟

شعورك بالحزن مشروع، ودموعك وصرخات قلبك لا بأس بها .

لا بأس إن أظهرت حزنك، وألمك فالحزن يحتاجُ مساحةً ليستريح في قلبكَ قليلاً، يحتاجُ منك أن تعترف بوجوده، أن لا تدير وجه للجهة الثانية كلما طرق باب قلبك.

يحتاج حزنك أن تسميه كمولودٍ لمعاناتك من رحم كل ما مررتَ به من خيباتٍ وصعوبات.

.الحزنُ ليس بعبعاً سيبتلعكَ إن اعترفت به، أو قبلت وجوده في حياتك.

ليس وحشاً سيفترسُ لحظاتك الجميلة

تحتاجُ الشعور بالحزن، تحتاج تقبله ومقابلته ومواجهتهُ وجهاً لوجه حتى تعرف أن تميز الفرح جيداً حينما يعترضُ طريقك.

كلُّ مرٍّ سيمرّ، ألم تقرأ تلك العبرة مليّاً؟ غير اني أجدها مبتورةٌ منقوصةدون أن أن أكملها بأنه سيمر حينما تحتضنهُ، وتتقبله، وحينما تسمح لنفسك الشعور بمرارته في حلقكَ ووجعه في قلبك.

لا تتوقع أن يطبطب عليكَ الآخرون إن لم تطبطب على نفسك وتحنو عليها، ولا تقلق بأنك ستنغمس في بحرِ الأحزان حدَّ الغرق،

واثقةٌ بكَ جداً أنك وبعون الله ستنجو، لتقول مررتُ بحزنٍ عظيميوماً ، غير أنه مرّ وعرفت كيف أتقبلهُ وأعيشهُ وأنجو به ومنه.

كن رفيقاً بك، حانياً عليك، وتذكر أن تقبلك لشعورك هو أول خطواتَ التعافي.

تألم ثم تعلم.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أبدعتي ❤️

إقرأ المزيد من تدوينات جمانة الشحادات

تدوينات ذات صلة