أضوى الدخيل؛ شابة شغوفة، متعددة المواهب، مستكشفة ومغامرة، بدأت بتنمية مهاراتها منذ عامها الخامس عشر، أسست شركاتُها الريادية في بداية العشرينيات.
كلمة ريادة هي كلمة فرنسية منذ مئات السنين تعني المغامرة والاستكشاف فهذا هو معنى الكلمة الأصلي وفي القرن ال21 احتكرت الكلمة في عالم الأعمال، ولكن في الأصل كلمة ريادة هي سمة شخصية من ناحية الاستكشاف والمغامرة، وبالنسبة لي فهي صفة من صفاتي وكبرت معي منذ الصغر - أضوى الدخيل
"هوس الاستقلالية المادية منذ عامي الخامس عشر قادني للتجارة"
بدأت قصة شغف أضوى الدخيل بالتجارة والأعمال منذ عامها الخامس عشر، فكانت في مرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلة حساسة لكل شخص، ولكن حولتها أضوى إلى فترة ايجاد النفس وبناء القدرات والاكتشاف، فكانت تفكر في مستقبلها وشكل حياتها في مرحلة الشباب، ومن هنا أصبح لديها "هوس" بالاستقلال المادي، وبدأت رحلة المغامرة في التجارة.
وبحسب كلماتها: "العالم يتحرك بالعوامل المادية والسلطة، وعندما يستقل الإنسان مادياً سيتحرر من الكثير من الأشياء، ويقرر أن ينجز أكثر ويعمل بجهد، وهذا هو أصل الهوس بالنسبة لي أن أصبح حرة، ولدي القدرة على الإنجاز"
كيف استقل مادياً؟ سؤال كان يراود أضوى في حين لم يكن هناك تقنيات كثيرة تساعدها على الدخول في عالم التجارة والأعمال، فكانت أضوى تتابع القنوات الإخبارية وبالأخص الفقرة الإقتصادية، وتركز على ألوان المؤشرات في عالم البورصة والأسهم، فلم تفهم شيئاً ولكنها أصرت على الفهم وقررت الدخول في عالم البورصة.
خاضت أضوى التجرية، وبدأت خطوة بخطوة في فهم هذه المؤشرات المعقدة بالنسبة لفتاة بعمر صغير، وفهمت حينها أنها بحاجة إلى محفظة بقيمة ألف دولار للبدء في البورصة، فعندها؛ لم تلجأ أضوى للأهل لأخذ المبلغ بل عملت نحو عامين للإدخار، وادخرت مالها من خلال تعليم اللغة الانجليزية، و تعليم عزف الجيتار، فاستغلت مواهبها للادخار.
بالفعل؛ فتحت أضوى محفظتها للأسهم والعملات في Forex trading وخاضت التجربة في حين لم يكن لديها المعرفة الكاملة، بل بضع معلومات بسيطة عن عملية الشراء والبيع، وفي عالم الأسهم أنت تربح وتخسر، فربحت البضع، وخسرت أيضاُ، وعند خسارتها قررت أن تقرأ وتتعلم عن كل ما يدور في عالم الأسهم العامة والبدء من جديد.
خلال أربع سنوات قبل الجامعة كونت أضوى خبرة كبيرة في المجال، وانتقلت إلى أمريكا للبدء في المرحلة الجامعية، وخلال دراستها أيضاُ كانت تتداول الأسهم.
في الجامعة؛ شاركت أضوى بمسابقة كبيرة على مستوى جامعات عالمية بمشاركة من أحد أكبر البنوك في أمريكا، وقاموا باعطاء حسابات بأموال وهمية بقيمة مليون دولار وهي عبارة عن تشغيل الأموال الوهمية في بورصة ومن يكسب أكثر في العوائد يفوز وفازت أضوى في المسابقة على مدى أربع سنوات.
بعد تخرجها من الجامعة بثلاث تخصصات متعلقة بالأعمال قررت أضوى خوض تجربة جديدة وهي الطيران، واتى قرارها أن تأخذ رخصة الطيران بعد موقف حصل معها كان من الممكن أن يتشكل لديها فوبيا من الطيران ولكنها حولته لتحدي وموهبة جديدة.
لا للفوبيا، نعم لمواجهة التحديات
"في عامي الأول في الجامعة كان لدي زميل يدرس الطيران وأذكر أنه كان في مرحلة التدريب، ومعروفٌ أن في تدريب الطيران يتعلم الطالب كيفية مواجهة التحديات التي من الممكن أن تواجه الطيارين أثناء قيادة الطائرة، وفي يوم ما، أيام تدريبه اقترح علي أن اتجول معهم فوق مدينة بوسطن، ولم أكن أعلم انه متدرب، وبالفعل قبلت وذهبت معهم، وفي أثناء تجوالنا اطفئت جميع محركات الطائرة، فأصبحنا بارتفاعٍ عالٍ دون محركات، واصابني الخوف والهلع لأنني لم أكن أعلم أنه من ضمن التدريب، بعدها تم حل المشكلة وعدنا إلى الأرض، عندها اتخذت قرار أنني سأتعلم الطيران وسأواجه اي تحد من الممكن أن يواجهني في السماء كما فعل زميلي"
الروح الريادية
الروح الريادية نمت مع أضوى، واسست شركاتها الخاصة، وهناك قصة وراء كل من شركاتها، واختارت أضوى الدخيل اسماء ذات معنى لشركاتها، وهنا قصتهم:
" كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "
أسست أضوى أولى شركاتها في عام 2017 بإسم " فلك " واختارت اسمها من الآية الكريمة "كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " وقالت: " اخترت اسم فلك من الآية القرآنية "كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " ففي الفلك نجوم، وكواكب، ونيازك، وما الذي يجعل الفلك فلكاً؟ " كل شيء لقدرٍ مكتوب " فكل شيء موجود لسبب معين، ويأتي تشبيهي هنا لعالم الريادة، إذا نظرنا اليوم ل"سيليكون فالي Silicon Valley" والشركات التي نشأت من داخلها مثل "جوجل وتسلا وغيرهم من الشركات الكبيرة" نرى أن العامل وراء نجاحهم هو المجتمع الذي يدعم، ويبتكر، ويحدد الهدف، وعادةً ما يكون الهدف هو إحداث التغيير في المجتمعات، وهذا ما أريده في فلك؛ أن أجمع بين جميع المبدعين الرياديين، ويكون هدفنا دفع الاقتصاد لتغيير المجتمع وتغيير العالم"
أتت فكرة فلك في عام 2016، حيث كان هناك نقص جذري في مسرعات الأعمال التي تدعم الشركات الناشئة في بداية طريقهم، وخصوصاَ الأفراد الرياديين التي نمت معهم الريادة ولديهم أفكار مبتكرة وجديدة ومفيدة، فعندما فكرت أضوى في "فلك" كان لديها عوامل أساسية للبدء:
- الأول هو التوقيت والإجابة على سؤال "لماذا ستتألق فلك الآن؟" وأجابت على سؤالها بناء على دراسة أجريتها للسوق وأثبتت من خلالها أن فلك سوف تسد فجوة في عالم الاستثمار في الشركات الناشئة.
- العامل الثاني هو أخذ نماذج عالمية ناجحة تعمل في مجال الاستثمارات ومسرعات الأعمال وتطويرها بما يتناسب مع المجتمع المحلي في السعودية
- والثالث هو إيجاد مساحة جيدة للعمل، وهنا واجهت أضوى تحدياً في عالم المقاولات وأخذ منها وقتاً طويلاً في التصميم الجيد والمريح للبدء في رحلة فلك.
وفي عام 2018 افتتحت أضوى مكتب فلك وبدأت العمل مع فريق شغوف، وخلال عامين قاموا بتخريج دفعتين من الشركات الناشئة المبتكرة، أي عبارة عن 14 شركة ناشئة، ووفروا العديد من فرص العمل.
"الريادة هي بنزين خلق الوظائف"
نرى في قصص نجاح الشركات العالمية أنها بدأت من الصفر وصولاً للعالمية، وخلقت العديد من فرص العمل حول العالم، وهذه رؤية أضوى لفلك في المستقبل: " رؤية فلك هي أن نجد، نطور ونعلم الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، فعندما نجد الأفكار المبتكرة ونطورها لتصبح مشروعاً من خلال الاستثمار بها، وتحقيق احلام الأشخاص بتحويل أفكارهم إلى أرض الواقع"
"اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك"
اختارت أضوى اسم نسعى لشركتها الثانية نسبة للحديث الكريم "اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك" وعلّقت: "لكل مجتهدٍ نصيب، وإن لم يسعَ الإنسان لن يصل لهدفه إن كان في وظيفته أو حياته بشكل عام، فكل شيء يبدأ من السعي ومن هنا اخترت اسم نسعى"
بدأت أضوى بالتفكير في "نسعى" عام 2017، حيث وضعت اعلاناً على شبكات التواصل الاجتماعي أنها بحاجة لمساعد بخبرة قليلة، وخلال 24 ساعة قدم للوظيفة 7 آلاف شخص، فالرقم كان مخيفاً، ولكن ما شغل بال أضوى هي المؤهلات التي وجدتها في السير الذاتية، وهنا جاءها تساؤلات عديدة، منها؛ "هل يمكنني أن أوظف شخصاً بناءً على ورقة تثبت دراسته وخلفيته المهنية؟ أم علي أن أعلم هل شخصيته تتوافق مع الوظيفة؟"
أضافت: "منذ عشرات السنين كان التوظيف بناءً على ورقة يتم تقديمها للشركات، واليوم لم يختلف الموضوع الا انها اصبحت الكترونية، فهل من الصحيح أن لا نتطور في آلية التوظيف منذ عشرات الأعوام؟ أم علينا أن نبتكر طرقا جديدة في عصر التقنية التي وصلنا له؟ وهل بالفعل هذه الورقة تتحدث عن شخصية الإنسان أم خلفيته الدراسية والعملية فقط؟ فمن هنا أتت فكرة نسعى أن نجد طريقة لدراسة الأشخاص غير مبنية على خلفيته فقط بل عن طريق شخصياتهم، وشغفهم وإمكانياتهم حيث تتم من خلال اختبارات تدرس الشخص وتضعه في المكان المناسب له بحيث تتوافق شخصية الإنسان مع وظيفته"
نسعى هي منصة إلكترونية مختصة بالتوظيف بناءً على الشخصية والقدرات من خلال الذكاء الاصطناعي أي تحسب لك هذه الخوارزميات الذكية:
- توافق الشخصية مع الوظيفة.
- المؤهلات المتوفرة لدى الشخص مع المؤهلات المطلوبة من الشركة.
"التشجيع يحفزني للعمل الجاد"
فيما يتعلق بحافز أضوى الدخيل بالعمل الجاد والمستمر، قالت: " احساس التشجيع والتحفيز من الأشخاص المحيطين بي يحفزني للعمل الجاد، فكلما شعر الإنسان بالتشجيع ينجز بحافز قوي ويزيد اندفاعه لتقديم الأفضل"
وأضافت: " أشعر بالتحفيز ايضاً عندما اساهم في بناء أحلام الشباب، وعندما أكون جزءاً من الهامهم"
" أضوى المستقبلية هي التي تلهمني "
منذ طفولتها كانت تتخيل شكل حياتها في المستقبل وهذا ما دفعها للإنجاز والاستقرار والنجاح المهني، وبالنسبة لشكل الإلهام لأضوى الدخيل فيأتيها بتصور نفسها ماذا ستكون في المستقبل، وألهمتنا بقولها: " هو سؤال يراودني دائماً " من تريدي أن تكوني بعد 5 سنوات؟ وماذا علي أن أفعل اليوم لأكون تلك الإنسانة؟"
فهذا ما يلهمني ويدفعني للعمل والإنجاز باستمرار، واعتقد أن شخصياتنا في المستقبل وما نتوقعه لأنفسنا هو أكبر إلهام ممكن أن يشعر به الإنسان".
بقلم هبة سكجها
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فعلاً ملهمة
احلى قصة قريتهااا 😍😍😍❤️ تسلم انأملك الجميلة الي خلتنا نتصور احداث قصة هالانسانة الملهمة