امتى أعرف إن المريض بيحبني مش كلام بيتقال فى نوبة مرضية وتحت تأثير العلاج والمرض؟ المقال بيحاول يجاوب على الأسئلة دي
أعرف منين إنه بيحبني/ بيكرهني مش كلام فى نوبة؟
الموضوع صعب جداً. وغالباً فى المقال هتلاقي توضيحات وملاحظات فقط. بس خلينيّ أحاول.
(1) غذّى نفسك بالمعرفة عن المرض النفسي وتحديداً مرضها واسأل طبيبها، قبل ما تغذى مشاعرك العاطفية منها.
(2) هل بتهزّر مع العلاج ولا منتظمة؟
(3) هل أنت سليم ولا مريض؟
الإجابة على الأسئلة هيحددوا أكتر من 80 % من مصير العلاقة.
من خلال فهمك لمرضها هتقدر تعرف هيّ فى انهباط فما تاخودش كلامها الجارح على صدرك. هل مراقبة نفسها ومتابعة العلاج ولا محتاجة مساعدتك وهتنتظم ولا مش مؤمنة أصلاً بجدوى العلاج؟ طبيعة شخصيتها ضعيفة ولا قوية؟
ـ لو أنت مريض نفسياً فأوعي ترتبط بمريضة. وللأسف العلاقات العاطفية بين المرضى شوفتها متكررة جامد فى جروباتي (اصحاب الاضطرابات الوجدانية عموماً، عشان عندهم ابداع وكريزما وأمكانيات مثيرة للاعجاب فعلاً). أنت محتاج سَند وعكاز تستند عليه فى وقت نوبات مرضك.
فيه كمان احتمالية إنك لو مريض فهتخلّف عيّل يرث سمّك، لكن لو أنت ومراتك مرضى أو حد من الدرجة الاولى عندها مريض فمؤكد أن الجنين هيشيلك سِمّك. والحقيقة إن موضوع الانجاب عند المرضى إشكالية كبيرة مش هعرض رأيّ هنا. الخلاصة : ارتبط بحد سليم.
كما ذكرت؛ الموضوع صعب جداً. لإنك بتتكلم فى مشاعر لا تخضع كثيراً للسيطرة والمنطق. عاوز أمثلة؟
فى جروباتي ـ وحتى لما خرجت للعلن ـ صرّحت لي بنات (بوردر لاين بالأخص) بحبهم ليا و: انت شخص استثنائي، أنا بحبك، أنت الوحيد اللى حاسس بيا بجد، أنا مش هلاقي زيك، نفسي نرتبط ببعض يا علي، إلخ إلخ.
كنت عارف إن الكلام نابع من انفعالات العلاج فمابخدوش على محمل الجد نهائياً ( العلاج بيرقق المشاعر، بيهيّبر إلخ إلخ. مرة مريضة بعتتلي صورتها وهي شبه عارية! قَعدِت بتاع 3 ايام تعتذر وتتأسف ودخلت فى اكتئاب حاد بعدها، وأنا أهوّن وأقسم لها إنى حذفت الصورة أول ما شوفتها، وإني متفهم مرضها ومش باخد "بظاهر النص" إلخ) وبالفعل؛ لما الأعراض بتروح؛ العلاقة بتصبح فاترة. بل منهم اللي كانت بتناصبني العداء! ومنهم اللى كانت بتعمليّ بلوك زي البنت اللى بعتت الصورة (بعد النوبات غالباً المريض بيحس بشعور بالذنب والخزي متضخم وغير صحيح).
بمرور الوقت والمواقف كنت بعرف مين اللى بتحبني فيهم بجد (بصرف النظر عن الموود) فبكل ذوق واحترام بقولها إنى رافض مبدأ الارتباط تماماً.
وده مفتاح لفهم اللى بتحبها : بالإضافة للمعرفة فالمواقف والاحتكاك معاها يفهمّك كتير عن ـ مجازاً ـ "ثوابت" شخصيتها.
برغم كل احتياطاتي ولإني فى النهاية إنسان؛ حبيت واحدة مريضة جسدياً ونفسياً خربتلي الموود، وبعد 4 سنوات من نزيف المود قررت بتر العلاقة، وكان درس شديد شديد القسوة. أنا اللى عمري ماهزّرت مع الدواء هزّرت مع مبدأ لا يصح الهزار معاه إطلاقاً.
كمريضة: محتاجة شخص يكون فاهمك كويس. يبقى فاهم تصرفاتك النابعة من المرض ومايخلطهاش بشخصيتك الحقيقية.
كشخص سليلم : فالحب وحده مش كفاية، لازمن تغذي نفسك بالمعرفة وتفهم.
أنا أؤمن بالحب. مرضى حكولي عن التأثير المدهش للزواج والحُب مع المرض. حتي طبيبي من آن لآخر ينصحني بالارتباط وإنه مهم ليا وإن شخصيتي ـ من وجهة نظره اللى مختلف معه فيها ـ تنزع للكمال و : مش شايف فى الحياة غير العلم يا علي، ولسعان العباقرة اللى واخدك ده. فى حاجات المفروض تديها أهتمام أكتر من كده، الارتباط هيروّض عندك اللسعان ده.
بعتذر لو المقال مافيهوش إجابة مُرضية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات