إيهاب فكري؛ العقل الواعي والمدبر، فهم أهمية التعليم عن بعد قبل تداول المصطلح في ظل جائحة كورونا، ابتكر منصة عربية المحتوى للتعلم وتطوير الذات.

استفاد من جميع الفرص المتاحة له، وشارك أهم العقول العربية لتوفير محتوى أكاديمي متطور وذوو جودة عالية على الانترنت.


بدأ حياته بهواية جميلة، كان موسيقي يؤلف الأغاني ويُلحنها، وساهم أعماله الموسيقية في أفلام متعددة، وبعد تخرجه من الجامعة قرر أن يركز أهدافه في ادارة الأعمال، وخلال عشرون عاماً عمل في ثلاثة أعمال رئيسية وهم الشركات متعددة الجنسيات؛ فهو خبير دولي يعمل في عدة بلدان.


بالإضافة لممارسة هواية الكتابة حيث ألف كتب في الإدارة، والمهنة الثالثة هي مهنته كمدرس في مجال الإدارة، فهو حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الإدارة ويحب عملية التدريس خصوصاً التدريس في اللغة العربية.


بدأ طريقه في التدريس على "يوتيوب Youtube" وبعد فترة قليلة من رفع الفيديوهات التعليمية لَقيَ جماهير كبيرة، وعروض هائلة من مؤسسات تعليمية، وعندها خطر على باله فكرة جديدة للتعليم وهي التعليم عن بعد، عن طريق الإنترنت، وقرر إدخال مجالات عديدة بعيداً عن المواضيع الجدلية.


وبسبب قلة المحتوى التعليمي العربي على الإنترنت، وأهمية وجوده قرر أن يؤسس منصة تعليمية، بمشاركة من أشخاص محترفين في مجالات متعددة ولديهم خلفية اكاديمية هائلة؛ للبدء في هذه الفكرة الرائدة.


وبالفعل أسس إيهاب فكري شركته في عام 2016 بشراكة مع ابراهيم كامل، وهو شخص اكاديمي ولديه خبرة في مجال الإعلام، ومن هنا بدأت منصة "المنتور Almentor" بالعمل.


خلال أربع سنوات من عمل المنصة، كان الهدف الأكبر هو الوصول إلى مليون إنسان عربي، ومن خلال العمل الجاد والتوفيق بفضل الله تعالى، وصلت الأرقام إلى الأضعاف، وبفخر كبير قال إيهاب: " وصلنا لأضعاف الأرقام التي كنا نهدف الوصول لها، وهذا بتوفيق من الله، واليوم المنتور Almentor هي شركة دولية، متواجدة في الإمارات، والسعودية، ومصر"


وأضاف: "من خلال المنتور Almentor التمسنا حب الشعب العربي للتعليم، والاستفادة إذا استطاع إيجاد محتوى أكاديمي بجودة عالية"


"نريد أن نؤسس منصة تجعل من كل صاحب علم، وصاحب معرفة ؛نجم"


عند مرحلة استقطاب المرشدين وأصحاب العلم والمعرفة عمل إيهاب نموذج تجريبي للمنصة وقدمه للشخصيات الملهمة وذوو المعرفة في تخصصات معينة، وعندها لقي إعجاب كبير منهم، وهكذا عمل على تشجيعهم في البدء معه في "المنتور Almentor" وكان يلهمهم بقوله: "نريد أن نؤسس منصة تجعل من كل صاحب علم، وصاحب معرفة ؛نجم"


اليوم؛ هناك أساتذة على المنتور مصدر رزقهم الأساسي هو التعليم على المنتور.


"المنتور الحقيقي هو كل ما في الكون"


والسبب وراء تسمية المنصة ب"المنتور Almentor" كان بسبب الرسائل الهائلة التي كانت تصل إيهاب باستشارات عديدة ومن أشخاص متعددة، وكان يحاول أن يرشدهم وينصحهم بحسب خبرته الطويلة، وفي العادة كان الرد من هؤلاء الأشخاص لإيهاب بأنه "المنتور الخاص بهم"


وبالنسبة لإيهاب المرشد "المنتور" هو عقول العرب، وعقول الأشخاص الذين يسعون لتقديم علمهم بشكل مستمر.


وبحسب كلمات إيهاب: "المنتور الحقيقي هو كل ما في الكون، فكلما زادت حكمة الإنسان كلما نظر إلى الأمور بنظرة تعلم وتطور"


"الأفكار الجادة، وبالأخص التعليمية، استهوت العقول العربية بشكل هائل"


"أغلب التحديات التي من الممكن أن تواجه رواد الأعمال في بداية طريقهم هي إيجاد جماهير للمحتوى المقدم، فالبعض كان يقول أن الشعوب العربية لا تستهويها الأفكار الجادة بل يفضلون المحتوى الترفيهي، ولكن بحسب تجربة "المنتورAlmentor "لقينا أن العكس صحيح، فنجاح المنصة كان هائلاً بعدد الأشخاص المقبلين عليها"


"مبدأ التعليم عن بعد لم يكن متواجداً في المنطقة العربية، وساعدتنا كورونا للترويج عنه"


من التحديات التي واجهتها منصة المنتور Almentor في بداية طريقها هي عدم استيعاب البعض فكرة التعليم عن بعد، وأهمية استخدام الانترنت بالمحتوى الأكاديمي، ولكن في ظل جائحة كورونا أصبح التعليم عن بعد هو الوسيلة الوحيدة للحصول على المواد التعليمية.


عَلّقَ إيهاب: " قبل كورونا كنا نفكر بحملة دعائية كبيرة مع منصات تعليمية عالمية للترويج عن التعليم عن بعد، والتعلم الذاتي، بهدف التشجيع على التعلم المستمر، وتنمية المهارات، ولكن في ظل الجائحة لم نحتاج لصرف مبالغ هائلة للترويج عن هذه الفكرة"


وأضاف: " قبل كورونا كانت منصة المنتور Almentor متواجدة لثلاثة سنوات، وفي بداية الجائحة قررنا فتح المنصة لتكن مجانية للزوار العرب، وخلال ثلاثة أيام صدمنا بعدد المقبلين عليها بهدف التعليم، حيث كانت أعداد الزوار في ثلاثة أيام توازي الأعداد في ثلاثة سنين، وهذا علّمنا أن لا يوجد مساحة محددة لاستقطاب الجماهير العربية طالما المحتوى مقدم بجودة، وأثر عالي"


"هناك فرق بين التعلم والتعليم، فالهدف الرئيسي من التعليم هو أخذ الشهادة، أو الرخصة في تخصص ما، أما بالنسبة للتعلم هو ما يجب على الإنسان اتباعه ليتطور."


"القدرة على الترك أساس النجاح"


ألهمنا إيهاب بقوله: "القدرة على الترك أساس النجاح، فهناك أمور كثيرة في الحياة تعطلنا عن أعمالنا ولكننا لا نستطيع أن نتخلى عنها، ولكن هناك أهمية كبيرة بامتلاك القدرة عن التخلي عن ما يؤذينا في حياتنا، هنا يكمن نجاحنا، فالقدرة على الترك فضيلة يمتلكها الناس الأقوياء"


"أشعر بالتحفيز عندما أُلهم أبنائي"


حافز إيهاب في العمل الجاد شخصي، وبحسب كلماته: "حافزي بالعمل الجاد أن أُلهم أبنائي، أريد أن يشعر أبنائي بالفخر بأنني والدهم"



بقلم هبة سكجها



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وحدة قياس القوه

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة