نحن تعودنَا أن لا نأخذ حقوقنا كامل بادئًا بحقنا في إعمال القلب والشعور وحتى الاحتضان.

ربما ..

نحن تعودنَا أن لا نأخذ حقوقنا كامل

بادئًا بحقنا في إعمال القلب والشعور وحتى الاحتضان.

الاحتضان ...

نحن وبطريقة ما أيضا تعودنَا أن نأخذ حقنَا من الاحتضان

بقسط شحيح لا يشبعنا لطيلة العمر,

في العزاءات و نجاحات الدراسية الكبرى.

تعودنا على ظهور الحنان و الاهتمام حين المرض.

و الربت و المواسات حين المصائب الثقيلة.

لم تعطى لنا حقوقنا بشكل واضح ، بدون سبب أو إنجاز، بدون شفقة، بدون توسل أو طلب.

لم تأتينا إلا بعد مقدمات وتردد.

وعندما آتـت, آتت على خجل وعجل قتل حقيقتها.

لم نأخذ حقوقنا حتى في الشعور

والعيش على رغيف من المَحبة.

لأننا تعودنا أن المشاعر وعملية الاعتراف بها

ذنب لا يغفر.

ربما تعلمنا ذلك من باقات الورد المرمية في حاوية القمامة تشرح لنا خيبة، أو من قمع الكبار لمشاعر الطفل لأنه رجُل، أو لكبت الأمهات لدموع البنات لأن الرجال آتوا ولا يجب أن يروا المشاعر.

أعتقد أن جُرمنا يتمثل في أننا وُلدنا في عصر "يريد الانسان فيه الشعور, بدون أن يصنعه", أو أننا لم نلحق بالمشاعر إلا حين دُنست على يد الحداثة باعتبار الشعور مادة للاستهلاك وتعاطي المستمر الذي يقتل جوهرها, أو باعتبار أن الإنسان الحالي لا يعترف بالوسطية ويمارس التبذير كفعل يومي يفرغ خزائن الإحساس لديه.

ذروة البخل يسكنها هذا الكون, بخل لن نَغفر له انتهاك حقوقنا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات بوراس نور الهدى

تدوينات ذات صلة