هل للإنسان حرية في الإختيار أم أنه يمشي مجبر في طريق مرسوم له ..

هناك اعتقاد شائع بأن حياتنا جبر لا اختيار لنا فيها .. وهذا اعتقاد خاطئ تماما .. فالله يعلم كل شئ ولكنه لا يجبرنا على الفعل .. كما قال تعالى في كتابه الكريم ( إن الله لا يأمر بالفحشاء ) .. فالله عّلِم ولكنه لم يأمر .. فما من شيءٍ إلا و يتم بمشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة وعلمه السابق .. الله عليم بما كان وبما سيكون و يعلم ما سيؤدي له اختيارك .. عندما تكون أمام اختيارين يعلم الله ماذا ستختار لكنه لا يأمرك بهذا الاختيار .. إنما يرسم الطّريق و يقضى أنّ من يمشي في هذا الاتجاه يحقق النتيجه التي في أخره و على الإنسان أن يقرر و يختار و يتحمّل مسؤولية اختياره .. (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) ..

و الإحساس بالمسؤولية أيضا دليل على الاختيارية .. فلو كان الإنسان مجبور لما شعر بالمسؤولية في أعماقه .. و لو كان صحيح أن كل أفعالنا قهرية أو جبرية لتساوت حركة القلب بكرحة اليد .. فحركة القلب اجبارية لا تسطتيع التحكم بها .. أما اليد فأنت مسؤول بالكامل عن حركتها .. و الفرق بينهم يدل على أن الإنسان له نطاق حرية .. فهو لا يملك أن يتحرك إلا في إطار الحدود ، و ضمن القوانين التي رسمها الله له ..بمعنى أن الإنسان مخير ومسير .. فهو مسيرلا يخرج عن ماقدره الله و مخير لأن له عقل ومشيئه لكنها تابعة لمشيئه الله عز و جل .. كتب الله ماذا سنفعل و لكن يظل القضاء و القدر معلق باختيارنا .. ولذلك نثاب على طاعتنا ونعاقب على معاصينا .. و إلا لكان من الظلم أن يحاسبنا الله على شئ لم نختاره بالفعل .. و الظلم على الله محال .. و كل ما أدى إلى المحال فهو محال .. لكن هذا لا ينفي وجوب الإيمان بالقضاء و القدر .. و الدليل حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه(( ..

إقرأ المزيد من تدوينات إسراء علاء الدين

تدوينات ذات صلة