هذا كتاب جدير بالقراءة لإنه يحمل وعداً صادقاً بالاستفادة منه على أكثر من مستوى وبأكثر من شكل

موجز كتاب الاكتئاب، اضطراب العصر الحديث.

الدكتور عبد الستار إبراهيم ـ المؤلف ـ استاذ علم النفس الطبي والسريري واستشارى علاج نفسي وسلوكي و"السي في" خاصته ـ ماشاء الله ـ ملئ بالجوائز وخبرات كبيرة.


يُمكن ايجاز إيجابيات الكتاب في :

(1) اسلوب رائع ومُبسّط وسلس وسهل. يُمكن لأي شخص أن يفهمه. يصلح كمدخل ممتاز لأي شخص ليس لديه أى معرفة صحيحة أو دقيقة عن المرض.


(2) تكلّم ـ كما هو متوقع ـ فى البداية عن تعريفه وشرح أعراضه بتفاصيل دقيقة، وذكر ـ بشكل غير مباشر ـ أن الاسم الدقيق له انهباط وليس اكتئاب.


(3) عَرَض نماذج لكُتاب عرب أصيبوا بالاكتئاب. كالعقاد والمعري ومي زيادة ونجيب محفوظ. وأتى بأدلة من وقائع حياتهم وإيقاع روايتهم ما يؤكد ذلك. وذكر طرفاً من العلاقة بين الإبداع والاكتئاب.


(4) ذكر تفسيرات المدارس والمذاهب المختلفة التى تُفسر هذا الثقب الأسود فى الروح؛ كالمدرسة التحليلية والتفسير البيولوجي، ومن يتشيعون لأهمية عامل البيئة. وذكر ما لكل مدرسة وما عليها، ورصيد كل واحدة منها من الصحة والدقة فى فهم الكلب الأسود.


(5) تحدث باستفاضة ـ التهمت نصف الكتاب ـ عن العلاج المعرفي السلوكي وأساليبه، والسلوكيات التى تكون كالتربة الخصبة للإصابة بالاكتئاب؛ كقلة الثقة بالنفس، والتوتر، غياب التوكيدية، إلخ.


(6) عن العلاقات الاجماعية ومهاراتها تحدّث سريعاً، وعن السلوكيات السيئة التى تساهم عموماً فى سوء الحالة النفسية وكيف تتخلص منها تحدث بإسهاب.


(7) ذكر أنواع الأدوية وتاريخها وطريقة عملها. وكعادة الأطباء تكلّم سريعاً وبشكل مقتضب عن أعراضها الجانبية.


(8) وضع فى الكتاب مقاييس للاكتئاب والقلق، وسمات الثقة بالنفس ودرجاتها أسفل كل جدول لمساعدة المريض فى فهم سلوكه ومدى احتياجاته للطبيب أو الاخصائي


(9) الكتاب علمي وعملي بحق. يقف على أرضية علمية جادة لا كلام تنمية بشرية أو لايف كوتش. وبرغم سوداوية الاكتئاب لكنه ناصع فى وضوحه.


أما عن سلبيات الكتاب.

(1) اطناب كثيف، وضرب أمثلة كثيرة دون داعي.

(2) بعض المعلومات عفى عليها الزمن. لإن الكتاب صدر فى تسعينات القرن العشرين، فالكاتب يعتقد ـ كما كان يُعتقد آنذاك ـ أن خلل البوتاسيوم والصوديم هما السببان المؤديان للاكتئاب لا الدوبامين والسيرتونين.

أيضاً كان التصنيف التشخيصي والاحصائي للأمراض العقلية يعتبر ثنائى القُطب واضطراب المزاج الدوري واحد. حالياً تم الفصل بينهم كاضطرابين مختلفين.


ـ فى المُجمل؛ الكتاب رائع ويستحق القراءة وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية.

ali shaheen

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ali shaheen

تدوينات ذات صلة