الصلاة عماد الدين، وهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين.
هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
هي عماد الدين، وهي صلةٌ بين العبد وربه.
قال عليه الصلاة والسلام فيها: «إن أحدكم إذا صلى يُناجي ربه».
وقال الله -عز وجل- في الحديث القدسي: عن أبي هريرة: «قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين نصفُها لي، ونصفُها لعبدي، ولعبدي ما سأل فإذا قال: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمين} قال: حمدني عبدي؛ فإذا قال: {الرحمنِ الرحيمِ} قال: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال {مالكِ يومِ الدينِ} قال: مجدني عبدي، فإذا قال: {إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ} قال: هذه الآيةُ بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدِنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين} قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل»
مجموع الفتاوى ٨/٧٥ صحيح • أخرجه مسلم (٣٩٥) •
الصلاة نور المؤمنين في قلوبهم ومحشرهم، قال عليه الصلاة والسلام: «الصلاة نور» وقال: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة».
تُمحى بها الخطايا وتُكفر السيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه (وَسَّخَهُ) شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر»، «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة».
أولًا: الوضوء
والوضوء عبادة عظيمة تخر بها كل الخطايا:
«إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ».
الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم.
صفة الوضوء:
كان عليه الصلاة والسلام إذا قام للوضوء غسل كفيه ثلاث مرات أولًا، وهذا مستحب، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه عموماً من منابت شعر الرأس إلى الذقن طولًا، وعرضًا إلى فروع الأذنين، ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع أذنيه، ثم يغسل رجليه مع الكعبين، هكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم، هذه صفة وضوئه يغسل كفيه ثلاثًا أولًا ولاسيما إذا قام من النوم يتأكد ذلك فيجب أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل إدخال يده في الإناء، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق ويستنثر ويغسل وجهه.
والواجب مرة، الواجب مرة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ثم يغسل ذراعيه مرة مرة مع المرفقين، ثم يمسح رأسه كله مرة واحدة مع أذنيه، يدخل أصبعيه سباحتيه في صماخ أذنيه ويمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه، ثم يغسل رجليه مع الكعبين مرة واحدة هذا الواجب، وتوضأ لهم مرتين مرتين وتوضأ لهم ثلاثاً ثلاثاً حتى يعلموا السنة، فالمرة الواحدة هذه فريضة، والمرة الثانية سنة، والثلاث هي الكمال، أفضل ما يكون ثلاثاً ثلاثاً، وهو الغالب من فعله عليه الصلاة والسلام، إلا الرأس مسحة واحدة لا يكرر ثلاثًا، الرأس يمسحه مرة يبدأ بمقدمه إلى قفاه ثم يرد يديه إلى المكان الذي بدأ منه.
ثانيًا: الصلاة
قال عليه الصلاة والسلام: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر»، «وأتاه ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله! إنه ليسس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟؟ قال: نعم. قال: فأجب» خرجه مسلم في صحيحه، فهذا رجل أعمى لم يأذن له النبي ﷺ في التخلف عن الجماعة، وفي اللفظ الآخر قال: «لا أجد لك رخصة».
وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».
وأخرج مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» وهذا يدل على أنه كفر أكبر قال: الكفر والشرك، فأتى بالكفر المعرف والشرك المعرف، وهذا دليل على أن المراد به الكفر الأكبر، وإن كان بعض أهل العلم رأى أنه كفر دون كفر إذا كان غير جاحد لوجوبها بل يعلم أنها واجبة ولكن تساهل، فقد ذهب جمع كبير من أهل العلم حكاه بعضهم قول الأكثرين: أنه كفر دون كفر، وأنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكن الصحيح الذي قامت عليه الأدلة أنه كفر أكبر وهو ظاهر إجماع الصحابة قبل من خالفهم بعد ذلك.
صفة الصلاة عن الرسول ﷺ:
أعدل صلاة وأكمل صلاة عليه الصلاة والسلام، فيقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» كان يصلي صلاة فيها الطمأنينة وفيها الركود والخشوع عليه الصلاة والسلام:
يبدؤها بالتكبير: الله أكبر، ثم يستفتح قبل القراءة، والأغلب يستفتح بقوله: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»، هكذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه سأله عن سكوته بعد التكبير فقال: إنه يقول هذا الدعاء، في صلاة الفريضة وهكذا النوافل، وإن استفتح بالحديث الآخر: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» فحسن.
ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الحمد الفاتحة يقرؤها قراءة مرتلة ومطمئنة، يعطي الحروف حقها، فإذا قال: «وَلا الضَّالِّينَ» [الفاتحة:7]، قال: آمين، في الجهرية يجهر كالمغرب والعشاء والفجر والجمعة، وفي السر يسرها بينه وبين نفسه، ثم يقرأ ما تيسر من السور أو الآيات، كان يطول في الفجر، يقرأ من طوال المفصل، وفي الركوع يطمئن ولا يعجل، ويأتي بالتسبيح: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم) خمس مرات أو سبع مرات، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) في الركوع، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ويركد يضع يديه على ركبتيه، يسوي رأسه مع ظهره معتدل مطمئن، ثم يرفع رأسه قائلاً: (سمع الله لمن حمده) إذا كان إماماً أو منفرداً، وإن كان مأموم يرفع يقول: (ربنا ولك الحمد) أو (اللهم ربنا لك الحمد)، ثم يكمل: (حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد)، وربما زاد عليه الصلاة والسلام بعد هذا: «أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد»، يعني: يطول في هذا الركن يعتدل ويطمئن.
ثم يسجد ويعتدل في السجود على أعضائه السبعة: أطراف قدميه وركبتيه وكفيه ووجهه يجعل جبهته وأنفه على الأرض، ويعتدل يرفع بطنه عن فخذيه، يجافي عضديه عن جنبيه، يرفع ذراعيه عن الأرض يعتمد على كفيه، يطمئن ويقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ويكررها خمسًا أو سبعًا أو عشرًا ويقول: (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني)، (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره)، (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، يدعو في السجود، كان النبي ﷺ يدعو في السجود ويقول عليه الصلاة والسلام: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» أي: حري أن يستجاب لكم، ويقول عليه الصلاة والسلام: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء».
فالسنة أن يطمئن في السجود ويكثر من الدعاء في السجود مع قوله: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات خمس مرات سبع مرات، ولا يُعجل.
ثم يجلس بين السجدتين ويطمئن ويركد ولا يعجل، يقول: (رب اغفر لي رب اغفر لي رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني)، بين السجدتين يطمئن، ويجلس على رجله اليسرى يفرشها ويجلس عليها وينصب اليمنى إذا استطاع ذلك، ثم يسجد الثانية مثل الأولى يطمئن فيها ويقول فيها مثلما قال في الأولى، هكذا صلاة النبي عليه الصلاة والسلام، وفي آخرها بعد الثنتين يجلس للتحيات يقرأ التحيات إلى قوله: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، ثم ينهض إلى الثالثة، وإن صلى على النبي ﷺ فهو أفضل، النبي ﷺ ربما نهض وربما صلى على النبي ﷺ ثم نهض إلى الثالثة، ثم يقرأ في الثالثة الحمد فقط، هكذا روى أبو قتادة الأنصاري عن النبي ﷺ: أنه كان يقرأ في الثالثة والرابعة في الظهر والعصر بفاتحة الكتاب في الثالثة والرابعة، وهكذا في الثالثة من المغرب، والثالثة والرابعة من العشاء بالفاتحة، وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر بعض الشيء زيادة بعض الأحيان فلا بأس؛ لحديث أبي سعيد الوارد في ذلك.
الآن تعالوا بنا نتحدث بعد أن أوضحنا أدلة وجوب الصلاة وأهميتها..
-الآن بعضكم سيخبرني أنه لن يستطيع الصلاة وهو يقوم بكم هائل من الذنوب، حسنًا؛ جميعنا نخطيء، إذا انتظرت حتى تتوقف عن ارتكاب الأخطاء لن تُصلي أبدًا، حتى أنا أُخطئ، لكنني أتوب ولا أترك طاعةً بسبب معصيتي، عندما تعود إلى الله ستجد أبوابه مفتوحةً على وسعها لك، ستبتعد تدريجيًا عن المعاصي والآفات، قال تعالى: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)» |سورة العنكبوت.
-ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح».
أرأيت كيف يفرح الله بتوبة العبد العاصي، هيا قُم وأبدأ صفحةً جديدةً مع الله، عِدني بأنك ستبدأ الآن وستنسى كُل ما مضى، صدقني ستشعر بفرق كبير حين تقترب من الله، ستشعر بكم من الألم على تضييعك لذلك الأمان طيلة فترة البُعد، هيا عِدني بذلك.
-تخيل أنك تقف أمام الله وتحدثه بما في نفسك كل يوم خمس مرات، خمس مرات تُخرج فيها كل ما تتمنى، وكل ما يؤلمك أمام الله، وحينما تنتهي ستجد تلك الجبال حتمًا قد أُزيلت تمامًا عن كاهلك.
«فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)» | سورة النساء.
-روان ابنة ممدوح
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نورت💜