رواية هل تموت الملائكة؟ بقلم هلا بدر لقان - الجزء السادس

ورد اتصال لمركز الشرطة، كان صوت والدة رانيا السيدة علياء، كان صوتها يملأه القهر والحزن، كانت تصرخ وتطلب النجدة وعندما علِم المحقق خرج يجري وينادي باسم ملاك.

وصلوا إلى هناك حيث كانت الإسعاف والسيدة علياء برفقة السيد صالح، والدا رانيا كانا في حالة هستيرية من الحزن والبكاء.

كانت سيارتين اسعاف مقابل منزل رانيا، إحدى السيارتين كنت تحوي جثة رانيا أما الأخرى كانت ترقد ملاك فيها، قبل أن يتوجه المحقق لوالدا رانيا ذهب ليرى ملاك، ولكن رفض المسعفون ذلك حيث كانت في حالة سيئة جداً أما رانيا..فقد فارقت الحياة.

ذهب ليقابل السيدة علياء وبعد أن هدأت طلب منها أن تخبره كل شيء.

علياء: وصلت ملاك و واسيتها بجمل العزاء ثم رقدنا للنوم وفي اليوم التالي خرجت أنا وزوجي لأزور أمي في المشفى الساعة الرابعة صباحاً، كنت كل حين أتصل على رانيا لأطمئن عليهما إلا الاتصال الأخير، لم تجيب عليّ أبداً وهذا ما أقلقني، اتصلت على ملاك ولم تجب هي الأخرى فقلقت أكثر وطلبت من زوجي البقاء بجانب أمي في حين أن أذهب لأرى ما بالهما، عندما اقتربت من الشارع وجدت الناس مجتمعين مقابل المنزل، نزلت مسرعة وجدت ملاك مُلقاة على الأرض وغارقة في دمائها، امتلأت عيوني بالدموع فأسرعت لأرى رانيا، ابنتي الوحيدة وجدتها في غرفة الجلوس مُرَبطة على الطاولة ومذبوحة، لا أعلم ما الذي حدث لم يكن هناك سوى ملاك التي هي الأخرى بين الحياة والموت.

-أين وجدتم ملاك؟

-كانت على بُعد 3 أمتار بعد البيت.

-وكيف كانت حالتها؟

-كانت مصابة خلف رأسها، وحيث ما قيل يبدو أن أحدهم ضربها على رأسها وهناك من قال تعرضت لحادث ووقعت على رأسها.

قدم المحقق واجب العزاء ثم خرج وهو قلق على ملاك.

وصل مازن لمسرح الجريمة، خرج المحقق ووجده ينظر لملاك ويبدو على وجهه الحزن.

المحقق: لقد وصلت مبكر جداً..

قاطعه مازن: آسف لتأخري..

مازن:ماذا حدث؟

-لا نعلم شيئاً، ننتظر ملاك، الشاهد الوحيد لما حدث.

-هل سترافقها للمشفى؟

-بالتأكيد، ولكن سأتصل بأمها في البداية.

اتصل المحقق بوالدة ملاك ولكنها لم تكن تجيب، فقرر أن يذهب لملاك في المشفى واصطحب مازن معه.

عندما وصل المشفى عرفا أن والدة ملاك هناك، قال مازن للمحقق أنه يجب أن يذهب للمكتب الآن ولا يستطيع أن يكون معه، تعجب المحقق لذلك فكان مازن صاحب الفكرة.

ذهب مازن ودخل المحقق المشفى وسأل عن غرفة ملاك وعندما استأذن الدخول وجد أمها هناك التي عاتبته وكانت غاضبة منه لأنه لم يخبرها بأي شيء لما حدث مع زوجها وابنتها.

المحقق: لكِ كل الحق سيدتي بأن تغضبي مني، كنت أظن أن ملاك قد أخبرتكِ بكل شيء.

