رواية هل تموت الملائكة؟ بقلم هلا بدر لقان - الجزء الرابع

ورد اتصال جديد لضحية جديدة، شاب بعمر ال21 عاماً، أمر المحقق فرِق الحراسة التي وضعها عند كل غابة بالبحث، وبعد ساعات طويلة من البحث وجدوه مربوطاً على شجرة عالية وأخذ وقتاً طويلاً لإنزاله، وكما كان متوقع ..لقد كان مقتول بنفس الأسلوب ولكن هذه المرة كان منقوشاً على ذراعه "مليء بالأكاذيب"، أقسم الضباط الذين كانوا يحرسون الغابات بأنهم لم يروا أحد يدخل أبداً.

تحرّى المحقق عن الشاب، سعيد..فنان يحب الألوان والحياة، شارك في العديد من المعارض الفنية، يحبه الجميع مما جعل المحقق يتساءل عن سبب قتله.

كان سعيد يعمل في مؤسسة فنية تهتم للفن بأنواعه، ذهب المحقق إلى هناك، الجميع في المؤسسة كانوا يعرفونه.

طلب بأن يحقق مع الجميع كل منه على حدة وانفراد، أول شخص دخل الغرفة كان أعز صديق لسعيد، والغريب بأن أعز أصدقائه لا يبدو على معالم وجهه أي دلالة على الحزن، وهذا ما أثار استغراب المحقق.

المحقق: تفضل بالجلوس، عظم الله أجرك، في البداية أريد منك أن تخبرني عن سعيد، شخصيته وأسلوبه وكل شيء..بما أنك أعز أصدقائه".

ياسر:" أي شخص تسأله عنه يقول لك بأنه مرِح يحب الحياة ولكن هناك جانب في شخصيته غريبة".

-كيف؟

-كان منافقاً ومليء بالحقد والكره، يمثل أمام الشخص أنه يحبه ويضحك معه ولكن في داخله يكرهه ألف مرة.

-أكمل..

-كان غامضاً بعض الأحيان، لا يكون مرحاً إلا إذا كان هناك شخص ما معه، كان يتوج نفسه بعزة النفس والكرامة والكبر ولكن حقيقته هي الذل.

-كان يكذب؟

-طوال الوقت.

-حسناً ياسر، يمكنك الذهاب الآن.

-أعرف بأن كلامي هذا سيضعني في لائحة المشتبه بهم، أنا لست من قتله، ليته أنا..أنا أقول لك الحقيقة والتي هي عكس ما سيقوله الآخرين.

أكمل المحقق تحقيقه مع الجميع وكانت جميع استجواباتهم تشبه بعضها، شخص مرِح يحب الحياة وكيف أن الجميع انصدم لمصرعه وكيف حدث هذا..إلخ.

سأل الجميع ما إذا حدث شيئاً بين ياسر وسعيد، تشاجروا أو لم يتفقوا على شيء..لكن نفى الجميع ذلك حيث قالوا أنهم أعز الأصدقاء ويستحيل أن يتشاجروا، إلا شخص واحد..ابن عم ياسر، حيث عندما سُئل نظر للأرض هُنيهة ليفكر وبدت على ملامح وجهه التردد لكن بالنهاية قال أنهم أصدقاء.

وهذه المرة كان تفكير المحقق بياسر، إن كان هو القاتل فماذا حدث؟ وما الدافع؟

توجه المحقق لبيت سعيد وقابل عائلته، كانت عائلة مكونة من خمسة أفراد، السيد سمير "والد سعيد"، السيدة زينب "والدة سعيد"، محمد "أخ سعيد" وأسعد "أخيه التوأم"، ومرام الأخت الوحيدة.

قابل كل منهم على انفراد، لم تكن استجواباتهم مثيرة للشكوك، عندما قابل مرام وتحدث معها تبين أن لسعيد صديقة مقربة منه جداً حيث كانت تربطهما علاقة عاطفية وكان بداية الشهر المقبل موعد سعيد ليتقدم لخطبتها، تفاجأ المحقق أن باقي أفراد العائلة لم يذكروا ذلك وعندما سأل عن الفتاة فلم تكن أخته تعرف من هي بحيث تكون مفاجأة للعائلة والفتاة.

