أناقش في هذه المدونة اربع قضايا رئيسيه في الطب والسوشال ميديا : من ضمنها مفهوم العمل الطبي و التشخيص الطبي.
إنّ العمل الطبّي هو نشاط انساني يتوائم في أدائه مع القواعد والأصول الرّاسخة في علم الطب ويتّجه في ذاته إلى شفاء المريض. علم الطب مُؤسس على اسس علميه تجريبيه.
التخصص الطبي يحتاج الى حرفه فكريه واسعه، وصناعه القرار الطبي يحتاج الى خبره كبيره جدا لا تختزلها مواقع التواصل الاجتماعي.
في الآونة الاخيرة اختلط بين علم الطب والمدعين في التطبيب، فولد لنا نوع من الفوضى الطبية عجيبة في الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي ، وكذلك خرج لنا بعض من مشاهير السوشال ميديا وبعض الاطباء( هداهم الله ) ممن تجاوزا علمهم وأَتوا بالعجائب ، هؤلاء مستفيدين ماديا من خلال الإتجار بآلام المرضى وهذا الامر اخلاقيا وانسانيا مرفوض. هذه الظاهرة ولدت حَيْرَه في المجتمع ، وبطبيعة الحال هذه الحيرة تُولد عند الانسان نوع من الكسل الفكري فيصعب عليه التميز بين الخطأ والصواب في هذه المسألة. ما يعرض على قنوات التواصل الاجتماعي ،
أفضل طريقه هي معاينه هذه المعلومات الطبية من خلال توجيه أسئلة الى اهل الاختصاص في العيادة.
المرضى والسوشال ميديا:
كثيراً ما تأتيني عبر منصات التواصل الاجتماعي استشارات يطلب مني أصحابها رأيي الطبي في (تقرير أشعة) أو (تحاليل)، او التشخيص والعلاج.....
الاجابة كالاتي : إن صناعه القرار الطبي يحتاج الى خبره كبيره جدا لا تختزلها مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يمكن إعطاء الرأي الطبي عبر منصات التواصل الاجتماعي بمعزل عن معرفة تفاصيل حالة المريض، وفحصها اكلينيكيا لتقييم الحالة وإعطاء التشخيص الصحيح ....
التقارير هي امتداد للفحص الاكلينيكي ومساندة له .
وهذه التقارير لا تحل محل معرفه حاله المريض (History) والفحص .
من يطلب التشخيص والعلاج عبر منصات التواصل الاجتماعي يهرول الى الخطأ الصحي !!!
د.يوسف عبدالعزيز النجار
طبيب مخ واعصاب
، نائب رئيس جمعيه الاطباء الكويتيين في كندا
التعليقات