الأخوة هي العلاقة الأجمل والأروع في العالم ، لا تستهن بها أبدا
"لازلت أفكر فيكِ برغم بُعدنا الشديد ، أكتب لكِ الآن وأنتِ بعيدة جدًا عني ، أعلم أني أخطأت عندما لم أوافق على رأيكِ وصممت على رأيي بأن أترك المنزل وأغادر رغم حاجتكِ الكبيرة لي ، فأنا شقيقكِ الوحيد والذي لطالما كنتِ تثقين به وبحبه لكِ ، لكنني تركتكِ لسبب تافه جدًا لا يمكن أن يُغتفر. أنا مُخطئ تمامًا ، أين أنا من الموضع الذي جعلتِه لي وحدي فقط لأنني الأفضل ، شقيقكِ الوفي المخلص ، لم أعد حيان بعد اليوم يا آسية ، لا تتحدثِ إلي مرة أخرى إذا لم تردِ ذلك ، أتفهم شعوركِ ، فأنا المخطئ في النهاية ، لن أسامح نفسي ، وسأدفع الثمن طيلة حياتي ، لأن قلبي يؤنبني في كل ثانية ، لا بل في كل لحظة ، أعدكِ أن أعود قريبًا ، ورجاءًا إصفحي عني ، أنا لا أهتم لما سيحدث لي عندما أعود ، ما يهم حقًا أن أراكِ ثانيةً. لم أكن شقيقًا حقيقيًا أبدًا فالشقيق هو مشتق من الشق ، وهو يعني الجزء من ، أما أنا فلست جزءًا منكِ ، أنا أناني جدًا ، لذا فلا يمكنكِ أن تطلقي علي اسم شقيق ، كنت أحب سماعها منكِ كثيرًا ، وحتى الآن أود أن أسمعها مجددًا ، أتذكرين عندما كنتِ تيقظينني فجرًا لنؤدي الصلاة ثم نذهب معًا إلى المدرسة ، لازلت أذكر ذلك اليوم الذي تشاجرتِ فيه مع صديقتكِ عندما كنتِ في السادسة من عمرك ، أنا آسف لأنني لم أكن جيدًا لأكون شقيقكِ ، وتركتكِ سريعًا لأحقق جزءًا من أحلامي ، ونسيت أنكِ أهم شئ في حلمي.
شقيقكِ : حيان"كانت تلك أحدى الرسائل التي يرسلها إلي حيان يوميًا في الصباح الباكر ، أظنه الآن ذاهبًا إلى الجامعة ، كما هو دائمًا يرسلها إلى ورقيةً عن طريق البريد الجوي ، منذ أن تركني وأنا لا أستطيع بدأ يومي بدون رسالته والتي عادة ما تصلني في السابعة صباحًا ، لم أكن أهتم بالرد على رسائله ولم أكن أريد ذلك ، ببساطة لأنه تركني وذهب ، كانت يدي عاجزة تمامًا عن الكتابة طيلة الأربع سنوات التي تركني فيها ، تركني وحيدة بلا سند ولا دفئ ، كنت أستمد منه القوة كل صباح ، لكن الآن ما عدت أستمد منه القوة ، أصبحت أستمدها من رسائله اليومية المكتوبة بقلبه ، هو يعلم دائمًا أنني أحب الرسائل الورقية وأحب قرائتها صباحًا ، لم يتخلف يومًا عن إرسال واحدة لي ، وأحيانًا كان يرسل أكثر من واحدة ، اليوم أمسكت قلمي مجددًا ، أمسكته بعد أربع سنوات ونصف تقريبًا لأكتب له
" أنتظرك شقيقي ، أنت ما زلت شقيقي. أجل ، لم أكن أراسلك منذ أن تركتني وذهبت ، ليس لأنني لم أرد مراسلتك ، بل لأنني لم أستطع إمسلاك القلم والكتابة به مجددًا ، كنت عاجزة تمامًا ، لكن اليوم ها أنا أقول لك أنني سأنتظرك حتى تعود ، كما أنني لم أعد غاضبة منك ، تذكر ذلك جيدًا ، عش بفرح بقية أيامك هناك ، لا تترك قلبك وضميرك يؤنبك كثيرًا ، أنا معك هناك ، معك في قلبك دائمًا ، كما أنني لم أغضب لأصفح عنك ، وأسأل الله أن يغفر لك وأن يهديك إلى طريقه المستقيم ، تُصبح على جنةٍ ^^
شقيقتك المُحبة : آسية"
#آسية_ممدوح
#حيان_آسية
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات