قد يعتقد البعض أن العلاج النفسي أشبه بحبة دواء، أووصفةٍ سحريّة وسيحدث التحسن بين ليلةٍ وضحاها, ولكن الواقع مختلفٌ تماماً ويحتاج لوقتٍ وجهد.
في بداية كلِّ رحلة تعرفٍ على الذات، أو بدايةٍ لجلسات العلاج النفسي أخبر المسترشدين دوماً أن لا يتوقعوا تحسناً ملحوظاً وفورياً.
أكون صادقةً تماماً دون إعطاء وعودٍ خارقة بأنَّ كل شيء سيصبح أفضل، فور مباشرتنا بهذه الجلسات.
على العكس تماماً ربما تكون البداية صعبةً جداً على البعض حينما نفتح بعض الصناديق المغلقة بإحكام والتي تستجر معها مشاعر كثيرة، ظنّ البعض أنه فلح في نسيانها أو تناسيها واكتشف من خلال الحديث عنهت أنها لازالت تؤلم كما أول مرة.
إنَّ رحلةَ التعافي من الماضي، ومن آلام التجارب الصعبة يحتاجُ وقتاً.فمثلما تكاثف واستغرق وقتاً وسنيناً حتى أصبح متجذراً في روحك وعقلك سيحتاج حتماً وقتاً ليلتئم الجرح.ومثلما تبنيت فكرةً ما إيجابيةً أو سلبية واختبرتها مراراً حتى ترسخت و أصبحت معتقداً ثابتاً عن ذاتك أو عن العالم أو المستقبل مثل قولك لنفسك مراراً:" العالم مخيف، أنا فاشل، أنا لا استحق الحب، جميعهم يكرهونني..."وغيرها من أفكار كثيرة، حتماً سيستغرق ذلك وقتاً حتى تبدِّلَ فكرةً ما، وتجتهد لتراقبَ أفكارك، وتبذل جهدك لتتبنى أفكاراً جديدة، ثم تختبرها وترى أثرها عليك مجدداً.
و مثلما مرّت السنوات وكنت تقول في كلِّ حينٍ لوصف ضيقك بأنك "مخنوق، مزعوجٔ، متضايق" ستحتاج وقتاً لتصغي لقلبك وتنظر لحاله وتسمي مشاعرك كلّ شعورٍ باسمه.والمرحلة الأقصعب حينما تسمي الأسماء بأشيائها، حينما تقول هذا فشل، وهذا كبت، وهذا خذلان، وهذه خيانة، وهذا تحرشٌ، وهذا ظلم، وهذه إساءة!.
أدرك جيداً كم سيؤلمك قلبك وقتها، وكم ستبكي وتذرف دموعاً مدرارةً، وكم ستضيق الحياة في عينيك.ولكنك لن تكون وحدك في كل ذلك، سأكون معك بعون الله، لننمو سويةً، ونجتاز كلَّ ذلك معاً، ونتعرف على مواطن ضعفك وقوتك معاً، ونتعلم عن الحياة معاً، أحمل معك ما داريته لسنين، وأصغي لك بكل انتباه، واسمح لك أن تكون أنت بكل مافيك بظلامك ونورك، لننمو كليناً معاً، ونتعلم من مدرسة الحياة الكثير..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات