أحيانا نملك ماضي لا نرى فيه شيء .. فنحتاج من الزمن صفعة قوية كي توقظنا لنجعل المستقبل مرئيا .. وبوضوح
عزيزي أيضا
للمرة الثالثة أو ربما الرابعة أبدأُ بالكلمة ذاتها
عزيزي
لك أن تلاحظ أن كلمة حبيبي قد تلاشت تماما من بين الحروف
ليس مهما أن الكلمة تلاشت
المهم الآن أن الحروف تأبى الحضور إلا في حضورك لذا لا زلت أناديك كلما بدأت الحديث
أتعلم
ليس هناك شيئا مهما لأكتبه
ناهيك عن أنه لم يكن شيئا مهما ذات يوم
هذا لو اعتبرت اليوم أن حبك ليس شيئا مهما..
هل لك أن تتخيل أن حكاية عمرها يقترب من العقد صارت تملك وصفا بأنها ليست ذا أهمية ...
عزيزي
أنا خائفة
أشعر وكأن الحياة تتسرب مني
اشعر وكأن مستقبلا خاويا ينتظرني
مستقبل ليس فيه شيء
بينما كان الماضي ممتلئ جدا .. على الأقل بك أنت ..
لكني اليوم أرى المستقبل صورة بلا تفاصيل واضحة..
أحاول أن أبدأ برسم صورة لشيء أريدهُ أن يُكمل المسير معي ولا أعلمُ كيف تتسرب مني كلُّ الاشياء...
ربما أنا فاشلة بالاحتفاظ بالأشياء التي تستحق أن أحتفظ بها...
ما الذي جرى .. ما الذي يجري .. ما الذي سوف يجري..
إنها الاسئلة الثلاثة التي تتمحور كل حياتي نحوها .. والإجابة على أحدها قد تُعافي شيئا في نفسي المتعبة ...
الماضي والحاضر... هذان ما أملك.. أي أنني أستطيع أن أعرف ما قد حصل .. أن أتحكم ولو حتى قليلا فيما يحصل .. لعل ما قد سوف يحصل يملك صورة ما ...
لكن عبثا ...
وكأنني عشت سنيني كلها ضريرة ...
لم أرى في الماضي أي شيء..
فتحتُ عيناي للتو .. وكمن يستيقظُ من سباته لا يعرف كيف يرى يزعجه النور.. فيغلق عيناه مجددا
فلا أرى المستقبل...
يكاد يكون حالي هذا...
فَيا من كنتَ ماضيي الذي ذات يوم عشقتُه
هل لك أن تزيل عن عيناي هذه العتمة....
هل لي أن استفيق بهدوء من سباتي ... كي أبدأ المستقبل بخطوة ولو حتى صغيرة ...
ربما لو نظرتُ ذات يوم قد أرى شيئا يستحق أن يُرى
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مستحيل كم تناسبني هذه المقاله