كيف أتعامل مع الطبيب؟ هل أحكي له قصة حياتي مع المرض منذ البدأ أم أسرد الأعراض فقط؟

كيف أتعامل مع طبيبي النفسيّ؟

يقول المَثل المصري : اللى بيفهم بيريّح. ولكي ترتاح أنت وهو إليك هذه الخطوات:

1- "نووت" صغيرة تكتب فيها الأعراض التى توجعك، وحبذا إذا جَوّدت. مثال :


الأخبار الإيجابية :

ـ النوم صار 10 ساعات بعدما كان 12.

ـ القلق هدأت حدته قليلاً.

ـ عادت الطاقة قليلاً.

ـ آلام الظهر اختفت.

المشاكل:

ـ لا زال النوم كثير ويسبب مشاكل

ـ التركيز قليل.

ـ لازال القلق قائم.

ـ هل ثمة امكانية لتقليل الدواء الفاتح للشهية؟ بالكاد يدخُل البنطال فيّ.

ـ مع بعض المجهود أشعر بإعياء.


2 - لا تُغيّر الطبيب كل فترة. لِمَ؟

ـ ثمار العلاج تأخذ وقتاً، والتشخيص لا يكون فى جلسة جلستين.

ـ لا يوجد طبيب يثق فيمن قبله. والمرض معقد ومتشابك وليس كل الأطباء ماهرين.

ـ العلاج يتضمن ـ فى جوهره ـ جزء من "التجربة". الدكتور بناءً على تشخيصه يصف لك العلاج، ثم ينظر، ها؟ أجاءت النتيجة المأمولة من التشخيص؟ لا؟ إذن نُغيّر الدواء أو التشخيص إلى أن يتضح "مع الوقت" التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل.

ـ فتخيل حين تذهب إلى كل طبيب كل فترة ويختبر فيك، والله أعلم أكان فاشلاً أم ماهر.


متى أُغيّر الطبيب إذن؟

- كما قُلتُ؛ اصبر ولا تحكم سريعاً. دعه يُخبرك: فى خلال كذا من الأشهر الأعراض ستقل وستشعر بكذا وكذا. "الكذا" انتهوا و"المنيو" بالأعلى ثابت والمشاكل قائمة أو تعديلاتها طفيفة، إذن التغيير مطلوب.

ـ فى المرض نحن المرضى غير عادلين. فممكن الأخذ برأي معالج أو من له بصيرة (لا خاب من استشار). استشر من يفهم.


3 - افتح صفحة جديدة مع الطبيب. قل له إنك كنت مستهتر مع العلاج، ومزحت معه كثيراً، وأنك لم تكن بحق منتظم، وأنك حقاً تعبت من المرض وما ستكتبه يا دكتور سألتزم به. قل له كما قُلتُ له عرض عليّ العلاج بجلسات ضبط ايقاع: مستعد لنحت الصخر برموشي، فقط أخرجني مما أنا فيه.

اسأله : ماذا أفعل إذا فَعل فيّ العلاج كذا وكذا وكنتَ غائب أو مسافر؟

ليس لدي مانع من هذا العلاج، لكن أريد أن أعرف إلى متى ستستمر أعراضه كي أُجهز أموري وأتهيئ لأعراضه؟.

هذا يُكشف للطبيب إنكَ كما يقول ساراماجوا : خُلقت لأتحَمّل لا لأتنازل.

أتعرف ماذا كانت نتيجة كل هذا؟

صدق أو لا تُصدق، وصلت إلى مرحلة الجلوس مع طبيبي لنتفاوض على الدواء والحبر لازال على الروشتة بعدما كان يكتب الدواء و : "أراك بعد شهر"


طبيبي : اسمع يا جميل، سنأخذ نصف قرص (موداسوميل).

ـ لماذا؟ لقد حسَّن لي مزاجي.

ـ أعرف، لكن فيك بوادر هوس خفيف، فيَقِل.

ـ لِمَ لا نُزيد من جرعة (الجابتن 300) إذن؟ أم إنك تريد سد أي ثغرة للهوس الخفيف؟ تمشي بنظام درأ المفسدة مقدم على جلب المنفعة؟

ـ هههههه ذكيّ.

ـ طيب لِمَ لا نرفع جرعة (اللاميكتال)؟.

ـ لا، اللاميكتال يعمل مع التوليفة على منطقة فى المخ اسمها .. فسُشعل المزاج والطاقة أزيد من اللازم.

ـ والتركيز؟ هل يُمكن أخذ أوميجا ثري؟

ـ ممكن، وشُرب منقوع لبان الدكر سيُفيدك أكثر.


هذا المشهد يتكرر من آن لآخر، ليس فقط معيّ لكن أيضاً قيل لي من قِبل أصدقائي المرضى مع أطبائهم. مع العلم؛ يجب أن تعلم أنك تفعل هذا من رغبة فى تحسُّن حالتك، لا فى عقد صداقة مع الطبيب والمعالج. فهؤلاء قد أخذوا مناهج ودراسات فى التعامل معنا كي تظل العلاقة فى إطار المرض والعلاج (نظراً لخصوصية المرض وطبيعة العلاج).

أنت تتمرن لكي تكون صحتك جيدة وقوية لا لكي تُعجب بك الفتيات. لا تنسى دوماً المعنى من الأشياء وأنت فى سعيّ لها كي لا تتأذى.

ali shaheen

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ali shaheen

تدوينات ذات صلة