توجه المحقق بعد عائلة سعيد إلى بيت مصطفى "ابن عم سعيد"، الشخص الذي تردد في إخبار المحقق بماذا حصل بين ياسر وسعيد.

طرق الباب واستقبله والد مصطفى، دخل المحقق وطلب مقابلة مصطفى واشترط أن يكونا وحدهما.

لبّى مصطفى النداء وجلس مقابل المحقق..

المحقق: مرحباً مرة أخرى، آسف للازعاج.

مصطفى: تفضل، كيف يمكنني أن أساعدك؟

كان مصطفى يعلم سبب مجيء المحقق له.

المحقق: عندما كنت أحقق معك وسألتك عما إذا حدث شيء بين ياسر وسعيد كانت علامات التردد على وجهك، أرجوك إن كنت تعلم أي شيء قله لي، أي شيء تراه تافه بالنسبة لك يساعدني كثيراً في عملي، لذا أرجوك لا تبخل علي.

-لم يحدث شيء، العلاقة بين سعيد وياسر ليس كما يظنه الجميع، الكل يظن أنهم أعز أصدقاء ولكن الحقيقة هي العكس.

-كيف ذلك؟

-كان ياسر يتحكم بسعيد بشكل تام، كان يتحكم بحياته,,بمن يصاحب ومع من يعيش، ماذا يأكل وماذا يشرب، في كل شيء وهذا ما أزعج سعيد بطبيعة الحال، لكنه لم يستطع أن يقاوم ويغير ما يعيشه وكأن ياسر يهدده بأمر ما.

-وكيف عرفت هذا؟

-كان سعيد يخبرني بكل شيء شرط أن لا أظهر أي ردة فعل باتجاه ياسر وألا تتغير معاملتي معه.

-لم تسأل ياسر لماذا يفعل هذا؟

رفع مصطفى رأسه وبقي ينظر للسقف وقال:" اذهب واسأل ياسر وبعدها تعال وأخبرني".

فهم المحقق أن مصطفى يطلب منه المغادرة بشكل غير مباشر، قال محقق:" حسناً، سؤال أخير".

مصطفى:" تفضل".

-هل كان سعيد مُقدم على خطبة أحد الفتيات؟

-سمعت بذلك ولكني لست متأكد.

-ألا تعرف أي شيء عنها؟

-قال ياسر مرة أنها كانت تعمل معه في نفس المكان.

وقف المحقق وقال:" حسناً، لا أريد أن أزعجك أكثر، ربما نلتقي مرة أخرى..من يعلم"، ثم غادر.

والآن أصبح ياسر في الدائرة الحمراء.

توجه المحقق لمنزل ياسر وطلب اللقاء به، وفعلاً تواجد ياسر في المكان المطلوب..

المحقق: مرحباً ياسر، أرجو أن لا أكون قد أزعجتك.

ياسر: لا لاتفضل.

-سأسألك سؤال وأرجو أن تجيبني بكل صراحة.

-بالطبع.

-كيف كانت علاقتك بسعيد؟

نظر ياسر للمحقق وأحس بأنه يعرف شيئاً.

ياسر: لم تكن جيدة كثيراً، ولكن كنت أكره الحياة بسببه.

-لماذا؟

-لأن..لأنه..

-قل !

-لأنه سلب حياة شخص آخر.

انصدم المحقق لما سمعه، وفي أثناء ذلك جاء اتصال مفاجئ لياسر، كان المشفى يطلب من المجيء بسرعة لأن أمه على فراش الموت، استأذن ياسر ليذهب ووعده بلقاءٍ في يوم غد ليخبره بكل شيء حيث قال جملة واحدة تروح ذهاباً وإياباً في عقل المحقق، قال:" أنا أعرف تماماً من القاتل"، ثم ذهب..

لم يستطع المحقق النوم في تلك الليلة، كيف له أن ينام ويوجد هناك شخص يعلم بهوية القاتل؟

أعاد الاتصال بياسر ولكن هاتفه كان مغلق، وبعد محاولات عديدة للاتصال به قرر أن يذهب للمشفى، عندما وصل وسأل عن ياسر وعن الغرفة التي تقطن فيها والدته، تفاجأ بأن والدته ليست هنا وهو لم يأتي هنا أيضاً، لذا توجه لبيته وقال والده بأنه لم يعد للبيت بعد اللقاء به، وبدأ المحقق يشعر بالقلق.

"لماذا قد يكذب ياسر؟ من اتصل عليه وذهب له بهذه السرعة؟ أين هو؟".

كلها أسئلة راودت المحقق والتي لم يجد لها أجابات، حتى صباح اليوم التالي الذي تلقى فيه خبر انتحار شاب ...لقد كان ياسر.

أسرع المحقق للمكان الذي وُجدت فيه جثة ياسر، كان كل شيء يبدو وكأنه انتحار أما المحقق فهو يعلم أن هذا ليس انتحاراً، لقد قُتل لأنه يعلم شيئاً لا يجب أن يعلمه أو أنه رأى شيئاً لا يجدر به أن يراه.

كان ياسر ممدد في حوض استحمام في شقة أعلى البرج الذي يقع في منتصف المدينة، كان معصميه مليئين بالشقوق، لقد قطّع شرايينه..أو تم قطعها، كان الحوض مغمور بدمه بالكامل وكأنه ماء مصبوغ باللون الأحمر، قال محقق في باله :" كمية الدماء غير معقولة، أنا متأكد بأنها ليست من معصميه فقط".

كانت بجانبه ورقة كان مكتوباً فيها:

"اعتقد أني وجدت مخرجاً، ظننت أنه عندما أنام أُفصل عن الواقع ولكنه كان يظهر في كوابيسي..كان يلاحقني، أظن أنه لا يفترض بي أن أبقى الآن، ربما الموت هو الحل..هل يمكن أن يظهر في قبري أيضاً؟ كنت آمل في يوم من الأيام أن أتمكن من الهروب منه، حتى لو استغرق الأمر طوال الليل أو حتى قرون وأعوام، لقد احتجت مكان للاختباء ولم أتمكن من العثور على واحد، أردت أن أشعر بالحياة ولكني أيضاً كنت عاجز عن مواجهة خوفي أمام بصيص نور، أليس جميلاً؟ أن أكون وحدي الآن؟ أن أكون حراً؟ نفذ مني الوقت وأنا أبحث عن مكان يأويني والآن الموت يرحب بي ويعدني بمكان دافئ ليحتضنني به".

كانت الرسالة مليئة بالثغور، ماذا كان يقصد ياسر بـ"لكنه لا يذهب أبداً" من المقصود؟

وكان الخط صعب فهمه، وكأن الشخص الذي كتبها، كتبها باستعجال.

عندما تم إخراج الجثة من الحوض كانت هناك الصدمة، ظهْر ياسر كان مليء بالطعنات، لو نفترض أن ياسر من فعل بنفسه هذا..هناك زاوية في الظهر لا يستطيع لوي يده للوصول إليها..حتى الطعنات لن تكون بزاوية قائمة، ستكون بزاوية حادة من ناحية الرقبة ومن ناحية أسفل ظهره وهذا ما جعل المحقق يتأكد أنها جريمة قتل لا انتحار.

هناك من فسر موت ياسر أنه انتحار والسبب يعود لرسالته وهناك من قال أنه ضحية لملاك الموت مثلما فسر المحقق.

خرج المحقق من الشقة وسأل الجيران ما إن رأوا ياسر يدخل مع شخص ما وكانت الإجابات واحدة..أن هذه الشقة لياسر من فترة طويلة وهو يأتي لهنا كل فترة ولم يرى أحد شيء غريب يحدث حتى أنه لم يسمع أحد ضجيج وهذا ما يعني أن ياسر لم يقاوم.

أمر المحقق بالبحث عن هاتف ياسر وعندما تم إيجاده لم يجد المحقق آخر رقم اتصل به ولكن وجد بعض الرسائل الغريبة مثل:

"سأريه..

أرجوك لا تفعل لي شيئاً، ليس ذنب لي بما حصل."

كانت آخر رسالة:" في شقتي القديمة..أنا قادم".

كان يعلم أنه سيموت وذهب للموت بقدميه، من ساعده في ذلك؟ من قتله؟

شعر المحقق بالحزن، لا يعلم ما حدث ولكنه يعلم أن ياسر أراد الحياة والحياة هي التي لم تكن تريده.

طلب المحقق معاينة البصمات الموجودة في المكان، واتصل على مصطفى ليقابله في مكتبه..

المحقق: أهلاً مصطفى، أقدم تعازيّ الحارة، آسف لما حدث لياسر.

مصطفى: هذا هو قدره وقد كُتب منذ أن وُلد، لقد كان يعلم أنه نهايته ستقترب..

-هل تعلم من القاتل؟ قاتله؟

نظر مصطفى للمحقق وعلامات الاستغراب تُقرأ من عينيه..

مصطفى: ألم ينتحر؟

المحقق: وهل تظن أن ابن عمك سيُقبل على أمر مثل هذا؟

تردد مصطفى، لم يكن متأكد من إجابته، لم يكن يعرف ما قد يفعله ابن عمه وما قد لا يفعله.

المحقق: وجدنا بجانب جثته ورقة..

-نعم، رسالة انتحاره.

-حسناً..أنا لست ممن يظن ذلك، ممكن أن يكون أحد ضحايا..

-ههه ملك الموت؟ وماذا يريد من ابن عمي؟

-ربما هناك رابط يجمعهم، ربما يعرفون بعضهم، ما أريده هو نماذج لخطه لأقارنها مع الرسالة ونتأكد ما إن كانت بخطه أن لا.

-حسناً، لست متأكد من وجود نسخة ولكن سأبحث وأحاول.

-لا لا ليس لدينا الوقت، سأعرض عليك الرسالة وترى.

اخرج الورقة من درج مكتبه وأعطاها لمصطفى، دقق مصطفى النظر وجلس يتمعن في الورقة ويقرأها مراراً وتكراراً لمدة 15 دقيقة.

مصطفى: هذا خط ياسر

المحقق: متأكد؟

-نعم، متأكد جداً.

-هذا يعني...

-نعم، يبدو أنه انتحار.

-ولكن الاصابات التي في ظهره يستحيل أنها بدرت منه !

-أقنع زملائك بهذا.

-ولماذا قد ينتحر؟

-لكل شخص ظروفه الخاصة وله طريقته بالتعامل معها.

-بالطبع ولكن أن ينتحر بعدما قال لي بأنه متأكد من هوية القاتل ويعرفه؟ لا أظن أنه انتحاراً

اشرأب عنق مصطفى ثم نظر بارتباك للمحقق..:"هل قال لك من؟"

المحقق: لا، إذا تعرف شيئاً قد يساعدنا أخبرني بالحال.

-بالطبع.

نظر مصطفى للمحقق وكانت نظراته تروي القلق وعدم الارتياح..

المحقق: إذاً هل تعرف شيء؟

مصطفى: إن كنت اعلم شيئاً لقلت لك منذ البداية.

-حسناً، بالنهاية لن أجبرك على التكلم ولكن لعلمك إن خبأت شيئاً ستكون شريك في الجريمة وسيكون مقتل ابن عمك ذنبك.

قال مصطفى بانفعال:" قلت لك إن علمت شيئاً سأقول، ما مصلحتي إن خبأت شيئاً كبيراً مثل ما تقصد؟"، ثم خرج غاضباً.

في اليوم التالي قرر المحقق أن يبدأ من نقطة عمل ياسر، دخل المؤسسة التي كان يعمل بها وطلب لقاء المدير...

المحقق: أهلاً سيد هاني، أكيد تعلم ما حدث لياسر.

المدير: أنا لا أتابع الأخبار كثيراً ولكن سمعت أنها كانت حالة انتحار.

-هذا ما يظنه الجميع عداي.

-وماذا تظن أنت؟

-مقارنة لما رأيت في مسرح الجريمة، أظن أنه ضحية للقاتل المعروف بملك الموت.

-كان خبر مؤسف سماع ما حدث له، كيف يمكنني المساعدة؟

-أريد سجل جميع من كانوا يعملون هنا.

-طبعاً، دقائق وستكون بين يديك.

أحضر المدير ملف العاملين وجلس المحقق يقرأ جميع اسمائهم حتى وقف عند اسم انصدم لوجوده...ملاك.

وردت رسالة لهاتف المحقق جاء فيها أن تحليل البصمات أصبح جاهزاً وينتظره على مكتبه، وقف المحقق واستأذن المدير وخرج وهو في حالة صدمة.

كانت النتائج توضح بصمات ياسر وبصمات شخص آخر يدعى مالك.

لم تكن النتائج تحوي على معلومات كافية ولكن عندما تحرّى عن مالك وجد أنه شخص مات منذ 3 سنين وحسب ما يُقال أن جماعة قد خطفته وقتلته، وباقي المعلومات عنه كانت غير موجودة مثل عمره ووقت الحادثة..اسمه الكامل..عائلته..كل شيء لم يكن موجود، السؤال هو كيف لبصمات شخص ميت أن تكون موجودة في منزل الضحية؟

جلس المحقق على مكتبه وعلامات التعب والارهاق تظهر على وجهه، ويبدو بأنه سيُجن.

طلب العقيد من المحقق أن يتجه لمكتبه، دخل المحقق المكتب ووجد أن فريق التحقيق بأكمله هناك...

العقيد: تفضل سيد سامي، في البداية أشكر تواجدكم هنا رغم انشغالكم في القضية ولكن لدي خبر سيء اليوم..

قاطعه المحقق: لقد وصلت لشيء مهم في القضية وقد يساعدنا.

العقيد: تفضل.

المحقق: ياسر..الذي وُجد مقتولاً في شقته.

العقيد:نعم، الذي انتحر؟

-لا، برأيي أنه لم ينتحر.

-وكيف هذا؟

-لقد بقيت أتحرى في هذا الموضوع وطلبت فحص البصمات، ووجدت أنه هناك بصمات غير بصمات ياسر هناك.

-نعم، اعلم بموضوع البصمات، فكان مع ياسر في الشقة مالك، أحد أصدقاء ياسر.

-مالك؟ كيف له أن يكون صديقه وقد توفي منذ ثلاث سنوات؟

-نظراً لأن عمر البصمات يبقى لأكثر من 40 سنة ولأن ياسر يهجر شقته كثيراً ولا ينظفها فيبدو أن بصمات مالك استقرت هناك.

سند المحقق ظهره للكرسي وتبدو علامات الاستياء على وجهه، كل نهاية طريق كان يظن أنه يصل إليها كانت مجرد البداية لطريق أطول وكأن لا نهاية له، بدأ يشعر بالعجز.

أكمل العقيد كلامه: أقدر تعبكم ومجهودكم في هذه القضية ونظراً لعدم وصولكم لأي تقدم و"ملاك الموت" كما يقولون أصبح لآخر جريمة له ما يقارب الثلاث أشهر، أمر اللواء محسن بإرسال فرقة تحقيق أخرى لتحل محلكم قبل أن يبدأ القاتل بخطوته التالية، وسيتم إرسالكم في مكان آخر.

وقف المحقق غاضباً :"يستحيل أن تفعل هذا، لقد وضعت كل مجهودي وتعبي في هذه القضية وتوصلت لأطراف خيط يمكنها أن توصلنا لنهايته، لن أتنازل عنها أبداً".

العقيد: لقد فات الأوان للنقاش في هذا الموضوع يا سيد سامي، والآن ستأتي الفرقة الجديدة لتستأنف العمل.

المحقق: لا يوجد شيء يفوت أوانه، لا أستطيع التخلي عن القضية بكل سهولة، أرجوك.

العقيد: أنا مثلك أيها المحقق، رفضت بالبداية أن تحل محلكم فرقة أخرى ولكن هذه هي الأوامر.

وفي هذه الأثناء قاطعهم أحد ضباط الشرطة ليبلغهم عن جريمة أخرى..


يُتبع..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هــلا بـدر لقــان

تدوينات ذات صلة