من الأفضل أن نكون واعين بأهمية فترة الطفولة و ما جعلتنا نكون و مدى تأثيرها على حاضرنا و من حولنا .
نحن لسنا ما أرادونا أن نصبح و لا ما أردنا أن نفعل ، نحمل جينات أجدادنا بذكرياتهم و خيباتهم و حتى حبهم و عيوبهم . أطفال مقلدين لما رأوا و ليس لما نبهوا أن يكونوا، فالطفل ببغاء بأفعاله و في حين امتثل هذا الطفل للنواهي و الأوامر في عز براءته إلا أن ذاكرة عيونه محملة بصور كل النفاق الذي عايشه في طفولته كأن يؤمر بالصدق و بعدها بلحظة يؤمر بالرد على الهاتف مدعيا غياب الأهل ..،ذاكرة قلبه مثقلة بذكريات ترفرف كفراشات في جمال و تزهر سلاما في روحه ثارة و ثارة أخرى تكون عقارب مسعورة تلسع و تنشر الترهيب في صدره حتى ترجف أمعاؤه و يتصاعد بركان في معدته و تتقيأ روحه السم و هو راشد .
نحن بشر عاقل و واعي يختار و يقرر ، يعلم جيدا ما يصح و ما يضر لكن وسط هذا الوعي نسبة كبيرة من اللاوعي بحقيقة أنفسنا و ما نحن عليه ، نختار لكن لا نسأل لم كان هذا الاختيار بالضبط .و الجواب على هذا السؤال فيه ماض بأكمله و قبل أن يكون في هذا الماضي تربيتنا و أخلاقنا ثم جميع المجهودات التي بدلت فينا بشكل مباشر و عن قصد لنحمل منها ما ينفعنا فقد حملنا الكثير مما كان من غير المفترض أن نفعل ،حملنا همسات ما وراء الجدران التي باحت بعكس ما قيل لنا ، الرفض الذي تعرضنا له ، و لم لم نقبل كذوات دون شروط ؟ في أبسط الأمور عندما حصلت زميلتي على نقطة كاملة لرسمتها و أنا فشلت . ألم يكن فني مقبولا ..الطريقة التي وضعت بها معايير لكل شيء و أرقام و مقارنات سجنتنا ، حملنا في قلوبنا كل تلك الخيبات و قادتنا و لازالت تفعل دون أن ندرك ذالك و في كل مرة يشعل ضوء أحمر في آخر الشارع يذكرنا بنفس الضوء الذي ظهر في حادثة كسرت أضلعنا انهزاما ، يجب أن نحمل أنفسنا من المستنقع الذي وضعت فيه أرواحنا بالسر و نتشافى مما حمل الطفل داخلنا من خيبات لكي لا نظلم أنفسنا و من لنا و نكسر الدوامة لكي لا نكون على من معنا و وراءنا كما كان الزمان علينا و لا نحملهم مسؤوليات في غنا عنهم ، وجب أن نكون و إياهم كعربي و أعجمي في زمن تكسوه الرمال و الصحاري لا ثقافة و لا علوم ، و همنا أن نتبادل الود حينها سنتواصل بلغة التبسيط و السلام . علينا أن نعمل على أنفسنا كي لا نكون الوحش الذي لطالما أرعبنا ، و نصبح نسخة من الشر الذي تلبس ماضينا ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات