كان أسبوعًا شاقًا ومليئًا بالعمل. كنت أتطلع للعودة إلى المنزل وأخذ قسط من الراحة. خلال عودتي بالحافلة، انشغلت بالتفكير في قرارات حياتي المصيرية.
مُنتظَرا وُصُول ثَلاثَة وَعشرِين راكبًا لِتنْطَلق حَافِلة الرِّحْلة مِن عَمَّان إِلى إِرْبِد أَشعُر بِالنُّعاس والْإرْهاق جسديًّا ، لَكنِّي ذِهْنيًّا أُرَاجِع كُلُّ أَحدَاث اليوْم اَلتِي ظننْتُ أَننِي نسيتْهَا فرحًا بِالْعوْدة إِلى اَلمنْزِل بَعْد غِيَاب…
أول مرة بحس بشعور الصياح بلا صوت ينسمع وانا صاحي وواعي، لأنه دايمًا بحس بهاض الشعور لما بكوبِس وانا نايم ومع إني كنت انفزع أولها بس هسا خلص صار الجاثوم صديقي بالكوابيس وجوده بطل يخوفني زي قبل واحيانًا صرت أحس إنه هيزورني أصلًا. باللحظة هاي بستنى الركاب بفارع الصبر وبستنى إنه الفترة اللي بعيشها تعدي بحلوها قبل مرها.
هاربًا من أخذ قرار مصيري يمكن، أو هاربًا من مواجهة حادة بين المنطق والمنطق، بين شبابي وشيخوختي، ومش عارف ليش تفكيري بحب يسبق الوقت وليش عندي إحساس دايمًا انه أنا مش بمكاني أو يمكن أنا مش قادر أكون واقعي. ولكن رغم تعب الركض هروبًا من المحتوم مستمتع ويمكن هاض اللي بهمني هسا.
"لو كنت نسافر في خيالي نزرع ونبني قصور ليالي" ومع اِختِيار هَاتفِي لِأغْنِية "حُلْم" مِن قَائِمة المفضَّلة، تَوقفَت الحافلة لِتعْبِئة الوقود حَيْث تَوقفَت مَعهَا أَخْذ نفسًا عميقًا وَسارِحا فِي خَيَال أُؤْمِن بِأَنه سَيصبِح حَقِيقَة لَكِن لََا أَدرِي متى وكيْف.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات