هل البداية والنهاية قيمتان مختلفتان.. أم أنهما شيء واحد باختلاف زاوية النظر إليه، أهما قطبان أم واحد!؟

آه يا صديقي العزيز.. ها هي ليلة أخرى من ليالي الأرق التي أعتدت زياراتها.. علك تتسأل ما سببها هذه المرة.. لكن دعنا لا نظلم القهوة فهي بريئة ولا علاقة لها بأرق الليلة، بل مسببته هي فكرة هذا المقال.. ظلت تعبث بخاطري وتصول وتجول آبية أن تترك لجفوني الحق في الغوص بالنوم بعدما حاصر النعاس أطرافها.. إن مِلنا للواقع فمن المفترض أن أنام قرير النفس نوم عميق كما الأطفال بعد هذا اليوم الحافل بالركض خلف الأفكار والعبث في زوايا التاريخ لكن ما حدث هو عكس ذلك فكما تراني ما زلت أحملق في سقف غرفتي لا أعرف للنوم سبيل لا بعد الخراف ولا كل أنواع المواشي..



بعيدا عن كل ذلك الذي لابد أن السبب فيه من هراء هو الأرق فلنعد الآن لمسببته تلك الفكرة الخبيثة التي لم تتركني وشأني علي استطع أن اسردها عليك سريعا وأظفر ببعض النوم قبل ما باليوم من أحداث ستحتاج عقلا كامل الوعي لا يختلق سخافات على إثر إرهاقه..




هل تسألت مسبقا عن الفرق بين البداية والنهاية؟.. لا أقصد ذلك الفرق الواضح بينهم الذي يكمن بين كل المتضادات.. ما أعنيه هو الفرق بينهم الذي لا يكاد أن يكون موجودا.. فيما هو الذي يجعل من اللحظة بداية وما الذي قد يكون من نظيرتها نهاية..!!؟ أهي قيم حتمية ومحددة لا تتغير كالخير والشر أم أنهما كميتان نسبيتان كما المثالين السابقين عند فلاسفة الإغريق!!


أهما قطبا خط مستقيم كل نقطة منهما تبعد عن مضادتها بقدر معلوم ومحسوب أم أنهما نقطتان على سطح دائرة قد يكونان متجاورتين أو متباعدتين في الوقت ذاته..!؟


السؤال الأهم بين هذه الأسئلة الفلكية هو التالي.. هل هما منفصلتان عن بعضهما البعض أصلا أم أن كل بداية نهاية وكل نهاية بداية في واقعها!!!


أصابك الدوار أليس كذلك؟! أنا أيضا لكني أعرف أن سببه الأرق، لذا اسمح لي أن أخلد للنوم وأقتنص منه بضع ساعات واستمر أنت في التفكير في الأسئلة السابقة إذا أردت ذلك، لكن لا تنسى أن تخبرني بما توصلت إليه..






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة