أزهار اللوز في حيّنا جميلة .. سخية لا تعرف كيف تنمو دون أن تُسقط من وشاحها ريشا من أمل وسعادة ليضمد جراح البائسين .







يا حبة العين .. كيف حالك اليوم .. أظن أن أزهار اللوز اشتاقت لضحكاتك القديمة .. أنّى لها أن تزهر دون سقيا بريق الحب من عينيك وأنت تضحك قل لي بربك أنّى لها ذلك؟!


في هذا الصباح ركضت إلى مسامعي أصداء قصيدتك العتيقة ،هبّت إلى قلبي هبوبا قويّا ،شعرت أن حفيف نسمات كلماتها الجميلة أقرب ما يكون إلى الخيال ، لطالما كان الخيال توأم الواقع المنطقي إلّا أننا لا نراه غالبا ؛ لأنّه سرعان ما يتوارى خلف شقيقه لحظة ولادة اللحظة .


تمايلت بعد حين أزهار اللوز السخية .. كلّما نهضت خيوط الشمس من غياب الأمس ألقت على أزاهير الأرض السّلام..وكلّما هبّ سلامٌ لأزهار اللوز تلك ،ضحكت ونمت وكبُرت .. كأنّما كان ذلك السلام بمثابة قبلة حياة خجولة الطلعة لتشرأب بعنقها إلى أن تقابل تلك القبلة برقصة كرقصة أميرة جمعت كل سعادة الدنيا في جعبة قلبها فلم تقاوم رقصة المجانين المفعمين وداست على رقص النبلاء .

لم أدر حقا أي تنهيدة تلك التي خرجت من جحرها العميق آنها ، حين توارت حمامة قلبينا خلف جذوع شجرة اللوز النحيلة لأجد أزهار اللوز تغنّي مع نسمات الربيع ، كأنّما سمعت ضحكات لك من بعيد لا أعلمه،، أو سقطت على وجنتيها دموع حبي المشتاقة التي هطلت أمس من نافذة الانتظار ،،

من فرط صهيل كل تنهيدة شوق حلق عبق الحنين نحو آفاق السماء البعيدة وتناثر بعض منه إلى باحاتٍ من حولي ،فاخترق ما اخترق من قلوب عابري شرفة عش الحُبّ !


عدت بعد انتشاء روحي إلى عشّنا الحزين رغما عنّي ،عشّنا المشتاق لك .. لعينيك.. لضحكاتك ..لظلك.. لكلماتك وحتّى لصمتك الجميل !

عشّنا الفاقد لأعمدة الضياء الناشئة من نور قلبك .. عدت أحتضن كتبك وأقبّل أزهار اللوز المختبئة بين ثناياه الورديّة ، ثمّ أعدّ فنجاني قهوة واحد لي والآخر لروحك الحاضرة الغائبة ، لأمارس طقوس يومنا الربيعي بحزنٍ أنيق ونشوة أمل ورائحة بُنّ تعيدني إلى قلمي لأكتبك.






هبة محاشي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هبة محاشي

تدوينات ذات صلة