علي الوحيد الذي قال لي "أنا أعرف سبب التسمية لأن القلوب على اليسار

يسارإهداء إلى هؤلاء الذين يسكنون روحي، ويعيشون بداخلي، فزعت من عتمة الداخل، ألفت العزلة لكني استوحشت الوحدة، تركوني.. فتركت حياتهم وسكنت أرواحكم، فتقابلنا، عرفتكم واحدا بعد الآخر، هذا الذي كفكف دموعي، ومن ربت على كتفي مرات ومرات في الظلام، ومن توكأت عليهم عندما ذهل عقلي من الصدمات والصفعات، من أمسك يدي المرتعدة عندما ضللت الطريق، الطفل اليتيم المفقود الذي يسير وحيدا في أروقة قلبي، إلى روح أبي التي طالما شعرت أنها تسكن جسدي، فلتهدءوا أو ترحلوا في سلام.إلى كل من تغول عليه الشعور بالظلمة، فعلم أن التمسك بالأمل صار حتميا، فاستدعى الجيوش القابعة في نفسه، فجاءته طائعة فاتحة له أبواب الرجاء على مصراعيها، محصنة قلاع قلبه، مشيدة أسوار الأمان حول روحه، رافعة راية الأمل و شعلة النور التي بددت العتمة، معلنة إقامة مدينتك الآملة...إليكم أهدي كتابي.


لا أحد يعلم ما أصابك، لا أحد يعلم كيف هى معركتك الخاصة مع الحياة ، ما الذى زعزع إيمانك وقتل عفويتك ، كم كافحت وكم خسرت ، لا أحد يعلم حقاً من أنت.(جبران خليل جبران)


كان سقوطها مروعا لأننها لم تتوقعه أبدا، طبيبها لا يتحدث كثيرا، أبقى عليها بالمشفى أسبوعا وأعطاها كثيرا من الأدوية فأصبحت تنام أغلب اليوم، حتى خرجت من المشفى لتبقى أسبوعين بالمنزل، لا تتحدث لأحد، لا تفكر في شيء، تنام وتتناول طعامها وتشاهد التلفاز، بعدها شعرت بتحسن كبير، وقررت أن تذهب لمعالج نفسي يتحدث كثيرا ويسمع كثيرا، أكثر ما يشغل بالها ليس ماذا فعل بها ذلك؟، ولا كيف حدث ذلك؟، لم تكن تعلم أنها ضعيفة هكذا، شاغلها الأكبر كيف ستكمل حياتها وهي بلورة مهشمة؟في يومها الأول مع المعالج حاول أن يوضح لها أن العقل عندما يواجه حوادث فوق احتماله من الطبيعي أن يبهت أو يتشتت لفترة مؤقتة، قال لها: "الأمر لا يقف فقط عند وجود أسباب وراثية وعضوية تولد مع الإنسان وتزداد مع تزايد الضغوط النفسية لتظهر بشكل أكثر حدة كلما تقدمت السن وزادت الضغوط النفسية، بل هناك يا ابنتي ما يسمى بالعافية النفسية أو ما نعرفها بالطاقة، فالطاقة تتجدد من الإيمان وتبني فلسفة في الحياة تعيننا على تقبل مجريات الحياة، لكنّ هناك وقتا عندما نواجه مرات عديدة ومتتالية ما يفوق تحملنا، يصبح الأمر أكثر تعقيدا، فنحتاج لتغيرات هامة في حياتنا كترك العمل أو المنزل أو السفر وترك الحياة السابقة برمتها".وعرفت منه كيف ينهار الإنسان وكأنه منزل قديم يئن منذ أعوام من الأحمال والإهمال ولكنه قد يكون سقط من دقة مسمار.طلب منها أن تبدأ في حكي كل ما حدث معها، فلم تكن تعرف من أين تبدأ؟! *** أبدأ؟!.. أبدأ من الاسم الغريب!لا أعرف هل هذا الاسم يعني يسارا من اليسر أم يعني ناحية اليسار التي هي عكس اليمين!أُطلِق عليّ هذا الاسم صدفة أو قدرا، والدي يحب الفنانة يسرا فقرر أن يسميني بهذا الاسم لعلي آخذ فألي من اسمي، فكتب موظف مكتب الصحة "يسار"، فأصبح هذا هو اسمي وقدري، لا أدري أهذا عبث أم قدر؟!أما عن الحكاية فلا أعرف من أين أبدأ، لنبدأ من اليوم الذي دخلت فيه إلى مكان حدوث الكارثة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

❣ منتظرة الباقى منها

إقرأ المزيد من تدوينات مدينتنا غير الفاضلة ارحلي

تدوينات ذات صلة