في مجتمعاتنا للأسف مفهوم المضاعفات الطبية غائب عند الأغلبيه....
العمل الطبّي هو نشاط انساني يتوائم في أدائه مع القواعد والأصول الرّاسخة في علم الطب، ويتّجه في ذاته إلى شفاء المريض، وهو لا يصدر إلّا من شخصٍ مرخّص له قانوناً بمزاولة مهنة الطب.
ومن أهم ما يتطلبه القانون لإعطاء هذا التّرخيص حصول طالبه على المؤهّل الدراسي الذي يؤهِّله لهذا العمل الانساني النبيل.
الخطأ الطبي او المضاعفات الطبية هي نتيجة مؤلمه يعمل القطاع الطبي لتجنبها.كما يحدث في كثير من الأحيان في الطب، المضاعفات الطبية قد تكون نتيجة عوامل متعددة ادت إلى هذه النتيجة المؤلمة.
ولا تخلو اي دوله منها مهما تقدم القطاع الصحي فيها من خطأ طبي.
في الكويت لا توجد نسبه دقيقه،ولكن الاعلام يشعل بين الفينة والأخرى فتيله هذه المعضلة. للمضاعفات والاخطاء الطبية أسباب متعددة، ولكن غالبًا تخرج الاخطاء عندما يعمل الأطباء في نوبات (الخفارة) لمدة 24 ساعة عملا متواصلا.قد تصل بعض الاحيان 12 ساعة دون تناول الطعام أو الشراب. لأنه ضمير الطبيب يحثه على اعطاء الأولوية لاحتياجات مرضاه باستمرار فوق احتياجاته الإنسانية الأساسية. هل يمكننا أن نلوم الأطباء الأفراد على نتيجة حدثت في بيئة عمل لن يجدها أي شخص عاقل مقبولاً؟؟؟الأطباء الجياع، المنهكين والمجهدين يخطئون.
الاطباء بشر ليسوا الات لا تخطأ وحتى الآلة غير منزهه من الخطأ.
ان ثقافة المجتمع المبنية على اللوم،وكذلك تخلى الإدارة الصحية من تحمل مسؤولياتها جعلوا الطبيب كبش فداء،وجعل الطبيب كالمجرم في حالت المضاعفات الطبية هذا امر مرفوض جملة وتفصيلا.
ان استيعاب الواقع الطبي الكويتي وكيف جاء الخلل في تركيبة البيئة الطبية يضع الامور في نصابها،وحتى لا يصبح المريض والطبيب معا ضحايا للتقصير الاداري الحكومي والإعلامي،يجب تبني عنصرين أساسيين لاستقامت هذا الخلل،العنصر الاول على المجتمع ان يفهم الفهم الحقيقي المقاصدي لعمل الطبيب اذا ضيع المقصد ضاعت الحقيقة .العنصر الثاني على من يتولى الإدارة الطبية ان يتسم بالورع والضمير،وان لا يتلاعب في الإدارة والاعمال الطبية ويتم وضع الامور في موضعها.
د. يوسف النجار
طبيب مخ وأعصاب
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات