صَباحُ الخَير عليكَ عزِيزِي .. فِنجانا القهوة بإنتظارنا في شُرفة المنزِل كُل صباح ، ،
أبرمِجُ المِذياعُ على المحَطة المُفضلة لك و في تمام الساعة الثامنة و النصف يهتِفُ صوتُ ماجِدة فينَا بأن نثُور على الطُغيان ' أجلِسُ أترَقَبُ السماء .. لا غُيوم هذا اليَوم ، حتى أن الجَو أغُسطُسي بإمتيَاز ، و أتذكَر ..
أتذكَر كَيف كان تبادُل النظرات يُرشق القلبَ بحجارَةِ الحُب ، نَظرةٌ منك و أُخرَى مني أَسْرِقُها على إستِحياء و أنتَ تسكُب القهوَة ، لكِنَكَ سُرعان ما تكتشِف أنَّنِي غُصت في مخيلتِي عندما تسألني عن السُكر ، كُنتُ قد أخبرتُك سابقًا أنكَ مِلحُ حياتِي و سُكَرَها ' هذا ما أتساؤل عنهُ ' كيف يَملِك شخص مَا القُدرة على أَنْ يَحتَل الكثير من كيانِ أنفُسِنا فنستصعَب تَذوق الحَياة من بعدِه ، ! نتبادل أطرافَ الحدِيث عن مايحدُث تحت سَماءِ البلاد فلا تركُن مَلِيًا هادِئًا حتى تهجُوهم بعدهًا بكُل ما حملتَ في جوفِك من الحُب للأرض و الجُذور ، أتذكر كُل التفاصيلِ التي جمعتنَا سوِيًا ، لم أعُد أملك سوى الذاكِرة ، عِتادي الوحيد و أُنسِي في وِحدَتي ، تتسلطُ على خاطِري أحيانًا فتُدمِيه كَونِي لَم أعُد أقْوى دائمًا علَى مُسايَرة الأيَام فأستسلِمُ لها قابعةً في حُزني أحتضِنُ تَوجُعي بمُفرَدي و أبكِي فقدَك .. لم أنسَى أنكَ كُنت تُحب الأقحوان ، جَمعتُ الكثير منه في ربيعِ هذه السَنة ، جففته و صنعتُ مِنه بروازًا يقعُ على مرأى كُل من دَخل هذا البيت ، البيت الذي لم تَغِب عَنهُ قط ، أستحضِرُ روحَك فيهِ بشكلٍ يوميِ .. رسَخت صُورتنَا سوِيًا في ذاكِرة العجُوز التي لطالمَا قرأت لنا كَفَينَا ، لم تعُد تقوى على شيء خارت قِوَاها هي الأخرى ، تسألُنِي عنكَ دائما فأخبرُهَا أنك بخير ، ألَستَ كذلك ؟ بعد الذِي حل بالبلاد ، كُل الذين قُدر لهُم الرحِيل عنه كان هذا الخَيرُ جُله لهُم .. لم أعُد أكترث للأحلام ، أعُد الأيام بلهفة المنتظِر لشيئًا ما موشِكٌ على الحدوث, لكن كُل هذا سَراب ، أثق بأن لا شيء سيتَغيَر ، أنت ما عُدت هُنا ، و أنا من بعدك فقدتُ كُلي .. وعدِي في ما تبقى من أنفاسِي أنْ أترفق بهذا القلب قليلًا لكي يَجِد ما سَوف يَلقاك بِه في يَوم السَعد .. أجلسُ هنا أتذكَر كل هذه التفاصيل التي جمعتنا يومًا سويًا و أشتَاقُك . ❤️
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات