عندما تُستنزف عقولنا من شدة التفكير بكل ما يحيطنا، تحاول إنقاذنا من انفسنا وإعادة توجيهينا.
- متى سأجد الاستقرار؟
= نعم! ماذا تريد؟
- أريد أن أستقر، وأن أتوقف عن شدة التفكير بكل تفاصيل الأشياء التي أعيشها، أريد أن أشعر بالراحة هل تفهمني؟
= هل أنت تعيش في عالمنا؟
- نعم، أعيش في عالمكم وأنتمي إليه أيضًا!
= إذًا ما الداعي من تساؤلاتك هذه؟ تقبل عدم الاستقرار الذي تعيشه لأنه لن يتغير وستبقى على هذا الوضع طالما حييت.
- لماذا؟ ألا أستحق أن أستقر؟
= لا تستحق، ويؤسفني أن أخبرك أنك لن تستطيع أيضًا لأنك لا تنتمي إلى أي شيء فأنت تائه منذ طفولتك، وهذا أحد الأسباب، والأسباب كثيرة فأنت لم تُشفى وتتصالح مع أي صدمة من صدمات حياتك، ودائمًا تظن أن الشر فكرة وهمية وأن الخير هو السائد في عالمنا، وفي الوقت ذاته لا تثق بأي أحد، ولا تتوقع حدوث الأحسن ظنًا منك أنك لا تستحق أن تحصل على أي شيء جيد، فدائما ما يكون سعيك ناقصًا وهدفك مبهم، لا تستطيع أن تواجه مخاوفك، ولا أن تعترف بحبك لفتاة تغارعليها من نفسها. أنت غير قادر على اختيار أي لون تفضل أو وجبتك المفضلة التي لا تمل من أكلها يوميًا، باختصار أنت تحتاج إلى إعادة بناء من جديد، وبعدها حاول أن تبحث عن الاستقرار، ربما ستجده.
- ما كل هذه السوداوية، ولماذا تصفني هكذا، كأنني قطع صغيرة متناثرة غير قابلة للإصلاح؟
= بعد كل ما قلته لك، ولازلت متفاجئًا وكأنك لا تعلم في قرارة نفسك أنك هكذا وانك فعلًا لا تعرف ما تريد، ولا تعرف هدفك بالحياة.
- كفى تشائمًا، من أنت أصلًا!؟
= لا تغضب هكذا أنا لست إلا صوتك الداخلي الذي يحاول أن يعبر عن حقيقتك من حينٍ إلى آخر، الذي يحاول توجيهك إلى ما هو صحيح ويحاول إيقاظك من الأوهام التي تعيق حركتك، وتقبُل نفسك ومعالجتها.
- لا أريد أن أسمعك لأن ما تقوله ناجم عن قلة ضعف منك.
= كنت أتمنى أن يكون ما تقوله صحيحًا، ولكن أنا أنت، نعلم أنه عند اقترابك من الانهيار، آتي لتنبيهك وتحذيرك من ما أنت مقبلٌ عليه.
عبد الله عثمان
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات