سألني صديقي بينما كنت أخبره أنني كسرت رقمي القياسي وقرأت هذا الشهر ٩ كتب .. فسألني كيف أحببتي القراءة إلى هذا الحد؟

هذا سؤال لم أفكر فيه من قبل .. ولا أملك له أي إجابة واضحة .. لكنه جعلني أعود لأول مرة أقرأ فيها كتاب غير كتب المدرسة ولا أعني قصص الأطفال المصورة .. بل أتحدث عن أول كتاب أدب اقرأه .. ولا أخفيكم سرا أنني لا أذكر كلمة من ذلك الكتاب .. كان كتاب الأغاني للأصفهاني .. لأنه كان من الصعب على فتاة في الثانية عشر من عمرها أن تستوعب كتاب توفى كاتبه عام ٣٥٦ ﻫ .. لكنني أذكر جيداً ذلك الشعور الذي غمرني حينها .. فقد وقعت في حب تلك الأوراق التي اصفرت من شدة قدمها وتلك الرائحة التي تعطي روحي نفس القدر من البهجة التي تعطيها لها رائحة محشي ورق العنب .. تلك الأشياء التي أخذتني إلى عالم آخر .. ذلك العالم الأوسع والأجمل على الإطلاق .. العالم الذي أهرب إليه كلما ضاق عليا عالمي .. لم أعر وقتها اهتمام كبير لعدم فهمي لذلك الكتاب و تلك الكلمات .. فقد كنت على يقين بأنني يوما ما سأعاود قراءته وسأعرف معنى كل حرف جيداً .. ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن القراءة .. وسهلت الكتب الإلكترونية المهمة.. فحتى مع فقدان وجود الورق ورائحته التي كان من الصعب توافرها في ذلك المكان الذي عشت فيه .. كانت المتعة حاضرة .. تلك الساعات التي تقضيها منفرداً .. تطلق فيها لنفسك العنان .. فتشعر و كأنك لو وقفت الآن لن تلمس قدماك الأرض .. تطير إلى دنيا أخرى ويصبح الكتاب بأحداثه جزء منك .. فمع كل بداية كتاب جديد تحزم روحي أمتعتها لتبدأ رحلة جديدة .. تعود منها عند النهاية روح أكثر سعادة و بهجة و محملة بأشياء لم تكن تعلم عنها شئ .. لم تصبح القراءة هواية فقط .. بل أصبحت ملجأ للهروب وضرورة للإستمرار .. فعند كل نهاية أعلم أنني سابدأ رحلة جديدة لا تقل عنها متعة ..




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة بالتوفيق ان شاء الله

إقرأ المزيد من تدوينات إسراء علاء الدين

تدوينات ذات صلة