ذاكـ التـنازع الذي يقودنا إلى نهاياتٍ -ربما- لا نودّها! أللأحلام قصة؟ أستتحقق؟

كما قال عبدالباري: "يا مَن عرفتُك بالتماسُكِ مُولِعا حريّةُ الجدرانِ أن تتصدعا"

" أريد أن أتزوج، أنجب أطفالاً، أجوبُ العالم، أشتري منزلاً، أحظى بعطلات رومانسية وطوال يوم كامل لا آكل شيئاً إلا الآيس كريم، أعيشُ بالخارج وأحافظُ على وزني المثالي، أكتب رواية عظيمة، وأظلُّ على علاقةٍ بأصدقائي القدامى.


أريد أن أزرع شجرة، أعدُّ عشاءً لذيذاً غير مسبوق، أشعرُ بالنجاح الكامل، أحظى بحمامٍ ثلج، أعومُ مع الدلافين، وأعدُّ عيد ميلادٍ يليقُ بي، أعيشُ حتى أبلغ المائة، وأظل متزوجةً حتى أموت. أبعث رسالة مثيرة في زجاجة وأتلقى رداًّ مثيراً، أتغلَّبُ على كل مخاوفي، أستلقي لمراقبة السحب طوال اليوم، أمتلك منزلاً قديماً مليئاً بالتحف الرخيصة وأَجري ماراثوناً كاملاً.


أقرأ كتاباً عظيماً جداًّ، وأظلُّ أستذكرُ اقتباساتٍ منه طوال حياتي، أرسم لوحات رائعة تعبر تماماً عما أشعر به. أغطي حائطاً كاملاً برسومٍ وكلمات قريبة إلى قلبي، أمتلك كل حلقات مواسم البرامج المفضلة عندي، أجذبُ الإنتباه لقضيةٍ مهمة وأجعل الناس يصغون إليّ.


أقفز بالمظلة، أسبح عارية، وأقود هليكوبتر، أحظى بوظيفةٍ جيدة وأتحمس لأدائها كل يوم.


أريدُ عرض زواج رومانسي وفريد .. أريد النوم تحت السموات المفتوحة .. أريد أن أتنزَّه فوق جبل (بيسيجين) وأمثِّلُ في فيلم أو مسرحية في المسرح القومي، أربحُ ثروة في اليانصيب، أصنعُ أشياء يومية مفيدة، وأكون محبوبةً دوماً"

عن نيشه حين قال: "المُفارقات هي الحقـيقة"!


-

-

المفارقةُ هنا تتجلى في أن بطل الفيلم أندرتش، و في تلك اللحظة الذي كان يستمع فيها إلى هذا الخطاب في مقهى مدينته الأم، التي غاب عنها لفترة طويلة، وهو الخطابُ الذي يحتوي على قائمةِ طلباتٍ غنية و مليئة بحبِّ الحياة، كان يُـدرك أنه أصبح منفصلاً عن كلِّ ما كان يعني له شيئاً في الماضي: عائلتهِ، أصدقائهِ، دراستهِ .. و أنه لم يعُد يريد أو ينتظر شيئاً من هذه الحياة.


💙

الإبــاء..

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الإبــاء..

تدوينات ذات صلة