اناقش قضية الصراع الاكاديمي في الوسط الطبي وأضع الحل لها .


الصراع في اي بيئة أكاديميه امر شبه حتمي، والوسط الطبي ليس بمنأى عنها.

فهو امر طبيعي في بيئة متعددة المشارب والافكار.

فى العقد الماضي ظهر صراع غريب ناتج عن ضحالة الثقافة العامة وضعف الشخصية عند بعض الاطباء خريجي جامعات شمال امريكا وكندا ، فأصبحت الشهادة هي التى تحدد كيفية التعامل مع القطاع الطبي وبيئته الأكاديمية.

من هنا خرج لنا مصطلح Canadian syndrome .

فصاحب هذه الظاهرة ترك الحق في اتخاذ القرار الطبي،

واصبحت عزة النفس نقطه ينتهي عندها ألف شخص.


وفي هذه الظاهرة كأن علم الطب اختزل في الجامعات الكندية والأمريكية فقط .

وقد أ وجز وأفاد المنفلوطي في هذا الصدد :

ان

بعض العلماء يدهشك اعوجاجهم،

وبعض البسطاء يدهشك استقامتهم،

فلا تكونوا أسري للعناوين وعبادا للألقاب.


و ألقت سلبية هذه الظاهرةبظلالها على المجتمع الطبي في الخليج وبخاصه الكويت ، مما أثر سلبا على جوده الخدمة الطبية للمريض والبيئة الأكاديمية فيها.


إن التخصص الوحيد الذي لن تجده يدرس في جامعات الدنيا هو: الادب والاخلاق،

فالادب لا تحصل عليه في الجامعة او من المعرفة، وفي الحقيقة الادب هو انعكاس للحكمة.

والأخلاق الكريمة مقرونه بالفلاح،

فقد تكون ناجحا في اختبار البورد، ولكن ليس بفالح في حياتك الاجتماعية والعملية،

وهنا يدخل دور الاخلاق في حفظ المبادئ وصون القسم الطبي.


إن التعدد في المدارس الطبية يعد ثراء ولكن تكمن المشكلة إذا جزء اخر يرى من صدوق مغلق في عدم تقبل الاخر،

وكأن المدرسة الكندية هي التي تحمل ماهية الطب وكل المدارس الاخرى يجب ان تنصهر فيها. ومن الجدير بالذكر أن نسبة الصراع ليست ثابتة فقد تخضع للتغيير وعدم الثبات،

ويتحكم في ذلك مدى قناعة الفرد بقيمه وأفكاره ومبادئه، ولكن يجب الحذر من تفاقم الصراع لأن تفاقمه قد يحوله إلى صراع هدام.


إن إدارة الصراع مسؤولية كبيرة في الوسط الطبي،

أفضل طريقه لاحتواء هذا الصراع، بتوفير مناخ مناسب أساسه الاحترام المتبادل بين للأطباء،

ومن وجهه نظري الطريقة المثلى هي بخلق مدرسه عربيه طبيه تعزز الهوية العربية الوطنية،

فلا يصح في بلد عربي عملاق في الامتداد الحضاري والثقافي مثل الكويت ان تناقش حاله مرضيه في لغة أخرى، وهذا لا تجده في فرنسا، إيطاليا، تركيا، اليابان، وكوريا الجنوبية.

وتحدثنا بلغه أخرى لا يدل على ثقافتنا وانما يدل على جهلنا بلغتنا العربية ومحرومون من جمالها.

وتحدثنا بلغه أخرى يوحي بإصابتنا بشلل تاريخي بحضارتنا واهتزاز بهويتنا.


واختم بقول شوقي:


إن الذي ملأ اللغات محاسنا

جعل الجمال وسره في الضاد بو شملان:د. يوسف النجار74w


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د.يوسف النجار

تدوينات ذات صلة