دخل الطبيب وطلب منهما الخروج وبعد الكشف على ملاك تبين بأن ملاك ستكون مُقعدة لباقي حياتها، إثر اصابتها بشلل نصفي بسبب ضربة الرأس.

ما إن قال الطبيب ذلك حتى انهالت أمها بالبكاء وانصدم المحقق من الذي قاله وطلب من الطبيب أن يقابل ملاك إذا استيقظت.

مرت ساعة ونصف حتى استيقظت ملاك فدخل المحقق لها، وجدها تبكي لما حدث لرانيا صديقتها المفضلة ولما حدث لها، وعندما دخل المحقق توقفت عن البكاء ونظرت له بحزن شديد.

جلس المحقق بجانبها وقال: أنا آسف لما حدث، لا أعرف ماذا أقول ولكني حزين جداً.

ملاك: لا تحزن، هذا لا يستحق.

نظر المحقق لها بغضب: كيف لا يستحق؟ ماذا حدث؟ لِم لم تتصلي عليّ؟

ملاك: كيف اتصل عليك وكان هناك قاتل يلاحقني.

المحقق: قاتل يلاحقكِ؟

ملاك: نعم، في ذلك اليوم ايقظتني رانيا لنحضر الفطور معاً وأخبرتني بأن والداها في المشفى عند جدتها، نزلت هي وبقيت أنا في الطابق العلوي في الغرفة أتصفح الإنترنت حتى سمعت ضجيج في الأسفل، عندما نزلت الدرج وجدت شخص يقف وظهره لي، كانت رانيا ممدة على الطاولة وتصرخ وهو كان يربطها بالحبال، حاولت الصعود للأعلى لأتصال بالشرطة فسمعني ونظر لعيناي بكل قساوة وبرود، وركض ورائي، بالطبع لن أصعد لأعلى فأُحاصر هناك فقفزت من فوق سور درج الطابق العلوي للدرج السفلي وخرجت من المنزل أركض وأنادي ولكن كان الجميع نائم بقيت أركض وأركض حتى انتبهت أنه لم يكن يلاحقني، فقررت أن أرجع لعله رحل وفي أثناء رجوعي للمنزل لأرى رانيا وجدته يخرج من هناك، ركضت مرة أخرى وكنت على مسافة بعيدة منه، كانت ملابسه مليئة بالدماء فعرفت أن روح رانيا ارتقت للسماء، ركضت وأنا أبكي أما هو لحقني بسيارة، لا أعرف ماذا فعل فأنا لا أتذكر شيئاً وهذا كان ما أتذكره، استيقظت وأنا لا أشعر بقدماي، لقد أصبحت مشلولة.

قالت ذلك وارتسمت على وجهها ابتسامة مواساة لنفسها وعيناها مُشبعة بالدموع.

المحقق: لم تري وجهه؟

ملاك: قاتل مثله كان يعلم أنه يجب أن يغطي وجهه.

خرج المحقق وهو يحاول أن لا يبكي، ثم خرج لمسرح الجريمة، حيث كان مازن ينتظره هناك.

كان مازن يجلس على قارعة الطريق فجلس المحقق بجانبه فقال مازن : أما زلت تشك بها؟

المحقق: لقد ظلمتها.

وما إن قال ذلك حتى شرع بالبكاء :كانت ستكون إحدى القتلى..

مازن: لا تبكي، كانت وربما ستكون، مَن يعلم؟ لقد عرفت مواصفات القاتل فلا تظن أن اسمها بعيد عن قائمته.

نظر المحقق لوجه مازن وقد ارتسم القلق على ملامحه.

المحقق: مازن، أريد أن أسألك.

مازن:تفضل.

المحقق: أين كنت ليلة أمس؟

مازن: أتشك بي؟

المحقق: أجبني رجاءً.

مازن: حسناً..بعد ما خرجت أنت وملاك جلست في المكتب وغفيت قليلاً ثم استيقظت عندما رجعت فأنت من أيقظني.

المحقق: وعندما أنتهى الدوام؟

مازن: دوامنا لا ينتهي يا سيدي.

المحقق: أخبرني عن عائلتك، لا أعرف عنك شيئاً.

مازن: عائلتي؟ لا تسمى عائلة، كنت أعيش مع أمي وأبي وكان لدي أخت توأم، أبي كان فاسد، يسكر كثيراً، يتحرش بالفتيات ولن أتفاجأ إن حاول الاعتداء على أختي، قتل أمي أمامنا لأنها كانت ستبلغ عنه، وبعد ما حصل أنا هربت لم أستطع أن أبقى دقيقة واحدة في ذلك المنزل وبعد ذلك لم أعرف الكثير عما حصل غير أنه تزوج مرة أخرى وتغير.

اندهش المحقق مما سمع، أكمل مازن: لهذا أردت أن أعمل في هذا المجال، حتى أحقق العدالة.

ثم نظر في عيني المحقق ببرود وأكمل: ولكن القانون لا يحقق العدالة أليس كذلك؟

توتر المحقق وقال :من قال ذلك؟..، قاطعه مازن: الحياة، رغم أن أبي قاتل وفاسد ولكن لم يتم القبض عليه ولماذا؟ لأنه رجل ذو شأن عظيم في بلدته التي تعم بالفساد.

المحقق: لِم لم تقول هذا من قبل..عن عائلتك؟

مازن: "لأنك لم تسأل"، ثم وقف ودخل المنزل الذي قُتلت فيه رانيا ولحقه المحقق.

مازن: ما رأيك بالذي حدث؟

المحقق: لا أعلم، لا أستطيع ان أفكر..

قاطعه مازن: طبعاً، كيف لك أن تفكر وملاك ليست بخير، صحيح..ما أخبارها؟

نظر المحقق له بانزعاج: أصيبت بشلل نصفي، لن تقدر على التحرك.

مازن: آه، لا بأس، عافاها الله.

قال ذلك وهو يتجه ليصعد الدرج للطابق العلوي، ثم قال "تعال".

المحقق: لا أعرف مَن الذي يُلقي الأوامر هنا..ماذا تريد؟

التفت مازن وبنظرة أرعبت المحقق: أتريد أن تكون مكان رانيا؟ إن لم ننجز في هذه القضية لن نضمن أن لا يكون مصيرنا مثل مصيرها.

لحقه المحقق للأعلى، ودخلا الغرفة التي كانت فيها ملاك ورانيا، كانت الغرفة فوضوية، طلاء الأظافر في كل مكان، ربطات الشعر أيضاً والأسرّة لم تكن مرتبة.

المحقق: ولكن كيف عرف القاتل إن في ذلك الوقت لن يكونا والدا رانيا في المنزل.

مازن: ولكنه لم يكن يعرف أن ملاك ستكون هناك، حاول قتلها لكنه لم يستطع.

وقف المحقق وهو يحك ذقنه ويفكر.."نعم، لم يكن يعرف أن ملاك هناك، وهذا يضع احتمال أن قاتل والد ملاك ليس نفس القاتل الذي قتل رانيا، لأنه لو كان نفس القاتل لكان عرف بأن ملاك ستأوي لبيت رانيا صديقتها المفضلة، ولكنه لم يكن يعرف لأنه ليس نفس الشخص".

مازن: ولكنه قتل بنفس الأسلوب.

المحقق:ربما يقلده أو ربما...

وقالا الاثنان في نفس الوقت.."القاتل ليس شخص بل اثنان".

نزل المحقق ومازن، بقي مازن أمام الطاولة التي قُتلت رانيا فوقها، أما المحقق ذهب يمشي على الطريق الذي كانت ملاك تجري فوقه، بقي يمشي ويمشي ثم وقف أمام بقعة دماء ثم قال "وهل تنزف الملائكة؟"، وذرفت من عينيه دمعتين حتى نادى عليه مازن.

التفت المحقق ليرى ماذا يريد، ذهب المحقق فسأله مازن"ماذا قالت لك ملاك؟"، واخبره ما حدث.

مازن: يعني أن رانيا كانت مربوطة على الطاولة؟ وكانت تقاوم؟

المحقق: نعم.

مازن: هل كانت علامات الربط على يديها؟

المحقق: لا أعلم، لم أسأل الطب الشرعي.

نظر له مازن بتعجب: لم تسأل؟ أتمزح معي؟!

اتصل المحقق بالطب الشرعي وعندما سأل قالوا له بأن هناك نسخة من شهادة الوفاة ومن نتيجة التحاليل على مكتبه.

وقف كل من مازن والمحقق أمام بقعة الدماء..

مازن مشيراً لبعض الخطوط للأمام: يبدو أنه حاول دهسها، انظر لعلامات العجلات الملطخة بالدماء.

المحقق: نعم وسقطت على الأرض وصدمت رأسها بقوة ونتيجة ذلك أصبحت مشلولة، لقد أخذت تجري لمدة عشر دقائق وفي هذه الأثناء أتم القاتل مهمته، وذهب ليكمل القضاء على الشاهد الوحيد (ملاك)، فحاول دهسها ولكنه لم يستطع الرجوع للتأكد من موتها إذ أن أحد الجيران رآه وهو نفسه الذي أبلغ.

مازن: أليس من أبلغ هي والدتها؟

المحقق: لقد وردنا بلاغين، أحدهما من والدتها والآخر من الذي رآه.

مازن: ولِم لا تحقق معه؟

المحقق: أتظنني أبله، لقد حققت مع الجميع هنا، في حين استعادت ملاك وعيها.

مازن: ولِم لم تخبرني؟

المحقق: أتفقدت هاتفك؟ أنت تختفي فجأة وتعود فجأة.

صمت مازن ثم عادوا للمكتب لرؤية ملف رانيا.

وجدوا النُسخ على المكتب، تناول المحقق نسخة نتيجة التحاليل للطب الشرعي وبالفعل كان كل شيء كما وجدوه.

رانيا توفت نتيجة فقدها للكثير من الدماء - على يديها آثار ربط بالحبال .

المحقق: رغم أن النتائج لم يكن فيها أي شيء غريب إلا أن القضية تزداد صعوبة.

مازن: كل شيء لديه حل، لا تيأس، فالقضية لا تسمى قضية إلا عندما تقف في المنتصف وتظن أنه لا يوجد حل.

جلس المحقق على مكتبه، ثم قال: بما أن القاتل شخصان وليس واحد، فيبدو بأن الشخص الذي قتل الضحايا في البداية ليس نفسه الذي يقتل الآن.

مازن: كيف؟

المحقق: الشخص الذي كان يقتل في البداية، كان له أسلوب خاص، لا يقتل إلا في الغابات، تكون الضحية جالسة على الأرض ورأسها للأسفل ومنقوش على إحدى يدها جملة قصيرة، أما الآن، فالضحية تُقتل في نفس المكان الذي كانت فيه آخر مرة، تموت في أي وضعية يريدها القاتل، رانيا مثلاً قُتلت وهي ممددة، لا يوجد عبارات منقوشة، وغير ذلك لا يوجد منوم في دماء الضحية، حيث كان المنوم جزء أساسي في أسلوب القتل.

مازن: يا لك من محقق ذكي، ولكن هذا لا يجعلنا أيضاً متأكدين أنهما شخصان، بالنهاية إنه مجرد احتمال.

المحقق: لا، الذي جعلني متأكد أكثر هو المواصفات..

قاطعه مازن: ملاك أخبرتك بمواصفات القاتل الذي رأته، ولكن القاتل الأول حسب ما تدّعي كيف لك أن تعرف مواصفاته؟

المحقق: في البداية عندما قُتلت لانا، الضحية الثانية، كانت هناك طفلة رأت شخص يدخل الغابة ووصفته.

ضحك مازن وقال: وأنت تصدق طفلة ذات مخيلة واسعة؟

نظر المحقق له وقال" ونفس الغابة التي قالت عنها الطفلة هي الغابة التي وجدنا لانا فيها ".

صمت مازن، أكمل المحقق: هذا تفسيري بأن القاتل شخصان، ما تفسيرك أنت بما أنك في البداية وافقتني الرأي وبطريقة ما غيرت رأيك؟".

توتر مازن ولم يعرف ماذا يقول حتى أنقذه اتصال ورده فاستأذن المحقق ليرد، ثم خرج.

بدأ المحقق يشك بمازن فذهب ليتحرى عنه ولكنه لم يجد أي شيء له وهذا ما ذكّره بمالك، الشاب المقتول الذي ليس لديه أي معلومات عنه.

رجع للمكتب فوجد مازن يجلس هناك ويقرأ الملفات والتقارير مرة أخرى، جلس المحقق بهدوء ثم قال:"مازن".

فلم ينتبه مازن له ثم قال مرة أخرى بصوت أعلى قليلاً:"مالك!"، فانتبه مازن له ونظر في عيني المحقق فقال: ماذا؟ من مالك؟

المحقق: أتعرفه؟

قال مازن: لا، من هذا؟

المحقق: شاب، تم قتله قبل 3 سنوات، جماعة خطفوه ثم قتلوه، ألا تعرفه؟ خبر انتشر في زمنه.

مازن: آه ذلك الشاب المسكين، تذكرته، رحمه الله وتقبله.

المحقق: والغريب بأنه لا توجد أي معلومات لدينا عنه.

مازن: والخطأ عليه؟ بالطبع عليكم، لقد توفي هو، بالتأكيد لم تأتي روحه لتسرق الملفات.

المحقق: لم تأتي روحه ولكن يستطيع أي أحد أن يأتي ويأخذها، ولكن السؤال من هو؟

صمت الاثنان لدقيقتين، كانت نظرات المحقق تراقب مازن ولكن مازن كان يقرأ الملفات.

المحقق: شيء غريب جداً.

مازن: ماذا؟

المحقق: قبل قليل ناديت عليك مازن لكنك لم تجيبني وفي حال ناديت مالك التفت عليّ مباشرة.

مازن: في البداية لم أسمعك ولكن عندما ناديت مالك استغربت فلا يوجد أحد هنا غيرنا...أم روحه هنا.

قال ذلك وغمز للمحقق وجلس يضحك، ثم استأذن المحقق ليذهب لمكتبه يقرأ الملفات لعله يجب طرف خيط يقوده للحل.

كان مكتب مازن مقابل لمكتب المحقق ولم يكن يفصل بينهما إلا حائطان من الزجاج وإذا دقق نظر أحدهم لرأى الآخر.

جلس مازن على مكتبه في حين بقي المحقق يراقبه، حاول مازن إخفاء وجهه بالملفات ولكنه ما شرع بالبكاء الهستيري مما جعل المحقق في حالة صدمة.

انتاب بال المحقق أسئلة كثيرة" لماذا؟ من؟ وكيف؟..الخ" ولكنه لن يجد الاجابات إلا بعد تحري قوي.

دخل المحقق على مكتب مازن..

المحقق: ما بك يا مازن؟

مازن وهو يمسح دموعه: لا لا شيء يُذكر، فقط تذكرت أمي.

وفجأة رن هاتف مازن فخرج مسرعاً بعد عبارات الاستئذان والرحيل، فتعجب المحقق قائلاً :بما أنه وحيد وليس لديه أحد وهذا ما ذكر، فمن الذي يتصل عليه كل حين؟

رجع المحقق لمكتبه ليكمل عمله ليستقبل ضحية جديدة بعد ساعتين...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هــلا بـدر لقــان

تدوينات ذات صلة